الرد الـ "شافي" بالحجة و الـ "سلطان" على من كثر منه الروغان (٥)
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فهذا المقال الخامس في الرد على دكتور الشريعة [ ش . س ] كتبتها نصرة للحق و نصيحة للخلق أرجو بها الثواب من ربي واسأله الإخلاص في القول والعمل.
ذكرت لك أخي القارئ الكريم بأني تلقيت رسائل كثيرة بعد كتابتي المقالين الأول والثاني من بعض الإخوة المحبين والمخالفين وأنا اعتبرهم كلهم محبين فرددت على بعضها فكانت مادة صالحة للنشر فأحببت نشرها للاستفادة منها. وإليك أخي القارئ شيء منها:
السائل المحب: بعض الدكاترة في كلية الشريعة في جامعة الكويت يرى بالمظاهرات ويقول ليست خروجاً لأن الخروج على الحاكم يكون بالسلاح والمتظاهرون ليسوا مسلحين وأيضا المظاهرات مسألة فقهية اجتهادية تتفاوت فيها الآراء فما تعليقك؟
الجواب: الخروج للمظاهرات أمر مخالف لنصوص الكتاب والسنة التي أوجبت علينا طاعة ولاة الأمور وحرمت علينا الخروج عليهم بالقول والفعل. كما أن المظاهرات فيها تهييج للناس على ولاة الأمور وتجرؤهم على مخالفتهم وإسقاط هيبتهم ولا يخفى على أدنى صاحب بصيرة أن الخروج يفسد على الناس دينهم ودنياهم. ولذا نجد في عقيدة أهل السنة والجماعة وجوب تأليف قلوب الرعية على ولاتهم والدعاء لهم والنصيحة بالتي هي أحسن للتي هي أقوم، ولقد تكلم العلماء كثيرا عن المظاهرات ومنعوا منها منعاً مطلقاً سواء كانت سلمية أو غير سلمية، وقرروا بخبرتهم وبصيرتهم أن المظاهرات كلها شر حتى لو كان فيها جوانب إيجابية، وحتى لو بدأت سلمية فسرعان ما تنقلب إلى دموية عنيفة غير سلمية بل وقد تتحول إلى حرب وقتال وسفك للدماء وهتك للأعراض وسلب للأموال وتخريب للممتلكات الخاصة والعامة.
فإن كانت هذه المسألة اجتهادية فالعلماء الذين منعوا منها هم أهل للاجتهاد والإفتاء فأفتوا بمنع المظاهرات مطلقا مثل الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني رحمهم الله تعالى، ومما قاله شيخنا ابن عثيمين رحمه الله بأن المظاهرات لا تجوز ولو أذن بها ولي الأمر. وقال: المتظاهر كالسكران لا يدري ماذا يقول ولا ماذا يفعل.
وأقول أيضا: إذا كانت مسألة اجتهادية فهل نأخذ بقول دكتور الشريعة [ش. س] وأمثاله ونترك قول واجتهاد هؤلاء العلماء الفضلاء الفطاحل الفحول ورثة الأنبياء- احسبهم كذلك والله حسيبهم ولا ازكي أحدا على الله من خلقه-؟!
السائل المحب: ما دليلك بأن الدكتور [ش. س] يقر العمليات الانتحارية؟
الجواب: أولا: أتمنى والله الذي لا إله إلا هو أن دكتور الشريعة [ش. س] وغيره ممن ينتسب إلى رابطته أن لا يقولوا بمشروعية أو جواز العمليات الانتحارية التي سموها زورا "استشهادية".
ثانيا: مشايخ دكتور الشريعة [ش . س ] يقولون بالعمليات الانتحارية كما صرح بذلك حامد بن عبد الله العلي ونقل عن الدكتور يوسف القرضاوي بأنه أفتى بجواز ذلك فقال بالحرف الواحد في مقابلة تلفزيونية معه على قناة الجزيرة: (نحن قبل عشرين سنة ما كنا نعرف العمليات الاستشهادية، وواحد من أكابر المفتين في العالم الإسلامي الشيخ القرضاوي الله يحفظه أفتى بالعمليات الاستشهادية في فلسطين عندما قادتها مدرسة الشيخ أحمد ياسين الله يرحمه، والآن هو ممنوع من دخول بريطانيا بسبب هذه الفتوى، وقبل أربعين سنة ما كان عندنا مثل هذا... ) انتهى كلامه، وهذا المقطع مثبت على اليوتيوب تحت عنوان: رئيس الحركة السلفية بالكويت حامد العلي يصف الشيخ القرضاوي بأنه واحد من أكابر المفتين في العالم الإسلامي، ورابطه:
http://www.youtube.com/watch?v=Bi9N6dpKK1s&feature=youtube_gdata_player
فإن كان دكتور الشريعة [ ش .س ] لا يقول بمشروعية العمليات الانتحارية ولا يقر من يقول بها فليعلن إنكاره لها وينشره في أي وسيلة وينتهي الأمر.
السائل المحب: هل من الضرورة أن دكتور الشريعة [ش. س ] ينشر للناس أنه لا يقول بالعمليات الانتحارية ولا يقر بها؟
الجواب: نعم ضروري جدا بل أريده أن ينكر على من يقول بمشروعية العمليات الانتحارية علنا، حتى لا يقال عنه غدا بأنه هو المسؤول عن ذهاب بعض الشباب إذا ذهبوا وانتحروا وخسرهم آباؤهم وأمهاتهم!فهذا لصالحه أصلاً.
السائل المحب: على أي أساس اعتمدت وقررت أن دكتور الشريعة [ ش . س ] يجب عليه أن يعلن عدم قوله بالعمليات الانتحارية أو أنه يقرها؟
الجواب: لما قال المشركون (اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا) [البقرة: 116]، وقالوا: (الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ) [التوبة: 30]، وقالوا (عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ) [التوبة: 30]، وقالوا الملائكة بنات الله كما في قوله (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ) [النحل: 57]، قال تعالى في الرد عليهم: (مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا) [الجن: 3]، وقال تعالى : (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)) [الصمد] وقال تعالى: (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا) وقال تعالى ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)﴾ [مريم]، وقال تعالى عن الملائكة ﴿بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ﴾ [الأنبياء: 26]، والآيات كثيرة في رد الله تعالى على من زعم الباطل وهكذا لما زعم اليهود فقالوا ﴿يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ﴾ [المائدة: 64] رد الله تعالى عليهم فقال: ﴿غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ﴾ [المائدة: 64]، وهكذا لما قال المشركون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: شاعر ومجنون وكاهن وكذاب قال تعالى في الرد عليهم ﴿وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22)﴾ [التكوير] وقال تعالى ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)﴾ [النجم] وقال تعالى: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (42)﴾ [الحاقة]، إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة في بيان الرد على الباطل إن وجد والدفاع عن النفس إذا نسب إليها ما لا تتصف به.
والآن أعيد واكرر إن كان دكتور الشريعة [ش. س ] لا يقول بمشروعية العمليات الانتحارية ولا يقر من يقول بمشروعيتها فليعلن إنكاره في أي وسيلة يراها مناسبة ليطلع الناس على رأيه بذلك.
السائل المحب: وما المشكلة في كون دكتور الشريعة [ش. س] يقر العمليات الانتحارية؟
الجواب: العمليات الانتحارية حرام ولقد كتبت رسالة وافية إن شاء الله في الرد على من يجيز قتل الإنسان نفسه باسم الجهاد وهي بعنوان "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما" تجدها في موقعي إن شئت أن تطلع عليها.
ثم يا أخي الكريم أولياء أمور الشباب لا يرضون أن يشجعهم ويرسلهم هؤلاء المنظرون من أمثال دكتور الشريعة [ش. س] ليموتوا منتحرين باسم الجهاد المزعوم، ولو علموا ذلك لما ابقوا أولادهم يوما واحدا في كلية الشريعة عند هؤلاء المراوغين أليس كذلك؟ والعجيب في أمر هؤلاء المنظرين أنهم يضحون بأولاد الناس ولا يذهبون بأنفسهم ولا يرسلون أولادهم!! لماذا؟ إذا كانوا يعتقدون أن هذا جهاد مشروع والذي ينتحر شهيد فليبادروا بأنفسهم ألا يريدون الشهادة في سبيل الله؟ ألا يطمعون في الجنة؟!
السائل المحب: لكن ما الدليل على أن دكتور الشريعة [ش. س] يقول بأن استئذان ولي الأمر لا يشترط للجهاد في سبيل الله ولا يشترط له استئذان الوالدين؟
الجواب: هذا سهل جدا لأن دكتور الشريعة [ش. س] صرح بهذا بلسانه على المنبر في خطبة الجمعة بتاريخ 19 شوال 1428 الموافق 9/ 11 / 2007، وقال بالحرف الواحد: (يقول بعض السفهاء من الناس إن الجهاد من شروطه أن يستأذن ولي الأمر، والله ما قال بها إلا إبليس ما نطق بهذه الكلمة إلا شيطان.... إلى أن قال: يجب أن يستأذن ولي الأمر وليس بشرط, هناك فرق بين الشرط والواجب ، من جاهد دون إذن ولي أمر فإن جهاده صحيح لكنه يأثم إذا نازع ولي الأمر. هذا في جهاد الطلب كذلك من خرج للجهاد بلا إذن الوالدين فجهاده صحيح لكنه يأثم لأنه فرط بالواجب) انتهى كلام الدكتور بحروفه. ولقد رددت عليه برسالة كاملة وافية إن شاء الله بعنوان (الرد الكافي) وهي في موقعي ارجع إليها إن شئت وهي نافعة بإذن الله تعالى وبينت الصواب في ذلك بالأدلة وأقوال أهل العلم وبينت بأن هذا قول علماء وليس قول سفهاء كما زعم فضلا أن يكون قول إبليس أو شيطان ونعوذ بالله من الخذلان.
السائل المحب: وما مناسبة ذكر هذا الوصف للدكتور [ ش . س ] في هذه الأيام بالذات؟
الجواب: لا يخفى عليك ما يمر به العالم العربي والإسلامي هنا وهناك من المظاهرات الدامية ودكتور الشريعة [ش. س] يؤيدها بقوة طبعا ويجمع التبرعات من المساجد بدون إذن من الدولة كالعادة والإيداع يتم في حسابه الشخصي علنا! ومن غير المستبعد في المستقبل القريب جدا أن يتحمس بعض الشباب ويذهبون للعمليات الانتحارية ومن غير إذن ولي الأمر ولا الوالدين بحجة أن الاستئذان واجب وليس بشرط، وأن الذي يذهب ويجاهد وينتحر فجهاده صحيح كما فعل قبلهم بعض الشباب المغرر بهم الذين انتحروا في العراق وغيرها، إذن فمن المناسب جدا أن احذر من هذا الفكر وفي هذه الأيام بالذات أليس كذلك؟
السائل المحب: بعض دكاترة الشريعة يقولون: يجوز الخروج على الحاكم إن رأينا منه كفراً بواحاً وهذا ما فعله أهل تونس وليبيا ويفعله الآن أهل سوريا فما تعليقك؟
الجواب: الخروج على الحاكم يجوز بخمسة شروط مجتمعة/
الشرط الأول: أن يكفر الحاكم كفراً بواحاً أي كفر ليس فسقاً ولا ظلماً بل ولا كفر اصغر وهو الكفر الذي لا يخرج من الملة.
الشرط الثاني: أن يكون الكفر ظاهراً لا خفياً أو ظنياً.
الشرط الثالث: أن يكون الكفر دل عليه الدليل والبرهان الشرعي لا بمجرد الرأي والاجتهاد والدليل على هذه الشروط الثلاثة: ما روي عن بسر بن سعيد ، عن جنادة بن أبي أمية، قال: دخلنا على عبادة بن الصامت، وهو مريض، قلنا: أصلحك الله، حدث بحديث ينفعك الله به، سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم، قال: دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: "أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن (تروا كفرا بواحا، عندكم من الله فيه برهان)" [رواه البخاري- كتاب الفتن- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : "سترون بعدي" - حديث:6666].
الشرط الرابع: أن يكون للمسلمين شوكة وقدرة على الخروج والإطاحة بالحاكم الكافر ولا يجوز تعريض المسلمين للهلاك والإبادة واستباحة الأعراض والأموال، والدليل قوله تعالى ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ [الأنفال: 60]، وقوله ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286].
الشرط الخامس: إعلاء كلمة الله بأن يكون المقصود من الخروج على الحاكم ليكون الدين كله لله، والجهاد لا يكون في سبيل الله إلا إذا قاتل المقاتل لتكون كلمة الله هي العليا لا من اجل الديمقراطية ولا الحرية، والدليل قوله تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ﴾ [البقرة: 193]، ولحديث «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، فهو في سبيل الله عز وجل» [رواه البخاري: 122]، واعلم أن هذه الشروط لازمة إذا تخلف منها شرط واحد حرم الخروج ولو توفرت باقي الشروط.
السائل المحب: يقول بعض دكاترة كلية الشريعة :الدماء ليست أغلى من الدين، قال تعالى ﴿وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾ [البقرة: 191]، فنشر التشيع في قرى الشام ودعم التصوف باسم التدين والذي به يتم إخراج الناس من الدين هذا اشد من سفك الدماء (والفتنة اشد من القتل).
الجواب: للأسف هؤلاء الدكاترة الذين يقررون هذه المسائل ينقصهم الصدق، لذا تجد أحدهم يروغ كما يروغ الثعلب بل أكثر من روغان الثعالب الماكرة، فمنذ متى اهتم هؤلاء بمحاربة التشيع والتصوف؟!
وانظر نصرتهم ودفاعهم لجماعة حماس الاخوانية التي قبلتها ووجهتها الدولة الصفوية إيران ومقر مكاتبها دولة العلوية البعثية الصوفية سورية؟ وما هي جهودهم في نصرة التوحيد والدفاع عنه ومحاربة الشرك وأهله؟ بل والله ما سمع الناس ولا عرف عن هؤلاء دفاع للسنة ونشر لها ونبذ للبدعة وجهاد ضد أهلها إلا قليلا! فهؤلاء للأسف الشديد إنما يتعللون بنشر التشيع والتصوف من أجل أن يبرروا أفعالهم ودعوتهم للناس للخروج بصدور عارية، أو أنهم يقولون ذلك لمحاجة المخالفين لهم والرد عليهم فحسب لا من باب نصرة التوحيد والسنة ومحاربة الشرك والبدعة فتنبه لهذا.
وأقول: لو كلف أحدهم نفسه وقرأ سياق الآيات وتفسيرها لاستحى والله أن يستدل بقوله تعالى ﴿وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾ على مشروعية الخروج على الحاكم في مظاهرات بصدور عارية ليسفك دماء الألوف من الأبرياء منهم ويشرد الآلاف ويروعهم. فالآية التي استدلوا بها لا تدل على مشروعية المظاهرات بصدور عارية البتة لا نصا ولا احتمالا، بل هي في سياق الإذن للمسلمين في قتال الكفار فبين الله تعالى بأن الفتنة وهي شرك المشركين اشد مفسدة من قتل المسلمين لهم. وإليك اخي القارئ سياق الآية ليتبين لك كيف يلعب هؤلاء بالاستدلال بالآيات أو على الأقل يتبين لك جهلهم وروغانهم. قال تعالى: ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191)﴾ [البقرة]، قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره: (لما كان القتال عند المسجد الحرام يتوهم أنه مفسدة في هذا البلد الحرام اخبر تعالى ان المفسدة بالفتنة عنده بالشرك والصد عن دينه أشد من مفسدة القتل فليس عليكم أيها المسلمون حرج في قتالهم) انتهى كلامه.
وأقول أيضا: نعم الدماء ليست أغلى من الدين ولكن أيضا دماء المسلمين غالية جدا والله وليست رخيصة حتى نستهين بها ونجازف بها هذه المجازفات، ثم مما هو معلوم أيضا ولا يخفى على من لديه ادنى بصر وبصيرة أن الناس مع شدة تعذيبهم وهتك أعراضهم وسفك دمائهم ونهب أموالهم وتشريدهم من بيوتهم وأموالهم قد يفتنون في دينهم فيخسرون حينئذ دينهم ودنياهم ودماءهم وأعراضهم وأموالهم، فمتى يعقل دعاة الفوضى ذلك؟
السائل المحب: لماذا لا تباهل دكتور الشريعة [ ش . س ]؟
الجواب: ولماذا أباهله؟ لماذا لا نتواجه ونتناصح؟ أليس هذا أفضل من المباهلة؟وللعلم دعوته مرارا للمواجهة ومازلت ادعوه ويأبى ذلك.
والآن يا أخي وجه له أنت أو غيرك الأسئلة التالية:
1/ ما حكم ذهاب الشباب إلى الجهاد خارج بلادهم؟
2/ وما حكم الذهاب إلى الجهاد إذا كان ولي الأمر يمنع ذلك؟
3/ وما حكم ذهاب الشباب إلى الجهاد في غير بلدهم التي يعيشون فيها من غير إذن والديهم ؟
4/ وهل الحاكم الذي يضع القوانين في نظرك ولي أمر شرعي؟
5/ وهل تنكر على من يكفره؟
6/ وهل الحاكم الذي لا يدعو للجهاد له حق في الاستئذان قبل الذهاب للجهاد أو يسقط حقه في الاستئذان ولو على سبيل الوجوب لا الشرطية؟
7/ وما حكم العمليات الانتحارية؟
8/ إذا كنت لا ترسل الشباب إلى خارج البلاد فهل تنكر على من يشجعهم على الذهاب إلى الجهاد بغير إذن ولي الأمر وبغير إذن الوالدين؟
9/ وهل تنكر على من يقول بمشروعية أو جواز العمليات الانتحارية أو يشجع الشباب عليها ؟
10/ وهل تحفظ الكتب الستة حقا أو تخدع الشباب بذلك ؟
11/ وهل تجمع التبرعات بشكل عام في المساجد من غير إذن من الدولة وتدعو المسلمين ليودعوا تبرعاتهم في حسابك الشخصي؟
السائل المحب: سنتوجه له بالأسئلة إن شاء الله ولكن أنت يا شيخ سالم:
1/ لماذا دائما تضع اللوم على الشعوب؟
2/ لماذا دائما تدافع عن الحكومة وهل أنت محام عنها؟
3/ وهل أنت جاسوس أو استخبارات للحكومة ؟
4/ ولماذا دائما تتكلم في إخوانك الدعاة أكثر مما تتكلم عن العاهرات والفضائيات؟
5/ ولماذا تتكلم في عيوب الناس ألا تخشى أن يتكلم الناس في عيوبك؟
الجواب: ابشر يا أخي سأجيب عن جميع أسئلتك ومثلها معها لكن تابعني في المقال القادم مع الرد الشافي إن شاء الله تعالى، اسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.