موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

«لو أن أهلَ السماءِ وأهل الأرضِ اشتَرَكُوا في دمِ مُؤْمِنٍ لأكَبَّهُم اللهُ في النَّارِ»

19 صفر 1432 |

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:

فان الله تعالى اذا حرم شيئاً ترتب عليه من الوعيد ما يدل على شدة حرمة ذلك المحرم المذكور. لكن لا أعلم وعيداً شديداً ورد في الكتاب والسنة كالوعيد الذي جاء في من قتل مؤمناً متعمداً وذلك في قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)} [النساء]، وقال تعالى: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32]. وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو ان أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار» [رواه الترمذي 1398، وصححه الألباني]. وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أول ما يقضى بين الناس في الدماء» [رواه البخاري (6864) ومسلم (1678). وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبى الله ان يجعل لقاتل المؤمن توبة» [السلسلة الصحيحة (689) صحيح الجامع (23). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خمس ليس لهن كفارة: الشرك بالله وقتل النفس بغير حق» [صحيح الجامع (3247)]. وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول ما يقضى بين الناس بالدماء» [رواه البخاري (6533) وعند مسلم زيادة يوم القيامة (1678)]. وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لايزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً» [رواه البخاري (6862)]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات»، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: «الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات» [صحيح الجامع (144)]. وهذه النصوص تشمل قتل الانسان نفسه قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ان اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29)} [النساء]. وعن ثابت بن الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:»...ومن قتل نفسه بشيء، عذبه الله به في نار جهنم» [صحيح مسلم (110)].

أخي المسلم اذا عرفت هذا أدركت ان ما يتداوله الناس اليوم من التمجيد بمن قتل نفسه باحراقها علناً أنهم في ضلال مبين، لأنها مخالفة صريحة للكتاب والسُّنَّة واجماع الأمة. أقول: لابد لنا من نشر هذه النصوص بين المسلمين لعل الله تعالى يردع كل من تسول له نفسه ان يقدم على قتل النفس التي حرم الله تعالى بغير حق ومما نحتاج اليه لنهنأ في مجتمع تسوده العدالة والحياة المستقرة الآمنة ان يقام القصاص الشرعي كما قال تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)} [البقرة]، لأن القصاص رادع لكل من تسول له نفسه ان يقتل معصوماً وحتى لا يكون اسرافاً في القتل.

أسأل الله ان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يصلح وﻻة أمورنا ويرزقهم البطانة الصالحة التي تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر بالتي هي أحسن للتي هي أقوم 
والحمد لله أوﻻ وآخرا وظاهرا وباطنا
 وصلي وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقالات