التلبيس و التدليس الظاهر في كلام عدنان عبد القادر
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله الذي اصطفى، وعلى آله وصحبه ومن لآثارهم اقتفى، أما بعد:
فما زلت اجمع التعقيبات المناسبة على ما طرحه الأخ عدنان عبد القادر القادري في مقابلة أجريت معه في إحدى الفضائيات، وما طرحه أيضاً في سبع مقالات تعقبني فيها على إثر تنبيهات نبهته عليها لخطورة ما وقع فيه من التلبيس والتدليس لذا سأستمر في الكتابة نصرة للحق ونصيحة للخلق، فأقول وبالله أستعين وعليه أتوكل وإليه أنيب:
لما أنكرت على الأخ عدنان غفر الله له ما اقترحه من تخصيص جزء من زكاة المسلمين لدعم التمثيل الذي زعموا أنه - إسلامي - أو أنه يخدم الدعوة وينصر الدين عجز عن أن يجد عالماً واحداً من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يجيز ذلك!! وتمنيت أن يستفيد من تنبيهي له ويستغفر الله ويرجع عن هذا القول الغريب.
لما أنكرت عليه استدلاله بفتوى الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى التي أجاز فيها دعم الدعوة في سبيل الله تعالى بأموال الزكاة أقول: استدل بهذه الفتوى على جواز صرف الزكاة في التمثيل الذي يقول الشيخ ابن باز رحمه الله بتحريمه، أتظنون أيها الإخوة القراء أنه قبل الحق؟ كلا بل أخذ يسوِّد الصفحات بكلام غريب جداً له بداية وليس له نهاية!!
إليك أخي القارئ نص كلامه حرفياً وتدبره جيداً فهل ستجد فيه أن الشيخ ابن باز رحمه الله أو غيره أجاز صرف الزكاة أو جزء منها على التمثيل؟
نص كلام الأخ عدنان في مقاله (2-7):
«أما ذكرك الملازمة بين فتوى الشيخ في جواز دفع الزكاة للدعوة من مصرف في «سبيل الله» وفتواه في التمثيل، فهذه يا شيخ ليست الطريقة التي تبحث فيها المسائل الفقهية. وإنما تبحث المسائل بالطريقة التالية: المسألة الأولى: هل الدعوة إلى الله تعالى تدخل في المصرف الزكوي (في سبيل الله)؟ فتستعرض آراء العلماء في ذلك، فإذا جاز ذلك ينتقل إلى المسألة الثانية: «هل نشر هدي السلف وسيرتهم يدخل في الدعوة إلى الله تعالى»؟ فتستعرض آراء جميع العلماء سواء الموافق للمسألة الأولى أو المخالف، فإذا جاز ذلك ينتقل إلى المسألة الثالثة: هل التمثيل المرئي يدخل في توضيح سيرة السلف وهديهم وتحقيق الغرض الدعوي؟ فتستعرض آراء جميع العلماء، فإذا صح ذلك ينتقل إلى المسألة الرابعة: هل يجوز التمثيل المرئي (التلفزيوني) لسيرة السلف؟ فتستعرض فيها آراء جميع العلماء، فإذا جاز ذلك حينئذ يقال بجواز اقتطاع جزء من الزكاة لذلك من قبل لجنة شرعية تشرف عليه. ففي كل مسألة ينظر فيها إلى أقوال العلماء بأدلتهم، ولا يلزم أن يقول عالم واحد بجميع هذه المسائل».
أخي القارئ الكريم انظر إلى تلبيس الأخ عدنان غفر الله له ولوالديه، فلقد عرض الطريقة التي تُبحث فيها المسائل وكأنها منزلة من حكيم حميد أو أنها الطريقة المتفق عليها بين الأولين والآخرين أو على الأقل بين المتقدمين و المتأخرين!! فلقد استحدث أربع مراحل تمر فيها المسألة حتى نعرف حكم الله تعالى فيها!!
والآن دعنا أخي القارئ نجاري الأخ عدنان غفر الله له ولوالديه لنرى إلى ماذا سنصل معه في حكم دفع جزء من الزكاة للتمثيل؟! ولنفترض عندنا هيئة للإفتاء فيها أربعة من العلماء اجتمعوا في بحث هذه المسألة ولاستخراج حكمها الشرعي.
المسألة الأولى: هل الدعوة إلى الله تعالى تدخل في المصرف الزكوي (في سبيل الله)؟ وبعد نظر العلماء في المسألة لنفترض أجاز ذلك اثنان ومنع منه اثنان فهل نستفتي الأربعة في المسألة الثانية وهي: هل نشر هدي السلف وسيرتهم يدخل في الدعوة إلى الله تعالى؟
فالأخ عدنان يقول نعم نستعرض آراء جميع العلماء سواء الموافق أو المخالف وهذا غريب جداً لأن المخالف سيقول أنا أمنع أصلاً جعل الزكاة في الدعوة فكيف يستفتونني بمسألة مبنية على مسألة لا أقول بجوازها أصلاً؟
أتمنى من الأخ عدنان غفر الله له ولوالديه أن يركز معي قليلاً لأن المعقول أن نستفتي في المسألة الثانية الموافق فقط دون المخالف وهكذا في المسألة الثالثة نستفتي الموافق في المسألة الثانية وفي المسألة الرابعة نستفتي الموافق في المسألة الثالثة وفي المسألة الخامسة وهي حكم أخذ جزء من الزكاة لدعم التمثيل وأظن لن تجد من تستفيه لذلك إذ لم تستطع إلى الآن أن تذكر اسم عالم واحد قال بجواز ذلك، لذا ختمت كلامك فقلت بالحرف الواحد «فإذا جاز ذلك حينئذ يقال بجواز اقتطاع جزء من الزكاة لذلك من قبل لجنة شرعية تشرف عليه» انتهى كلام الأخ عدنان.
فأقول: مع أنك في مقابلتك اقترحت بسؤال تقريري لماذا لا نأخذ جزءاً ولو واحد بالمائة للتمثيل؟ وطالبتك وما زلت أطالبك أن تذكر لنا أسماء العلماء الذين أفتوا بجواز دفع جزء من الزكاة للتمثيل ومع أنك عجزت أن تجد عالماً واحداً يوافقك تفاجئنا بقولك بالحرف الواحد: «حينئذ يقال بجواز اقتطاع جزء من الزكاة لذلك من قبل لجنة شرعية تشرف عليه» افهم من هذا أي لا يوجد عالم افتى بجواز ذلك وإنما ستبحثون عن لجنة شرعية الله أعلم ممن ستتكون لتشرف على ذلك!!
والذي نفسي بيده يا أخ عدنان لو أمسكت عن هذا الكلام لكان خيراً لك، دع أموال الزكاة تصرف في مصارفها الشرعية المذكورة في الآية الكريمة وأما الأفلام والتمثيليات إن كنت مقتنعاً بها فستجد كثيراً من منتجي الأفلام سيدعمك في هذا المجال.
أما قولك لي يا أخ عدنان غفر الله لك ولوالديك بالحرف الواحد «أين الدليل من الكتاب والسنة أنه يجب إخبار المزكين عن الجزئية التي ستصرف فيها زكاة كل مزكٍ؟» انتهى كلامك. فأقول: وهل أنا قررت هذا حتى تطالبني بالدليل؟ إنما قلت إذا أردت أن تصرف الزكاة على التمثيل فأخبر الناس بذلك. فاللجان اليوم ومنهم لجنتك تكتب في الإعلانات والبوسترات أن أموالكم بأيد أمينة نحن نتكفل بإيصالها للفقراء والمساكين والأيتام والأرامل والمرضى والمحتاجين والمنكوبين.. إلخ.
أقول لماذا لا تكتب أنت و غيرك و للممثلين و الممثلات و المرشحين و المرشحات و الرحلات و الجوائز و الهدايا و المسابقات؟ إن كنتم ترون جواز ذلك فأعلنوه فقد يوجد من لا يرغب أن يدفع زكاته لمن يتصرف بها هكذا وإن كنتم ترون تحريم صرفها بمثل هذه المجالات فأعلنوا تحريم هذا الفعل، أما أن تتصرفوا بالزكاة كما يحلو لكم فهذا حرام.
لماذا التلبيس والتدليس على شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى؟!
لم أتعقب الأخ عدنان غفر الله له ولوالديه في مسألة حكم التمثيل ولا أدري ما مناسبة ذكره لذلك البحث الطويل في تعقيبه عليَّ، وتفسيري الشخصي أقول: لعل أقول (لعل) ولا أجزم بأن الأخ عدنان غفر الله له ولوالديه عنده بحث قديم جاهز في حكم التمثيل أراد أن ينشره فوجد هذه فرصة بصفته يدافع عن نفسه ويعقب على ما نشرت عليه من التنبيهات على مقابلته في إحدى الفضائيات والذي جعلني أقول بهذا التحليل والتعليل أن الأخ عدنان غفر الله له ولوالديه فصل في قول من أجاز دون التفصيل في قول من منع وحرّم فقال بالحرف الواحد:
«حكم التمثيل اختلف العلماء في التمثيل فبعضهم يرى تحريمه كالشيخ ابن باز والألباني وبكر أبو زيد وحمود التويجري رحمه الله والشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى. ومجموعة أخرى ترى جواز التمثيل كالشيخ رشيد رضا وابن عثيمين وابن منيع وابن حميد ولجنة الفتوى في الأزهر. والدليل على صحة الرأي الثاني ما يلي» ثم ذكر كلاماً طويلاً على صحة الرأي الثاني وأغفل القول الأول تماماً!! إن هذا لشيء عجاب.
والذي يهمني في هذا المقال هو الدفاع عن شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى إذ لبس عليه ونسب إليه ما لم يقل ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا ظاهر جداً في قوله «ومجموعة أخرى ترى جواز التمثيل كالشيخ رشيد رضا وابن عثيمين وابن منيع وابن حميد ولجنة الفتوى في الأزهر» انتهى كلامه.
فأقول: من أين نقلت عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى بأنه قال بإباحة المسرحيات والتمثيل؟! كما ذكرت ذلك بالحرف الواحد في مقالك الثاني وقولك هذا لا شك يفهم منه القارئ أن الشيخ أباح التمثيل على إطلاقه، فيا ليت الأخ عدنان نقل كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ليقف القارئ على التفصيل الذي ذكره فيعرف رأي الشيخ بوضوح.
وبعد مراجعة عدة مواضع من فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى تبين لنا أن أكثر التمثيل حرام في رأي الشيخ وإليك أخي القارئ بعض الفتاوى لتحكم بنفسك وتعرف ماذا فعل الأخ عدنان غفر الله له ولوالديه.
لقاءات الباب المفتوح (30/13) حكم تمثيل دور الصحابة والأئمة:
السؤال: فضيلة الشيخ: ما حكم التمثيل بالصحابة والتابعين وما يحصل في المراكز الصيفية؟
الجواب: أرى أن التمثيل بالصحابة والأئمة من التابعين وغيرهم لا يجوز، لأن ذلك يؤدي إلى ازدرائهم واحتقارهم، لا سيما إن كان القائم بالتمثيل ممن ليس من أهل الصلاح كشخص حليق مثلاً، يجعل على نفسه لحية - كذباً- ويمثل أحداً من هؤلاء، فإن هذا لا يجوز.
والذي ينبغي هو تجنب التمثيل كله، لكن إذا كان التمثيل لا يشتمل على محرم وهو في علاج مشكلة من المشاكل فأرجو ألا يكون في ذلك بأس، أما إذا اشتمل على شيء محرم من كذب أو نحوه فإن ذلك لا يجوز، وقد جاء في الحديث: (ويل لمن حدث فكذب ليضحك به القوم، ويل له ثم ويل له).
لقاءات الباب المفتوح (140/19) شروط إباحة التمثيل:
السؤال: فضيلة الشيخ: ما هي الشروط التي وضعها فضيلتكم للتمثيل، ليكون مباحاً؟
الجواب: الشروط: أولاً: أن لا يكون فيه كذب: فإن كان فيه كذب، فإنه لا يجوز، ثانياً: أن لا يُمثل من له حق الاحترام: كالصحابة رضي الله عنهم، وأئمة المسلمين، وما أشبه بذلك، الشرط الثالث: أن يكون في ذلك مصلحة: كمعالجة مسائل اجتماعية، وما اشبه ذلك، الشرط الرابع: أن لا يقوم بعض الممثلين بدور شاة، أو بعير، أو بقرة، أو كلب، أو ما شابه ذلك. السادس: أن لا يقوم بدور كافر: كأن يقوم أحد الممثلين بدور أبي جهل - مثلاً - أو بدور أبي لهب، أو ما أشبه ذلك، لأن هذا ربما يوقع في قلبه شيئاً، أو ربما يقع في قلبه شيء، وربما يُعَيَّر به أيضاً بين الناس، فيقال: يا أبا جهل، يا أبا لهب، وما أشبه بذلك. المهم: الضابط العام: أن لا يتضمن التمثيل شيئاً محرماً لأي سبب، قد يكون من جنس ما مثلنا به، وقد تكون هناك أشياء غابت عنا أيضاً.
لقاءات الباب المفتوح (77/16) حكم التمثيل:
السؤال: فضيلة الشيخ ما حكم التمثيل وما ضوابطه؟
الجواب: التمثيل الذي يعلمونه في المراكز الصيفية وغير ذلك، إذا كان يشتمل على شيء محرم فهو حرام، مثل أن يقوم بدور تمثيل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو الصحابة، أو أئمة المسلمين فهذا حرام، لأنه مهما كان التمثيل لا يمكن أن يبلغ مرتبتهم، وربما يكون كذباً عليهم، وإذا كان يمثل في أمر يقصد به علاج مشكلة اجتماعية فهذا لا بأس به ما لم ينسبه إلى شخص معين، فإن نسبه إلى شخص معين وهو كاذب فيه صار حراماً من أجل الكذب، كذلك أيضاً لا يجوز للإنسان أن يقوم بدور تمثيل امرأة، هذا حرام، لأنه إذا فعل ذلك فقد شابه النساء وقد (لعن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء).
وكذلك أيضاً لا يجوز أن يمثل دور الحيوان، مثل أن ينبح الكلب أو ينهق نهيق الحمير، أو ما أشبه ذلك، لأن الله تعالى لم يذكر مشابهة الحيوان إلا في مقام الذم، قال الله تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا [الأعراف: 175]، وقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه»، وقال الله تعالى مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا [الجمعة: 5]، وقال تعالى: كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) [المدثر]، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم يديه انبساط الكلب» فتجد أن التشبيه بالحيوان كله في مقام الذم ولا ينبغي للآدمي أن ينزل نفسه منزلة الذم.
أقول: وبناء على هذا التفصيل وكما قيل عند التفصيل يتم التحصيل هل يجوز للأخ عدنان أن يقول: «الشيخ ابن عثيمين يقول بإباحة المسرحيات والتمثيل؟!» بل نستطيع أن نجزم بأن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى يحرم «فيلم الرسالة» الذي استحسنه الأخ عدنان غفر الله ولوالديه كما في المقابلة الفضائية، فلقد اشتمل على كثير من المنكرات من تمثيل الصحابة وتمثيل الكفار وعبادة الأصنام والاستخفاف بالإسلام وأهله واختلاط الرجال بالنساء والمعازف وغير ذلك، فلا أعلم كيف يستحسن الأخ عدنان غفر الله ولوالديه هذا «الفيلم» أو أنه قد حكم عليه من غير لا يعلم ما اشتمل عليه وكلا الأمرين مرٌّ.
ثم ذكر الأخ عدنان غفر الله له ولوالديه أن كلاً من ابن منيع وابن حميد قالا بجواز التمثيل، ولم يذكر نص كلامهما ولا من أين نقل عنهما. ثم لم يبن من هو ابن حميد هل هو المفتي الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله تعالى أو أن المقصود ابنه الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد إمام الحرم؟ فبينهما فرق كبير وكان من الأمانة أن يبين ذلك.
ما زلت أتعجب كما تعجب غيري من تمسك الأخ عدنان غفر الله له ولوالديه بفتوى لجنة الأزهر فلقد قلنا لعله نسي نفسه أو زلّ لسانه فقال لجنة الأزهر، ومن المعلوم أن الأزهر يرتضيه أهله أما أهل السنة من السلفيين فقد استغنوا عن الأزهر من زمان والحمد لله لكن الأخ عدنان غفر الله له ولوالديه أصر إلا أن يأتي بكلام لجنة الأزهر فقال:
(القول الثاني: للجنة الأزهر إذ أباحت تمثيل بعض الصحابة كبلال وأنس وغيرهم إلا كبار الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين ومعاوية رضي الله عنهم وكذا زوجات النبي صلى الله عليه وسلم. مجلة الأزهر- محرم عام 1379هـ.
إذ قالت الفتوى: «عدم جواز ظهور من يمثل كبار الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين ومعاوية وأبنائهم رضي الله عنهم جميعاً لقداستهم ولما لهم من المواقف التي نشأت حولها الخلافات وانقسام الناس إلى طوائف مؤيدين ومعارضين. أما من لم ينقسم الناس في شأنهم كبلال وأنس وأمثالهما فيجوز ظهور من يمثل شخصياتهم بشرط أن يكون الممثل غير متلبس بما يمس شخصية من يمثله» انتهى كلام الأخ عدنان.
فتأمل أخي القارئ هذه الفتوى العجيبة التي استدل بها الأخ عدنان غفر الله له ولوالديه إذ فرقوا بين تمثيل الصحابة فمنعوه في الكبار منهم وأباحوه في الصغار!! فما حكم تمثيل صغار الصحابة بعدما كبروا كابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم؟ ثم انظر إلى التعليل الذي من أجله منعوا تمثيل بعض كبار الصحابة فقالوا «لقداستهم» فبالله عليك أخي القارئ هل الصحابة مقدسون؟ ولو فرضنا أنهم مقدسون فلماذا صغار الصحابة غير مقدسين؟!
عش رجباً ترى من الفتاوى عجباً
يا أخ عدنان غفر الله لك ولوالديك، ارجع إلى من حيث بدأت دع عنك الأزهر وارجع إلى علماء السنة السلفيين واعلم أنك قارنت مقارنة بعيدة جداً لما مثلت للأزهر بعلماء عرف علمهم وفضلهم كالنووي وابن حجر وابن الجوزي الذين اجتهدوا واخطأوا في أبواب من العقيدة أو غيرها، أما هؤلاء لا يعرف لهم حرص على السنة ولا فقه في الدين، فكيف تثق بهم وتوجه الناس إليهم؟! أسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
أخي القارئ الكريم تابعني في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى مع التعقيب على التعقيب، والحمد لله أولا وآخراً وظاهراً وباطنا ً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.