رسالة إلى الأخوين نصار عبد الجليل و خالد السلطان
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: من سالم بن سعد الطويل الى الاخوة الكرام:
المهندس نصار عبدالجليل و الدكتور خالد سلطان السلطان و الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق أصلح الله احوالكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فبخصوص البيعة السرية التي عند جماعتكم أو ربعكم أو مؤسسي جمعية احياء التراث الاسلامي:
أولا: أنا مستعد ان أكتب مقالا في ذكر حقيقة هذه البيعة و اسم أمير الجماعة و عنوان بيته و أسماء بعض من بايعه و أسماء بعض من عرضت عليه البيعة.
ثانيا: لم أقل بأن البيعة يدعى لها جميع الاتباع فلماذا تنفون وجود البيعة بحجة عدم دعوتكم لها؟
ثالثا: ظاهر كلام بعضكم يدل على تكذيبكم إياي وهذا كما لا يخفى اتهام لي -والعياذ بالله- و للأسف هذا أسلوب غير علمي في الرد والتعقيب.
رابعا: كان الواجب عليكم مطالبتي بالادلة التي تثبت حقيقة البيعة السرية فان عجزت عن ذلك فلكم الحق في التعقيب.
خامسا: يقول بعض القياديين في جماعتكم ان البيعة كانت موجودة ثم تركناها وهذا مصداق كلامي ان البيعة حقيقة ثابتة.
سادسا: العادة في البيعة ان يدعى لها أهل الحل والعقد وليس بالضرورة ان يدعى لها جميع الاتباع.
سابعا: البيعة الشرعية التي لا خلاف عليها عند المسلمين كبيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه لا اعلم دليلا يدل على ان مسلمي زمانه من الصحابة والتابعين جاؤوا وبايعوه فردا فردا ولا دعاهم الى ذلك أصلا.
ثامنا: الجماعة وعلى رأسهم الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق يطلقون على بيعتهم (العهد).
تاسعا: قد ينفون عن أنفسهم البيعة تدليسا أو تورية بحجة ان عندهم عهد وليس بيعة. مع ان البيعة والعهد معناهما واحد. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه فتح الباري بشرح صحيح البخاري عند حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه في قول النبي صلى عليه وسلم (بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا)، قال: والمبايعة عبارة عن المعاهدة سميت بذلك تشبيها بالمعاوضة المالية كما في قوله تعالى {انَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْانْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)} [التوبة].
عاشرا: الجماعة يقولون لأتباعهم: الاخوان المسلمون أميرهم فلان والتبليغ أميرهم فلان ويكتمون اسم أميرهم عن اتباعهم.
الحادي عشر: الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق غفر الله له كان يصرح ويقرر مشروعية العهد ثم سكت!
الثاني عشر: يحتمل ان الجماعة قد تراجعوا عن البيعة ويحتمل أنهم لم يتراجعوا لأن منهم من يقول ما عندنا بيعة أصلا ومنهم من يقول هي عهد وليست بيعة ومنهم من يقول قد تكون موجودة سابقا لكن تركناها ومنهم من يقول كانت موجودة سابقا ثم تركناها بدون [ قد ] !
الثالث عشر: كون البيعة كانت موجودة سابقا أو غير موجودة أو تركوها أو لم يتركوها أو مازالت موجودة المهم ان الجماعة مازالت تمارس العمل أو النشاط بالطريقة السرية والامارة الحقيقية بحيث يكون عندهم آمر و مأمور و سائل و مسؤول و مجلس شورى و سائر الممارسات الحزبية الاخوانية السرية.
الرابع عشر: من القواعد المقررة ان من علم حجة على من لا يعلم.
الخامس عشر: ومن القواعد المقررة أيضا ان عدم العلم ليس بعلم.
السادس عشر: الواجب على من لا يعلم ان يصمت أو يتوقف ولا ينكر أو يشكك بمصداقية الآخرين ومن حقه ان يتبين ويسأل ويطالب بالدليل والبينة.
السابع عشر: الواجب ألا نفرق بين المسلمين ونكتِّلهم الى فرق واحزاب ونجعل قربهم وبعدهم منا بحسب انتسابهم للجماعة من عدم انتسابهم.
الثامن عشر: التحزب مذموم شرعا وقد نهانا الله عنه فقال جل وعلا {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)} [آل عمران]، وقال تعالى: {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)} [الروم].
التاسع عشر: أهل السنة والجماعة فرقة وجماعة واحدة كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (هم الجماعة) ولم يقل هم جماعات واحزاب.
العشرون: هذه التقسيمات والانقسامات جعلت عامة المسلمين في حيرة من أمرهم بل التحزبات صدت الناس عن سبيل الله وهذه حقيقة لا ينكرها الا مكابر.
الحادي والعشرون: جماعة مؤسسي جمعية التراث تغيروا كثيرا عن ذي قبل وذلك منذ ان تغلغلوا في العمل السياسي وتأثروا بدعوة الاخوان المسلمين وساروا على خطاهم وأيضا هذه حقيقة لا ينكرها الا مكابر أو جاهل أو متعصب.
الثاني والعشرون: ما المعايير عند جماعة مؤسسي التراث التي من خلالها يحكم على الشخص أو الفرد بأنه من الجماعة أو ليس منها أو خرج من الجماعة أو اخرج منها؟
الثالث والعشرون: ليس بالضرورة من ليس في الجمعية فهو ليس من الجماعة فمثلا الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق الذي لم يعد له مسمى وظيفي في جمعية التراث لكن ليس معنى ذلك أنه لم يعد في الجماعة او لم يعد محسوبا عليها.
الرابع والعشرون: الاخوان المسلمون يذهبون الى جواز التعاون والتنسيق مع اخوانهم الشيعة كما صرح بذلك الدكتور عجيل النشمي بينما جماعة مؤسسي التراث يرفضون التعاون والتنسيق المباشر مع الشيعة الا أنهم يرتبون تعاونا وتنسيقا مع الاخوان المسلمين والادلة اكثر من ان تذكر وانكار مثل هذا الامر صعب جدا.
الخامس والعشرون: مَنْ مِنْ جماعة مؤسسي جمعية التراث يستطيع أن يفيدنا افادة رسمية بحال كل من الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق وتلاميذه الشيخ حامد العلي والدكتور وليد الطبطبائي والدكتور حاكم المطيري والدكتور فهد الخنة والدكتور نبيل العوضي والدكتور عادل الدمخي والنائب خالد سلطان العيسى هل هؤلاء من الجماعة أم ليسوا من الجماعة أم كانوا في الجماعة أم طردوا منها أم انشق بعضهم عن الجماعة أم جمد بعضهم نشاطه في الجماعة أم تم توقيفه حتى اشعار آخر أم ان احكامهم تتفاوت؟
السادس والعشرون: هل حكم جماعة مؤسسي جمعية التراث موحد في مسائل المظاهرات والثورات والتكفير أم هم مختلفون فيما بينهم؟
السابع والعشرون: بالنسبة للتزكيات التي ظفرت بها جماعة مؤسسي جمعية التراث من العلماء. الواجب التفصيل فيها: فمنها ما ليست بتزكية أصلا بل هي مجرد ثناء على بعض الكتب العلمية التي ألفها العلماء ككتاب فتح المجيد أو تفسير ابن سعدي ونحوهما فإذا عرضت هذه الكتب أو اسمائها على بعض المشايخ واستحسنوها فكيف يحسب كلامهم بأنه تزكية للجماعة أو جمعيتها؟
الثامن والعشرون: بعض العلماء اثنى على بعض الجهود والنشاطات التي تقوم بها جماعة مؤسسي التراث في العالم وهذا حق ولا يمكن انكاره فهم مسلمون ولا يجوز لأحد ان يبخسهم حقهم ويهدر جهدهم لكن حتى غيرهم كفرقة الاخوان المسلمين وفرقة التبليغ أيضا يظفرون بثناء وربما اكثر منهم من بعض العلماء على جهودهم وانشطتهم وأثرهم وآثارهم في العالم بل وربما يظفرون بتزكيات مكتوبة ومسجلة مسموعة اذن فما الميزة التي امتازوا بها عن غيرهم؟
التاسع والعشرون: هذه التزكيات بعضها قديمة فلم تعد صالحة ولا نافعة لجماعة مؤسسي جمعية التراث التي قد طرأ عليها تحول كبير وتغيرات واضحة للقاصي والداني.
الثلاثون: وبعض التزكيات تناولت جوانب من انشطة جماعة مؤسسي احياء التراث الايجابية فلا يصلح استعمالها لتزكية الجوانب السلبية فيها كالتحزب والتكتل والعمل السري والمبالغة في التغلغل في العمل السياسي والكذب للمصلحة أو السياسة أو مدح الاحزاب والدفاع عنهم وغير ذلك.
الواحد والثلاثون: المآخذ التي اخذت على جماعة مؤسسي جمعية التراث ليست قاصرة على وجود البيعة من عدمها كما قد يفهم من كلام الأخوين المهندس نصار عبدالجليل والدكتور خالد سلطان السلطان وللعلم هذا الذي ذكرته ليس كل ما في جعبتي وانما احتفظت بمعلومات اخرى لحاجة في نفسي.
وليعلم كل من يقرأ كلامي ان هؤلاء اخواننا ومن المسلمين لهم علينا حقوق وواجبات وحب وولاء بحسب ما عندهم من الاسلام والايمان وحسن الاعتقاد. لكن اقتضت النصيحة لهم ان ننكر عليهم من الاخطاء والبدع والانحرافات فالدين النصيحة كما لا يخفى.
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.