موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

جواب سالم الطويل على سؤال نصار عبد الجليل

9 جمادى الآخرة 1433 |

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فلقد كتب الأخ م.نصار عبد الجليل الكاتب في جريدة الوطن مقالاً بعنوان (رسالة للسلفيين..ماذا أنتم فاعلون لو حكم الاخوان؟!) بتاريخ 2012/4/25. والكاتب وفقه الله لهداه طرح سؤالاً وتولى الاجابة عنه بنفسه!! فأقول وبالله أستعين وعليه أتوكل واليه أنيب:

أولاً: من هم السلفيون الذين وجهت لهم سؤالك؟

هل تقصد الجماعة الذين أسسوا جمعية أطلقوا عليها «جمعية احياء التراث الاسلامي»؟ فان كان هؤلاء هم الذين قصدتهم بسؤالك وتوليت الاجابة بنصيحتك لهم بما نصحتهم به فهذا شيء، وان كنت تقصد آخرين غيرهم فهذا شيء آخر.

وللتوضيح أكثر أقول:

ثانياً: قبل أكثر من أربعين عاماً تجمع بعض الشباب في الكويت أعمارهم ما بين العشرين والثلاثين وربما ليس فيهم من يبلغ الثلاثين وقاموا ببعض الأنشطة العلمية والدعوية على ضعف فيهم، وليس لهم شيخ يدرسهم ولا كبير يدبرهم، لكنهم تأثروا بمدرسة الشيخ المحدث المجدد محمد ناصر الدين الألباني، وكانوا يتعاونون فيما بينهم ثم مازالوا يكبرون ويكثرون واستطاع أحدهم ان يحتويهم وهو أكبرهم سناً ولم يكن آنذاك كبيراً، فربما تجاوز الخمس وعشرين ربيعاً بقليل، وكان وافداً الى الكويت من احدى الدول العربية، فحزّبهم وكتّلهم وأدخلهم في السياسة وأقنعهم باقامة بيعة سرية، واختاروا أحدهم ليصير أميراً عليهم، وعاهدوه على السمع والطاعة ولقبوا أنفسهم -أمام الآخرين- ب «السلفيين»، وفيما بينهم سموا أنفسهم «الجماعة» أو «الربع»، وهو اصطلاح دارج متعارف عليه الى اليوم، فيقولون باللهجة المحلية الدارجة: فلان من الربع، وفلان مو من الربع، أو فلان من ربعنا، وفلان كان من ربعنا، وفلان محب للربع، وفلان طلع من الربع، وغالباً من يخالفهم أو ليس منهم ولو لم يخالفهم يقولون عنه مو من الربع، أي: ليس من الجماعة الى آخر هذه المصطلحات التي يعرفها جيداً كل من كان من الربع ومن طلع من الربع.

ثالثاً: هذه المجموعة الشبابية أو الجماعة أسسوا بعد ذلك جمعية على غرار جمعية الاصلاح الاجتماعي الاخوانية أطلقوا عليها «جمعية احياء التراث الاسلامي»، ومع مرور الزمن تغيرت الألقاب فأخذوا يقولون فلان من الجمعية أو مع الجمعية، وفلان مو من الجمعية، أي: ليس من الجمعية، وفلان كان في الجمعية ثم طلع من الجمعية وهكذا.

رابعاً: هل الجماعة هي الجمعية أم الجمعية من الجماعة؟

في الحقيقة لا فرق لكن قد يستعملون بعض الاصطلاحات عند الحاجة أحياناً للتمويه، ولعلهم قلدوا بذلك الاخوان المسلمين!! فالاخوان المسلمون مثلا اذا صرح أحدهم بكلام أُخِذَ عليه قالوا: هذا يمثل نفسه، واذا تصرف آخر بتصرف خطأ قالوا: هذا كان من الاخوان وطلع أي (خرج) منهم، واذا كتب أحد مقالاً في مجلة رسمية لهم وأخطأ قالوا: الكاتب يمثل نفسه ولا يعبر عن الجماعة، وهكذا حتى لا يمسك عليهم شيء من الخطأ أو الانحراف!!

أقول: وهكذا هؤلاء الاخوة أصبحوا أيضاً مثل الاخوان يتابعونهم حذو القذة بالقذة، وقد يخفى أمرهم أحياناً على من لا خبرة له بهم، وفي السنوات الأخيرة ظهر أمرهم جلياً عند أكثر الناس.

خامساً: مع مرور السنوات أصبح التداخل والتعاون كبيراً بين الاخوان المسلمين أصحاب جمعية الاصلاح منتسبي الحركة الدستورية (حدس) ومؤسسي جمعية احياء التراث حتى في بعض الأحيان لا تكاد تفرق بينهم بل بعضهم في اصطلاحهم كان من الجمعية وأصبح من الاخوان المسلمين، وحتى بعض أفرادهم يحتارون في تصنيفه هل هو من الجمعية أم خرج منها، بل تطور الأمر الى ان للجمعية فروعاً اخوانية وأخرى لها ميول سلفية. باختصار اختلطت الأوراق حتى ضيعوا هويتهم ومنهجهم فأصبحوا أقرب ما يصدق عليهم أنهم اخوانيون بنكهة سلفية!!

أخي القارئ الكريم وبعد هذه المقدمة أعود الى التعليق على مقال الأخ الكريم نصار عبد الجليل وأرجو ان يتسع صدره، فأقول:

ان الأصل في السلفيين أنهم دعاة الى تصحيح العقيدة والدفاع عنها والمحافظة عليها والأصل فيهم نصرة السنة والعمل بها.

وأبشرك يا أخي الكريم وأبشر كل مسلم بأن السلفيين لا يحاربون الاخوان المسلمين منافسة لهم على الوصول للحكم ولا يخافون على أنفسهم من وصول الاخوان للحكم، ولا يسمحون لأحد ان يستغلهم لمجرد تشويه صورة الاخوان المسلمين ولا يقبلون التعاون لا من الاخوان المسلمين ولا أهل الأهواء ولا العلمانيين ولا الليبراليين.

وفي الختام أقول: رداً على سؤال الأخ الكاتب نصار عبد الجليل والذي نصه: (سؤالي للاخوة السلفيين ماذا أنتم فاعلون لو انتخب رئيس وزراء من الاخوان المسلمين في الخليج؟).

الجواب: سنستمر على ما نحن عليه ما استطعنا الى ذلك سبيلاً وما لا نستطيعه فلن يسألنا الله تعالى عنه.

وأما نصيحتك يا أخي نصار عبد الجليل والتي قلت فيها: (نصيحتي لكل الاخوة السلفيين الذين لقبوا بالجامية وغيرهم بقراءة الواقع وعدم العمل بالأمنيات وردود الأفعال وأن يوفروا جهودهم في المواجهة مع الاخوان المسلمين وليبدأ الكل في ترتيب البيت السلفي مبكراً قبل فوات الأوان وخوض المنافسة الشريفة مع الاخوان المسلمين وغيرهم... الخ) انتهى كلامه.

فأقول: يا أخي الكريم يا ليتك تعدل نصيحتك قليلاً فتقول نصيحتي لكل الاخوة في احياء التراث بدلاً من قولك الاخوة السلفيين واللبيب بالاشارة يفهم.

والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقالات