موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

خمسُ رسائل لم يحملها البريـد!!

6 ذو الحجة 1430 |

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فهذه رسائل سريعة للتنبيه على بعض الأمور أسأل الله تعالى أن ينفع بها الكاتب والقارئ والمُرسِل والمُرسَل إليه.

(الرسالة الأولى)

إلى مركز "وذكر" والقائمين عليه

الإخوة الكرام في مركز "وذكر" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله خيرا على ما تقومون به من جهد واضح وبذل كبير حتى أنكم بحق أحييتم بعض السنن التي قد يغفل عنها كثير من الناس.

لكن هناك ملاحظات أرجو أن تأخذوها بالاعتبار لتكمل الفائدة وينفع الله بجهدكم أكثر وأكثر وهي كالآتي:

  1. العناية بإخراج منشوراتكم بحيث يكون عليها طابع الشرعية والجدية في الطرح، فلقد لاحظت أن إخراجها يكون بصورة غير لائقة، أشبه ما تكون بقصص الأطفال.

  2. الابتعاد عن الرسومات التي قد تظنون أنها مؤثرة، والحقيقة غير ذلك، ولا تنسوا أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فما كان ينشر العلم بمثل هذه الرسومات، وعلى هديه صلى الله عليه وسلم سار العلماء إلى يومنا هذا في عصر التكنولوجيا والطباعة الفاخرة إلا أنكم لن تجدوا عالماً يضع مثل هذه الرسومات التي تنشرونها في إصداراتكم.

  3. سبق أن صدرت منكم إصدارات لا معنى لها وغير لائقة بتاتاً وعلى سبيل المثال الملصق الذي على صورة ما يُسمى ب"قلب الحب" بلون أحمر وكتبتم عليه "محمد" صلى الله عليه وسلم. ثم إلصاق هذه الملصقات على السيارات ونحوها مما يعرضها للإمتهان والأوساخ ولا شك أن هذا لا يجوز.

  4. لو جعلتم إصداراتكم على شكل كتب ورسائل لكان أفضل من ثلاثة وجوه: أولا: أن الناس تحترم الكتاب أو الرسالة أو الكتب أكثر من النشرة أو الورقة. ثانيا: عمر الكتاب أو الرسالة أطول من عمر النشرة أو المطوية. ثالثاً: نشراتكم عرضة للامتهان والسقوط في الأرض ووطئ الناس لها بالأقدام.

  5. أقترح عليكم أيضاً إعادة طباعة كتب وفتاوى العلماء، فهي أهدى سبيلاً وأكثر ثقة عند الناس من إصداراتكم التي غالباً إن لم يكن دائماً ليس عليها اسم الكاتب ولا يعرف من هو!!

  6. جزاكم الله خيراً على نصيحتكم للناس وتذكيركم المستمر لكن لا يحسن بكم أن تنصحوا الناس وأنتم لا تقبلون النصيحة، فهذا الأمر يجعل الناس تشكك في مصداقيتكم فلقد بلغني أن بعض الناصحين زاركم ومنهم من اتصل بكم وأبدى بعض الملاحظات فلم تقبلوا منهم!!

أسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد والهدى والرشاد.

(الرسالة الثانية)

"إلى الإخوة الذين يطالبون بأن تكون مادة الموسيقى اختيارية"

إخواني الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فقد أساءني كما أساءكم ما قامت به بعض الجهات من إجبار أبنائنا وبناتنا على مادة "الموسيقى" في المدارس، وأشكركم على اجتهادكم وسعيكم لرفع هذا البلاء عن أولادنا.

لكن الذي لفت نظري أن بعض الدعاة والمصلحين يطالب بأن تكون مادة "الموسيقى" اختيارية كما كانت من غير دخولها في معدل درجات الطلاب والطالبات، فأقول والله المستعان: هذه الفتن التي يرُقِّقُ بعضها بعضا، إذ لو رجعوا وجعلوا مادة "الموسيقى" اختيارية لرضي بذلك الدعاة وربما فرحوا بهذا القرار واعتبروا ذلك نصراً وإنجازاً.

والحق أن عليهم أن يطالبوا بإلغائها مطلقاً إذا كانوا يعتقدون بحرمتها إذ لا يعقل أن نرفض "الموسيقى" أن تكون إجبارية ونرضى بها اختيارية!

فإن قال قائل إذا جعلوا "الموسيقى" اختيارية أهون من أن يجعلوها إجبارية فأقول هذا خطأ في الفهم والتطبيق لأن الواجب أن نطالب بامتثال أمر الله ورسوله فلا يجوز الرضا بغير حكم الله تعالى كما أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم، فمثلا لو سمحوا بشرب الخمر- والعياذ بالله- في الفنادق خاصة ثم سمحوا ببيعها وشربها في كل مكان فما الواجب علينا أن نطالب بمنعها مطلقاً او بمنعها مع السماح في الفنادق خاصة؟! لا شك أن الواجب المطالبة بالمنع مطلقا ومن لا يستجب فحسابه على الله تعالى.

استفتيت شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى قبل خمس عشرة سنة أو أكثر أو أقل لما تقدم خمسة أعضاء في مجلس الأمة بمشروع أو اقتراح أو قانون بأن الذي يسبُّ الله عز وجل أو يمسّ الإسلام بسوء يعاقب بالسجن عشر سنوات، ويغرّم ثلاثة آلاف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين. والذي يظهر أن هؤلاء الأعضاء نيتهم حسنة وقصدهم نصرة الدين والدفاع عنه، وقد نشرت الصحف ذلك الخبر فاخذته وسافرت إلى شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى وزرته في بيته في عنيزة بالقصيم.

وسألته عن رأيه في اقتراح الأعضاء الخمسة فقال: "لا يجوز، فقلت: يا شيخنا أحسن الله إليك يقولون نطالب بهذا خير مما لو تركنا الناس يسبون الله تعالى ويستهزئون بالدين فما رأيك؟ فقال: الواجب أن يطالبوا بحكم الله تعالى فإن قَبِلوا منهم فالحمد لله وإن لم يقبلوا منهم فحسابهم على الله أما أن نطالب بحكم غير حكم الله فهذا لا يجوز".

(الرسالة الثالثة)

"إلى الإخوة الذين ينشرون صور الدعاة في الشوارع"

الإخوة الكرام المستضيفين للدعاة لإلقاء المحاضرات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فلقد لاحظت كما لاحظ غيري في الآونة الأخيرة نشر صور الدعاة الضيوف في الشوارع ولا أدري ما الحكمة من ذلك؟

أولا: اكثر الضيوف المدعوين من المملكة العربية السعودية وهؤلاء في بلادهم هناك يحاضرون وتوضع لهم إعلانات من غير صورهم فلماذا إذا حضروا الكويت نشرتم صورهم؟ ولماذا هم يوافقون على نشر صورهم؟ بل لماذا يحاضر بعضهم عند النساء وجهاً لوجه في الكويت ولا يفعل ذلك في المملكة العربية السعودية؟! بل بعضهم ولا أقول كلهم انتشرت عنه بعض اللقطات يمازح النساء في المحاضرة ويصفقن له مع ضحكات جريئة وبأصوات مرتفعة!! من المسؤول عن هذه التصرفات ومن القائم على هذه المحاضرات واللقاءات نريد أن نعرفه لنقول له اتق الله في نساء بلدك وأعراض أهلك فإن عجزنا عن معرفته فلعل رسالتي هذه تبلغه.

وأقول للمحاضرين: اتقوا الله والتزموا أدب الاستضافة وواجب عليكم أن ترفضوا مواجهة النساء والمزاح معهن وارفضوا أيضاً نشر صوركم في الشوارع فهذا عمل لا فائدة فيه.

(الرسالة الرابعة)

"إلى الإخوة الدكاترة والأساتذة في كلية الشريعة"

إخواني دكاترة وأساتذة كلية الشريعة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فلقد بلغني أن الكلية قد وفرت لكم شاشات لنقل محاضراتكم مباشرة إلى الطالبات مما يغني عن الدخول عليهن، وهذا شيء جيد تشكر عليه الكلية بحيث يمكن عزل الطالبات عن الطلاب وبإمكان الدكتور أو الأستاذ أن يحاضر محاضرة واحدة للطلاب والطالبات من غير أن يضطر إلى إلقاء محاضرتين إحداهما للطلاب وأخرى للطالبات.

غير أن بعض الدكاترة هداهم الله ما زال يدخل على الطالبات مع أن بإمكانه استعمال الشاشات فيحفظ نفسه ويرفع الحرج عن طالبات الشريعة اللاتي يغلب عليهن الاستقامة وعدم الرغبة في مواجهة الدكتور وجها لوجه، الأمر الذي دفع بعض الطالبات وكذلك بعض الطلاب إلى الشكوى من تصرفات بعض الدكاترة.

ولقد ذكر لي بعض طلبة كلية الشريعة أن بعض الدكاترة في سن الشباب إذ لم يبلغ بعضهم الخامسة والثلاثين ومع ذلك يدخل بكامل زينته على الطالبات وربما تجاوز بعضهم وأخذ يمازح الطالبات ويقترب منهن.

أخي الدكتور: إياك والدخول على النساء ففتنتهن أعظم فتنة وبما أن الله تعالى قد أكرمك بالشاشات التي تستغني بها عن الدخول على الطالبات فلماذا لا تذب عن نفسك كلام الناس وتكتفي بها وتبقى عند الطلاب؟!

نعم قد تكون هناك مصلحة في مواجهة الطالبات لكن المفسدة في ذلك أكبر، لا سيما إذا كنت شاباً قد تضعف نفسك بسبب القرب من الفتيات.

(الرسالة الخامسة)

"إلى إخواني حالقي اللحى هداهم الله تعالى"

إلى إخواني الذين ابتلوا بحلق لحاهم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فهذه رسالة من القلب وأرجو أن تبلغ القلب يا من يحب الله تعالى عليك باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)} [آل عمران].

إخواني أحبابي يا من يركع لله ويسجد نحن في ذي الحجة وكما هو الحال في كل عام تكثر الأسئلة عن حكم حلق اللحية وذلك لأن المصلين الذين فيهم الخير الكثير يضحون ويعتمرون ويحجون فيسألون عن حكم حلق اللحية ومتى يبدأ الإمساك عن الأخذ من الشعر لمن أراد أن يضحي ولمن أراد أن يحج أو يعتمر فأقول: إن المحظور هو الأخذ من شعر الجسم كالإبطين والعانة وشعر الرأس وليس المقصود حلق اللحية، لأن اللحية يحرم حلقها لمن أراد أن يضحي وغيره ويحرم حلقها في حق الحاج والمعتمر وغيرهما.

وذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بإعفائها في أحاديث عدة، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس" [رواه مسلم (260)].

وحديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: »خالفوا المشركين ووفروا اللحى وأحفوا الشوارب« [رواه البخاري (5892) ومسلم (259)]. وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحية [رواه مسلم (259)].

والأمر يقتضي الوجوب كما أنه يقتضي النهي عن ضده وبناء على ذلك فحلق اللحية حرام ومرتكب الحرام آثم.

ولا شك أن الذي يسأل عن حلق اللحية وهو يريد أن يضحي أو يحج أو يعتمر فيه خير كثير وإلا لماذا يسأل؟ فأقول الذي نهاك عن الأخذ من الشعر أيام العشر الأولى من ذي الحجة وأثناء الإحرام هو الذي نهاك عن حلق اللحية، فبادر بطاعة الله ورسوله واجعل هذه الأيام هي آخر عهدك بحلق لحيتك أو قصها ولا يغرك كثرة الحالقين والقاصين للحاهم فقدوتك وأسوتك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان ملتحياً وأمر بإعفاء اللحية.

والله أسأل أن يوفقني وكل مسلم إلى طاعته والاستقامة على أمره. والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله وسلم وبارك على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقالات