هل الإسلام حدَّ من الجريمة في أمريكا؟
الحمد لله القائل { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) } [المائدة] وأشهد أن إله إﻻ الله الذي له الخلق واﻻمر تبارك الله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى أله وأزواجه وأصحابه اجمعين أما بعد
فلقد يسر الله لي السفر الى الولايات المتحدة اﻻمريكية أربع مرات وزرت ما يقارب عشرين ولاية واستفدت كثيرا جدا من خلال الدروس والمحاضرات والخطب التي كتب الله لي أن أقوم بها في زياراتي اﻻربع , ولو تكلمت عن كل ما شاهدته وعرفته واستفدته لطال المقام والمقال لكن سأحدثك أخي القارئ عن أمر عجب لعل الله تعالى أن ينفعك به . فأقول وبالله استعين عليه اتوكل وإليه انيب :
في أمريكا ما ﻻ يقل عن عشرة ملايين مسلم منهم جاليات عربية وآسيوية ومنهم أمريكان قد اسلموا حديثا و اغلب المسلمين اﻻمريكان من ذوي البشرة السمراء والذين يطلقون على أنفسهم بأنهم امريكان من أصل افريقي وكثير من هؤﻻء إن لم يكن أكثرهم ممن اسلم في السجن ! ومنهم من كان ينتمي الى عصابات محترفة ومنهم من أصحاب قضايا كبيرة كالقتل أو الشروع بالقتل أو تجارة المخدرات أو أنهم من تجار اﻻسلحة أو ممن يسطو على المتاجر والبنوك أو أو . . . الخ . وقد اخبرني غير واحد أن عدد السجناء في سجون الولايات المتحدة اﻻمريكية يبلغون مليونين ونصف مليون سجين !! وهم في إزدياد مستمر وما استطاعت القوانين ولا الدساتير وﻻ القضايا وﻻ المحاكم وﻻ السجون أن تردعهم عن جرائمهم فالقانون مخترق والمحاكم تقبل الرشوة والمحامون بمئات الآلاف واحوالهم من سيئ إلى أسوء !! فالسجون امتلأت وكلما بنوا سجنا جديدا ضاق بأهله والجدير بالذكر أن السجون مكلفة جدا . ولعل عقلاءهم بحثوا عن مخرج لهم من هذا الوضع الصعب والمأزق الضيق فوجدوا الحل في اﻻسلام !! لقد اخبرني غير واحد أن اعدادا كبيرا من السجناء قد اسلموا في السجن وتهذبت اخلاقهم !! فلقد تحول بعضهم من إنسان قاس مستعد للقتل والسلب الى إنسان رقيق تدمع عيناه عند سماع الموعظة . والحكومة اﻻمريكية تفتح أبواب السجون للدعاة الى اﻻسلام وتسمح لهم بقتناء المصاحف والكتب اﻻسلامية وتأذن لهم بإقامة صلاة الجمعة وتاذن بزيارة زوجاتهم وأولادهم لهم . بل ألتقيت بأحد أﻻخوة وهو طالب علم متخرج من الجامعة اﻻسلامية من المدينة النبوية قد وظفته الحكومة اﻻمريكية براتب شهري مقابل أن يعمل داعيا الى اﻻسلام في السجون !
لعلك أخي القارئ تتعجب من هذا الخبر فأقول : وأنا أيضا تعجبت مثلك لكن عجبي أقل من عجبك وﻻشك لأني شاهدت بنفسي أعدادا كبيرة من المسلمين ممن اسلم في السجن حتى أنني إذا حاضرت في بعض المحاضرات أو خطبت في بعض المساجد أكاد انخنق من كثرة الحضور لا سيما مع ضيق اﻻماكن في بعض اﻻحيان . وﻻ ابالغ إذا قلت لك أن بعض الولايات يتجاوز فيها المسلمون مليون نسمة ! لكنهم بحاجة ماسة الى من يعلمهم اﻻسلام الصحيح ويربيهم التربية اﻻسلامية النبوية . فأكثرهم ﻻ يعرف الاسلام معرفة صحيحة كما هو حال كثير من المسلمين وللأسف الشديد لكن حال المسلمين اﻻمريكان اشد لأسباب كثيرة منها :
قرب عهدهم باﻻسلام وبقاء آثار الجاهلية فيهم
قلة الدعاة المستقيمين في عقيدتهم ومنهجهم
كثرة دعاة الباطل من أصحاب العقائد المنحرفة والمناهج الضالة
كثرة المنكرات والفتن المحيطة بهم احاطة السوار بالمعصم
بعدهم عن لغة القرآن الكريم اللغة العربية
ليس لديهم عادات وتقاليد حميدة ينطلقون منها
عدم وجود قدوات يقتدون بهم
كثيرة المشاكل اﻻسرية والزوجية
صعوبة الحصول على عمل بعيد عن الحرام
مضايقة اهليهم وذويهم غير المسلمين
التحرش الجنسي الذي قد تعرض له بعضهم في صغره وبقاء أثر ذلك على نفسياتهم
كثيرة الأولاد اللا شرعين
أقول : إذا كان هذا حال المسلمين في الولايات المتحدة اﻻمريكية فكيف بحال الكفار ؟ ﻻشك كما يقال حدث وﻻ حرج . نعم حضارة وتكنولوجيا وتطور مادي لكن من الناحية الإيمانية والنفسية واﻻجتماية ﻻ شي .
أخي القارئ بينما جرب أهل القوانين قوانينهم وأهل الديمقراطية ديمقراطيتهم وفشلوا أي فشل في تحقيق نتائج إيجابية ، نجد من المسلمين في بلادنا وللأسف الشديد من يسارع في تقليد الغرب ويتسابق مع غيره إليهم !! ﻻ أدري أين عقول هؤﻻء ؟ بل أين دينهم ؟ ( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ) والله الذي ﻻ إله إﻻ هو لقد سألني كثير من اﻻمريكان كيف السبيل الى السفر الى بلاد المسلمين لأعيش فيها واحافظ على ديني ودين زوجتي وأوﻻدي ؟ فمتى ندرك نعمة الله وفضله علينا ونتمسك بديننا واخلاقنا ؟ ومتى ندرك أن القوانين لن تحفظ علينا أرواحنا واعراضنا واموالنا ؟
اسأل الله تعالى أن يبصرنا في أمرنا ديننا ودنيانا . والحمد لله أوﻻ آخرأ وظاهرا وباطنا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.