يا أهل السنة أعيدوا النظر في تصرفاتكم (٢)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فلقد سبق ان ذكرت لك أخي القارئ الكريم في المقال السابق ان بعض أهل السنة افتتح قنوات فضائية ومواقع الكترونية لنشر ضلال أهل البدع وكشف عورات واظهار باطلهم، الأمر الذي أحدث ردة فعل شديدة عند أهل البدع فأخذوا يطعنون بالسنة وأهلها يجمعون الشبه ويطرحونها ويعلنون بعقائدهم الدفينة فربما شككوا بعض المسلمين بدينهم وصارت لهم فرصة لنشر باطلهم و ضلالاتهم وتجاوزوا بذلك كل الاعتبارات حتى تجرأ من تجرأ و منهم ذلك المرتد الرافضي الذي طعن بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأغاظ بذلك قلوب المؤمنين وحسابه على الله تعالى وانما أعتب على اخواننا أهل السنة الذين عرضوا كلام ذلك الأثيم عشرات المرات في قنواتهم وهو يطعن بأم المؤمنين رضي الله عنها!!
فهم بفعلهم هذا ينشرون الطعن والسب أكثر من الفاعل نفسه وقد حققوا من حيث لا يشعرون مراده لأنه ما قال ذلك علانية الا لينتشر ويصل الى أكبر عدد ممكن من المشاهدين والمستمعين وأجزم ان كثيراً من الناس ما كان ليسمع ولا يرى ذلك الأثيم وهو يطعن بأم المؤمنين رضي الله عنها لولا نشر أهل السنة لكلامه من خلال قنواتهم!!
نعم لا شك أنهم أرادوا فضيحته وبيان فساده والتحذير منه ومن أمثاله، لكن كل ذلك غير مبرر لأن نشر كلامه حصل فيه من المفاسد ما هو أكبر من تلك المصالح بكثير، لما في ذلك من ايذاء لأم المؤمنين رضي الله عنها وهو ايذاء بلا شك لله ولرسوله، كما في نشر كلام ذلك الأثيم اغاظة لقلوب المؤمنين، والله المستعان.
أخي القارئ الكريم: كأني أنظر الى ذلك المعتدي الأثيم وهو يضحك على أهل السنة وهم يتفاعلون في الرد عليه وتكرار كلامه فيا ليتهم سفّهوه ولم يجعلوا له اعتباراً.
خطورة مواجهة ولي الأمر والإنكار العلني عليه
ان فتنة هذا المعتدي الأثيم وراءها ما وراءها وخلفه من خلفه ممن يريد ضرب أهل السنة واحراجهم مع ولاة أمرهم بمواجهات تُبَغّضُ أهل السنة بولاة أمرهم و تُبَغّضُ ولاة الأمر بأهل السنة!! فمتى ندرك- يا أهل السنة- كيفية حل مشاكلنا والطريقة الشرعية في مناصحة ولي الأمر؟! يا أهل السنة اعيدوا النظر في تصرفاتكم، من المستفيد من هذه المواجهة وما الفائدة من التشهير والطعن العلني؟ والذي نفسي بيده ان عدونا وخصمنا بل عدو الله ورسوله انما فعل ذلك لاثارة الفتنة فكلامه صريح جداً يدل على أنه أراد تحريضكم ضد حكومتكم حتى يفسد كل شيء ممكن ان يفسده فالله الله يا أهل السنة لا تقعوا بشباك عدوكم وتحققوا هدفه واحذروا ان يفتنوكم.
النصرة لأم المؤمنين رضي الله عنها
شعار جميل وواجب شرعي كبير لكن ليس من المعقول ان من لم يحضر المهرجان الخطابي أو يؤيده أو لم يستحسنه أو أنكر طريقته يعتبر غير ناصر لأم المؤمنين رضي الله عنها أو متخاذل عن نصرتها.
ما لكم كيف تحكمون؟
بالأمس بعض الناس رفع شعار «قاطعوا البضائع الفلانية وانصروا نبيكم» واليوم قاطعوا شركة الاتصال الفلانية نصرة لأم المؤمنين!! ما هذا التخبط؟! ومن ذا الذي يوجب على الناس ما لم يوجبه الله ورسوله؟ يا أهل السنة ألم تقرأوا قول الله عز وجل {وما جعل عليْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حرجٍ} [الحج: 78]، فالله تعالى رفع الحرج عن عباده وأنتم تحرجون الناس؟! يا أهل السنة ما هكذا تكون نصرة أم المؤمنين رضي الله عنها، وانما تكون بولائها ومحبتها والدفاع عنها ونشر محاسنها وبيان براءتها والترضي عنها ونشر سننها وأحاديثها والعمل بها وحفظ مكانتها. ولا يجوز بحال من الأحوال ان نتهم أحداً من أهل السنة بأنه متخاذل عن نصرتها وواقف بجانب عدوها لمجرد أنه لم يوافقكم أو لم يشارككم في طريقتكم.
يا أهل السنة اخلصوا النية لله تعالى
اني أعظ كل من سوّلت له نفسه ممن يتظاهر بنصرة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وهو يريد من ذلك مكاسب سياسية أو مقاصد دنيوية فأقول اتقوا الله تعالى، (ان كان) هناك من يريد تسجيل موقف أو ترشيح نفسه أو يريد كسباً للأصوات أقول وأكرر: اتقوا الله في أنفسكم {واعْلمُوا ان اللّه يعْلمُ ما فِي أنْفُسِكُمْ فاحْذرُوهُ} [البقرة: 235]. وانما قلت (ان كان) فان لم يكن فينا ولا بيننا من يريد ذلك فالحمد لله رب العالمين.
ملاحظة
عقد المناظرات أمر محدث وفيه مفاسد كثيرة ومخالفات جسيمة، ولقد سبق ان كتبت مقالاً بعنوان «الشبه خطافة» نشرته بتاريخ 20 ذو القعدة 1427هـ الموافق 2006/12/11 بامكانك الرجوع اليه والاستفادة منه فهو في موقعي قسم المقالات برقم (23).
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.