يا دكتور هل صدام شهيد؟!
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلقد زارنا في بلدنا الكويت أحد الدكاترة الدعاة الحركيين واستضافته جهات عدة ومنها إحدى الجمعيات الدعوية ولما رأيت إعلانات في الشوارع بادرت واتصلت بإمام المسجد الذي سيقيم "الدكتور الحركي" محاضرته في مسجده وناصحته وحذرته والذي يظهر لي أنه - عفا الله عنه - لم يقبل مني وبالفعل تمت المحاضرة وبعدها ذهب إلى أحد المجمعات التجارية وألقى كلمة أمام الرجال والنساء وما زلنا نحذر منه ومن انحرافاته، حتى وصلتنا قصيدة لذلك الدكتور من شعره وبإلقائه أحببت أن يقف القراء ـ من المعجبين به أو المخالفين له أو الذين لا يعرفونه ـ عليها ليكون الكل على حذر منه وحتى لا يستقبل مرة أخرى بالأحضان بل وإليكم نص قصيدته وهي بعنوان "ابشر يا صدام"
الله أكبر يا صلداً به شمختْ ... نفوسنا عزّةً من وجهك اقْتُبستْ
وجهاً مضيئاً بها الإيمان أشرقهُ ... فبرقعت أوجهُ الغدر إذا انطَمستْ
وآعزة وإباء فيك تسبقهم ... لمنبر الموت بل في ضحكة برقتْ
احرقت فيها وجوه الخوف فانفجرتْ ... حناجر الفرس بالمعتوه إذ نبحتْ
قُبْحاً لهم ختموا الصلاة بمقتدى ... وختمت قولك بالشهادة إذ علتْ
ارسلتها رعداً به أرْعدتهم ... وبه نفوس المؤمنين تباشرتْ
تَمت شهادتك رغم أنوفهم ... جلتْ وصحتْ باليقين توجتْ
كنت الشهيد وكانوا كالتي صلت ... لكنها وبآخر ركعة نقضتْ
نقضت عرى التوحيد قبل وضوئها ... كيف القبول ولو لَبَّتْ وهَلَّتْ
بانت عقيدتهم وبان معينها ... حقد ومن عفن العمائم نبتتْ
والله ما زادك إلا رفعة ... والله حبك في العروق تثبت
زعم الكذوب بأن قواك تخورتْ ... فأجاب صوتك بالثبات وأثبتْ
أثبتَّ حيا حينما أحرقتهم ... أن الضباع تروق لا تتلفت
وثبتّ ميتاً فاستشاطوا حرقة ... احرقتهم حياً وميتاً فَاشمت
فَاشمت بهم صدام وارحل إنما ... القيد ودّعك وحُورك أقبلتْ
رادوك شراً فانتقلت لراحم ... الله خير أم سجون وُصدت
وإذا اعتليت على المجوس إلى الهنا ... للروح بالفردوس روحك رفتْ
ابشر بما وعد الحبيب محمد ... من كان آخره الشهادة كفت
أخي القارئ الكريم اعرف أنك اندهشت كما اندهشت أنا قبلك من إسراف هذا "الدكتور الحركي" فلقد وقع في كثير من الأخطاء في هذه الأبيات حتى في العقيدة ويرثي ويمدح ويبشر مَنْ؟ "صدام حسين" أحد طواغيت هذا العصر. تأمل بعض كلماته، فلقد وصف وجهه المظلم بأنه وجه مضيء بالإيمان، وأن عنده عزة وإباء وأنه ختم حياته بالشهادة ومن ثمَّ تباشر المسلمون به وصحت شهادته وتوجت باليقين وعلى هذا وصف صدام بأنه شهيد وأن الله قد رفع صداماً وثبت حبه في العروق وأنه كان ثابتاً. ثم خاطب "الدكتور الحركي" صداماً فقال له: اثبت، وأنه فعلا كان ثابتاً وهو ميت، وأن حور العين اقبلت إليه وانه انتقل إلى الله الرحيم وانتقل إلى الهنا في جنة الفردوس وبشره لكونه نطق بالشهادة وكانت آخر كلامه.
أخي القارئ لا شك أن "الدكتور الحركي" الذي اشتهر بالاستدلال بالشعر أكثر من الآيات والأحاديث قد بلغ فيه الجهل بالعقيدة مبلغاً كبيراً حتى خالف في قصيدته المذكورة ما يخالف اعتقاد أهل السنة والجماعة.
أخي القارئ- وفقك الله إلى كل خير- اقرأ معي قول العلامة الوالد إمام أهل السنة في هذا العصر الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - وهو يتكلم عن صدام حسين في مجموع الفتاوى والمقالات (6/122) قال: "صدام حسين هو كافر وإن قال لا إله إلا الله حتى لو صلى وصام ما دام لم يتبرأ من مبادئ البعثية الإلحادية ويعلن أنه تاب إلى الله منها وما تدعو إليه، ذلك أن البعثية كفر وضلال فما لم يعلن هذا فهو كافر..... وصدام بدعواه الإسلام أو دعواه الجهاد أو قوله أنا مؤمن كل هذا لا يغني عنه شيئا ولا يخرجه من النفاق ولكي يعتبر من يدّعي الإسلام مؤمناً حقيقاً فلا بد من التصريح بالتوبة مما كان يعتقد سابقاً ويؤكد هذا بالعمل لقول الله تعالى (إلاَّ الَّذينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ) [البقرة- 160. [
والله اسأل أن يطهر عقائدنا ومناهجنا من هؤلاء الحركيين الذين أفسدوا الدين. والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.