يا دكتور عجيل النشمي .. إنكارك بارد
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يوجه النصيحة بوجه عام، فيقول: ما بال أقوام يفعلون كذا و كذا؟ وهذا لا يخفى على كثير من الناس لكن الذي قد يخفى هو مشروعية الانكار بالأسماء، نعم هذا من السنة النبوية الانكار العلني وبالأسماء على من أخطأ علناً ونشر ضلالاته وباطله لاسيما اذا كان هذا الخطأ فيه تقرير مسائل شرعية أو عقائدية أو أخلاقية مُصادِمة للكتاب والسنة مُصادَمة صريحة لا تتحمل التأويل.
وبعد هذه المقدمة أقول: لقد انتشر كلام الدكتور طارق السويدان هداه الله لصراطه المستقيم والذي قرر فيه جواز الاعتراض على الله ورسوله وأحكام الاسلام باسم «حرية التعبير» وانهالت عليه الردود من كل الجهات، وبقيت فئات صامتة منهم من رأى ان غيره كفاه عن الرد ومنهم من لا يرد، وربما لا يرى مشروعية الرد، ومنهم لا يرد لأسباب حزبية وربما هناك أسباب أخرى لا أعلمها الله يعلم السر وما أخفى.
والذي لفت نظري وربما نظر غيري من القراء ما نشرته جريدة «الوطن» عن الدكتور عجيل النشمي وفقه الله لهداه بالحرف الواحد يحرم الاعتراض على كلام الله أو كلام رسوله وقول د.طارق السويدان ان هذا من حرية التعبير من الخطأ الفادح، تقول الجريدة: داعياً د.السويدان الى الرجوع علناً عن هذا القول الشاذ والاستغفار واعلان التوبة:
«وضعت كلام د.طارق في موضوع حرية التعبير في دائرة الخطأ وخير الخطائين التوابون فإن كان صواباً أو فهمناه خطأ فعليه ان يبينه ونتمنى خطأ فهمنا، وأحسن الظن بالدكتور السويدان وسريرته عندي خير من علانيته يمكن ما يعلنه عن مشكلات المسائل ينبغي الحوار الخاص فيها قبل الاعلان» انتهى كلامه بحروفه.
فأقول: يا دكتور عجيل غفر الله لك ولوالديك انكارك بارد جداً وكان المنتظر منك أن يكون أشد من ذلك، فأين أنت من سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان لا يغضب الا اذا انتهكت حرمات الله فاذا انتهكت حرمات الله كان يغضب لله تعالى.
فالدكتور طارق السويدان تكلم بكلمات في غاية الخطورة اذا أجاز باسم حرية التعبير ان يعترض الانسان على الله ورسوله وأحكام الاسلام وهذه كلمة لا تحتمل التأويل بل لا يكون تأويلها الا بتعسف وتكلف فبعدما قلت عن كلامه أنه «من الخطأ الفادح»، ودعوته الى الرجوع علناً عن هذا القول الشاذ والاستغفار واعلان التوبة، رجعت تلطف الأمر فقلت: «فان كان صواباً أو فهمناه خطأ فعليه ان يبينه» بل تجاوزت ذلك فقلت: «ونتمنى خطأ فهمنا» بل أكثر من ذلك فقلت: «وأحسن الظن بالدكتور السويدان وسريرته عندي خير من علانيته».
فأقول: يا دكتور عجيل كان الواجب عليك ان تبين الحق ولا تخاف في الله لومة لائم ولا يمنعك انتسابك للاخوان المسلمين ان تحسن الظن بتكلف فيا دكتور أليست الغيرة على الله ورسوله وأحكام الاسلام أولى من الغيرة على أحد الاصدقاء أو أفراد الحزب؟! والله يا دكتور عجيل أدعوك للاستغفار وللتوبة النصوح واعلان ذلك فخير الخطائين التوابون، فالدكتور طارق السويدان منذ أكثر من عشر سنوات وهو يطرح مثل هذا الفكر ويروج له بعلانية وبجرأة، واذا تكلم رأيته واضحاً جلياً باعجابه برأيه واعتداده بنفسه بل وربما يسفِّه الآخرين وحضرتك يا دكتور عجيل وللأسف ما زلت تحسن الظن -بزعمك- وتزكي سريرته!! ومن سألك عن سريرته فالكلام عن علانيته التي نشرها بنفسه عن طريق وسائل الاعلام متعمداً ذلك فلا اله الا الله ما أقبح الترقيع المتكلف المتعسف!! نسأل الله العفو والعافية.
وبالمناسبة يا دكتور عجيل وفقك الله لهداه لماذا لا تنكر على الأخ صلاح الراشد الاخواني النشأة والتربية لما قال في تغريدته بتاريخ 2012/4/14 الساعة (7.43م) بالحرف الواحد في جوابه عن من سأله هل اليهود والنصارى مخلدون في النار؟ فأجاب بقوله: «لا أعتقد ان في أحد مخلد في النار، ولا ابليس».
أقول: نسأل الله السلامة أين هو من قوله تعالى {انَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) الَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169)} [النساء]، وقوله تعالى: {انَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65)} [الأحزاب]، وقوله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَانَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23)} [الجن]، فهذه ثلاثة مواضع ذكر الله تعالى في كتابه خلود أهل النار فيها وأكده بـ«الأبدية» فقال: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} وغيرها من الآيات التي ذكر الله فيها خلود أهل النار من غير ذكر التأبيد وهي أكثر من ذلك، فكيف يجرؤ بعد ذلك صلاح الراشد وغيره من انكار خلود ابليس في النار؟! فوالله الذي لا اله الا هو لا أدري ماذا يقول الأخ صلاح الراشد اذا قرأ قوله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ اذْ قَالَ لِلْانْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ انِّي بَرِيءٌ مِنْكَ انِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)} [الحشر].
والمقصود أننا نريد من الدكتور عجيل النشمي والدكتور خالد المذكور والدكتور محمد عبد الغفار ان ينكروا هذه الأباطيل التي تصدر بين الحين والآخر من مستخرجات فرقة الاخوان المسلمين، كما أدعوهم في هذه المناسبة ان يعيدوا النظر في مناهجهم وعقائدهم قبل فوات الأوان.
لستُ منهم و ليس منهم و ليس منَّا و لسنا منهم
عجيب أمر فرقة الاخوان المسلمين فهم حزب كبير ومتفرع الى فروع كثيرة ومتغلغل في كل مكان ومتلونٍ بألوان كثيرة وتسمى بأسماء عديدة فهم في كل قارة وجمهورية ومملكة ودولة وبلد ومحافظة ومدينة وقرية وربما في كل هجرة، وأخطاؤهم وانحرافاتهم لم تعد تخفى على أحد ومع هذا مازالوا يتعذرون بأعذار واهية هي أوهى من بيت العنكبوت، فقد كثرت تبريراتهم «الباردة» وكلما أفسدوا في بلد غيّروا مسماهم الى اسم جديد، كما فعل اخوان (الكويت) بعد موقف الاخوان السلبي ضد الكويت والمؤيد لصدام حسين البعثي الهالك أطلقوا على أنفسهم الحركة الدستورية الاسلامية التي رمزوا لها بحدس، (ح) حركة (د) دستورية، (س) اسلامية!! فلا أدري هل يخادعون الناس أو يخادعون أنفسهم؟! والذي أريد ان أنبه عليه في هذا المقام ان فرقة الاخوان المسلمين منهج وتنظيم فليس بالضرورة من كان خارج التنظيم ألا يكون اخوانياً منهجاً وأوضح مثال لهذا هو الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق فهو وان لم يكن اخوانياً في تنظيم فرقة الاخوان المسلمين الا انه اخواني منهجياً، وبهذا حكم عليه الشيخ العلامة المحدث السلفي محمد ناصر الدين الألباني فقال:
«(أحد) اخواننا السلفيين أقطع بأنه ليس اخوانياً ولكنه منهجه اخواني...وهو عبدالرحمن عبد الخالق...هذا تلميذي في الجامعة الاسلامية يوم كان اخوانياً واذا صح التعبير بأنه تسلف هناك في الجامعة....هذا ليس اخوانياً لكن منهجه منهج الاخوان المسلمين...الخ» انتهى مختصراً من الجزء الثاني لقاء (600) من أشرطة سلسلة الهدى والنور.
أخي القارئ الكريم اذا عرفت هذا تبين لك جلياً معنى قول بعضهم فلان ليس من الاخوان، وقول الآخر عن نفسه اني لست من الاخوان وقول الاخواني فلان ليس منا، وقول الرابع حدس انفصلت عن الاخوان ولا علاقة لنا بهم، وغير ذلك من المناورات التي قد أصبحت مكشوفة فلننتبه لذلك فانما يقصدون فلان ليس اخوانياً في تنظيمهم أو خرج من تنظيمهم أو كان في التنظيم أو انفصل عنهم أو فصلوه لكن الفكر والمنهج والطريقة اخوانية صرف فتجده يغضب لغضبهم ويرضى لرضاهم ويفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم ولا ينكر أخطاءهم بل ويدافع عنهم وفي كل مناسبة فهو وإياهم في خندق واحد وان تشعبت خلاياهم واختلفت مسمياتهم والعبرة كما لا يخفى في الحقيقة لا في التسمية والله المستعان.
أسأل الله ان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.