موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

رد الإساءة بالإحسان في التعقيب على الدكتور خالد السلطان (٤)

14 رجب 1433 |

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فهذا المقال الرابع في التعقيب على مقالات كتبها أخي الكريم الدكتور خالد بن سلطان السلطان غفر الله له ولوالديه، وأصلح الله له سريرته وعلانيته فأقول وبالله أستعين وعليه أتوكل واليه أنيب:

  1. ظن الأخ الدكتور خالد ان ما أثاره في مقالاته قد أساءني على كل حال و ليس الأمر كما ظن بل أقسم بالله الذي لا اله الا هو ان مقالاته وان كانت قد أساءتني من وجه الا أنها قد فتحت لي فرصة ومناسبة طيبة نافعة أستطيع من خلالها بيان بعض الحقائق التي لا يعلمها كثير من الشباب والعامة، بل لا أكون مخطئاً ولا مبالغاً اذا قلت ان هناك من الاخوة من يتمنى ان يتكلم بها بنفسه وودَّ لو كفاه غيره، لذا استعنت بالله وكتبت هذه التعقيبات نصرة للحق ونصيحة للخلق.

  2. نعم قد أساءني الأسلوب الذي اتبعه الدكتور خالد السلطان غفر الله له وخشيت عليه من الاثم وأشهد الله وأشهد خلقه بأني عفوت عنه ولعل في الأمر خيرة لي ان شاء الله تعالى، فلو أني كتبت كراسة أو كراستين لأثبت للناس طريقة معاملة هذه الجماعات لمن خالفهم أو انتقدهم ما كنت أستطيع ان أقنع كثيراً منهم، لكن الحمد لله رب العالمين قد شاهد الناس وقرأوا وعرفوا بأنفسهم من خلال ردود الدكتور خالد وصمت قادة الجماعة الأسلوب الحزبي المتبع لديهم والله المستعان.

  3. اخواني القراء الكرام أسألكم سؤالاً غريباً جداً ولعله ليس في الحسبان فاسمحوا لي به. نص السؤال: هل كان الكويتيون في عام 1965م مسلمين؟ أم تخلوا عن اسلامهم؟ السؤال غريب جداً أليس كذلك؟

    والآن اقرأوا ما نقلته لكم من شريط مسجل بصوت الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق غفر الله له وأحسن له الخاتمة في مقابلة معه عن تاريخ دعوته وقد أجراها أحد أفراد جمعية احياء التراث الاسلامي ربما اسمه «خالد» و نشرت الشريط الجمعية نفسها واليك نص السؤال والجواب:

    المحاور: كيف كانت الكويت آنذاك؟

    الشيخ عبدالرحمن: (الكويت طبعا الأمر المعلوم عنها في ذلك الوقت أنها بلد بعيد كل البعد عن الاسلام وأنها بلد قد انقطعت الصلة بينه وبين الدين وبين الاسلام، وفي الحقيقة لما جئت فوجئت في الكويت، صليت في عدة مساجد لم أجد شاباً يصلي تقريباً، وأذكر أني لم أجد واحداً ملتحي قط الا اثنين بس شفتهم في ذلك السنة واحد تركي).

    المحاور: كم كانت السنة بالتحديد؟

    الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق: (أنا دخلت الكويت في 21 من شهر 7 الفرنجي سنة 1965 فلم يكن هناك الا يعني ما رأيت الا لحيتان بعد مدة حوالي شهر أو شهرين).

    المحاور: يعني في المسجد؟ الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق: (لا في المسجد والشارع وكل مكان).انتهى كلامه.

    أقول: هكذا وصف الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق أهل الكويت بأنهم بعيدون كل البعد عن الاسلام وانقطعت صلتهم بالدين والاسلام وهذا الذي قرره في حق أهل الكويت ليس كلاماً عفوياً قاله كما قد يظن بعض الناس وانما هذه العقيدة التي يعتقدها في أهل الكويت وغيرهم من الشعوب الاسلامية فقد قال في كتابه (الأصول العلمية للدعوة السلفية) ص 26:

    «ومن هذه العقبات على طريق المثال لا الحصر تلك الردة الجماعية الهائلة في الشعوب الاسلامية» انتهى كلامه.

    ومن المؤسف جداً ان رسالته هذه الأصول العلمية للدعوة السلفية تم طبعها من قبل جمعية احياء التراث الاسلامي وعليها شعار الجمعية بأموال أهل الكويت، بل وتمت ترجمتها الى لغات غير العربية، والى هذه اللحظة لم نسمع تراجعاً عن كلامه هذا!!

    أقول: هكذا يصف الشيخ عبدالرحمن نفسه بأنه بدأ يدعو أهل الكويت الى الاسلام بعد ان انقطعت صلتهم به وأسسهم على السلفية وأصبح هذا المفهوم عند كثير من أتباعه وكأن لسان حاله يقول: يا أهل الكويت لولا الله ثم أنا لما عرفتم الاسلام ولا عرفتم السلفية، فهو شيخ كل السلفيين ونقده محظور عند جماعته حتى لا يتحمل أحدهم أن يسمع كلمة تقال في حقه ولا حتى كلمة «أنه ليس معصوماً فهو بشر يصيب ويخطئ»، بل كانوا يمتحنون الناس به فيقول أحدهم لأخيه ما رأيك في الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق؟ فإن قال: يصيب ويخطئ، اعتبر جوابه طعناً سافراً في حق الشيخ!!

    و إني على شبه اليقين بأن بعض الناس سيقول هذه مبالغة بل ومنهم من سيقول أنت تكذب يا أخ سالم لكن أقسم بالله انها الحقيقة التي عشتها بنفسي، بل كانت الجماعة تتعصب للشيخ عبدالرحمن عبد الخالق وكأنه يعرف ما لا يعرفون ويبصر ما لا يبصرون ويحلل الواقع السياسي ويقرر ما يراه ثم يقول هذا ليس من علم الغيب وانما هي «نظرة» وستذكرون كلامي!!

    وبعد مدة من الزمن ظهر اصطلاح «فقه الواقع» فتذكرت ما يسميه الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق بـ «النظرة» والتي كان يعرف من خلالها ما لا يعرفه بزعمه حتى العلماء!! والله المستعان.

  4. في عام 1981م زار الكويت الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني وشاء الله تعالى ان أحضر له خمسة مجالس متفرقة وسمعته يستنكر دخول مجلس الأمة والمشاركة في البرلمان ويستنكر التغلغل في السياسة وقال كلمته المشهورة (من الناس من دخل هذه المجالس النيابية ليغيِّر فتغيَّر)، فجئت أحد كبار جماعة مؤسسي احياء التراث اسمه (شريدة) وكان موظفاً في بلدية الكويت الرئيسية وكان آنذاك مجلس الأمة في البلدية فقلت له: الشيخ الألباني يقول لا تدخلوا المجالس النيابية فقال: واقع الكويت لا تأخذ الفتوى فيه من الشيخ الألباني، خذ الفتوى من الشيخ عبدالرحمن!!

    هكذا كان الأسلوب المتبع عند مؤسسي جمعية احياء التراث وهكذا مازال عند بعضهم لكن بصورة أقل من ذي قبل، والفضل لله أولاً وآخراً ثم للجهود التي بذلها بعض طلبة العلم الذين استطاعوا ان يكشفوا حقيقة عبدالرحمن عبد الخالق وبلغوا العلماء عنه واستخرجوا بعض أخطائه وعرضوها على العلماء فأفتوا في حقه الفتاوى المناسبة وحذروا شباب الكويت منه ومن منهجه السياسي والحزبي لكن للأسف مازال له الأثر السلبي لاسيما على بعض كبار مؤسسي جمعية احياء التراث كالمهندس طارق العيسى والنائب خالد سلطان العيسى وغيرهما.

  5. مرة أخرى أشكر الأخ الدكتور خالد بن سلطان السلطان وفقه الله لكل خير الذي أتاح لي هذه الفرصة لأسطِّر كلمات في التاريخ المعاصر للدعوة في الكويت والذي لا يعرفه كثير من الشباب فأعود الى مسألة البيعة والامارة السرية ومجلس الشورى والتنظيم الهرمي ومجلس المحاسبة والسمع والطاعة والسائل والمسؤول وغير ذلك من المسائل التي أنكر الدكتور خالد وجودها أصلا، ثم اعترف بها ثم أنكرها ثم اعترف بها!!

    ولقد اشتد غضبه وغضب غيره لاسيما عندما ذكرت اسم «أميرهم» الذي تمت له البيعة السرية بل وسرية للغاية مع أخذ الأيمان المغلظة على ألا يصرح أحد بايعه باسمه!!

ملاحظة مهمة

الأمير السابق اسمه «عبدالله» كان يسكن الرميثية ثم انتقل الى قرطبة قطعة (4) وهو رجل صالح فاضل مستقيم في دينه وخلقه أحسبه والله حسيبه ولا أزكي أحداً على الله من خلقه وهو من عامة المسلمين وقد غرر به عبدالرحمن عبد الخالق ثم اختلف معه في السنوات الأخيرة اختلافاً شديداً ويقال انه استبدل بأمير آخر اسمه (شريدة) ثم تم استبداله بأمير غيره مع تغيير المسمى من أمير الى مسؤول. والله أعلم.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل انتهت هذه المسائل وتابوا الى الله منها؟ أم مازالت قائمة؟ وما الدافع أصلاً الى وجودها بين المسلمين؟ وهل هي من السلفية بشيء؟ هذا ما ستعرفه أخي القارئ الكريم في مقالات قادمة ان شاء الله تعالى فتابعوني وليعلم الأخ الدكتور خالد السلطان بأنه لم ولن يستطيع ان يثنيني عن قول الحق بتهديداته ووعيده وليخرج ما في جعبته فإني والذي نفسي بيده أتقرب الى الله تعالى ببيان انحرافات هذه الجماعات التي فرقت المسلمين وحزبتهم وكتلتهم وجعلتهم شيعاً وأحزاباً (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)) [الروم].

فاقض يا دكتور خالد ما أنت قاض فلا تظن بأنك ولا من وراءك ستجعلونني عبرة لمن يعتبر لكل من حدثته نفسه ان ينتقد جماعتك أو جمعيتك أو (الربع).

رسالة الى الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق

لما أفتى سماحة الشيخ المفتي العام في المملكة العربية السعودية عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ بمنع جمع التبرعات الا عن طريق ولي الأمر، عقَّب على فتواه بتغريدة عبر التويتر لحامد بن عبدالله العلي، أحد تلاميذ الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق، وعضو اللجنة العلمية في جمعية احياء التراث الاسلامي سابقاً، والأمين العام السابق للحركة العلمية السلفية المنشقة من جمعية احياء التراث وشيخ بعض فروع جمعية احياء التراث (حالياً) و(مازال) الى ان يشاء الله، ولقد أساءتني جداً تغريدته فكتبتُ الرسالة الآتية مع بعض التعديل:

(من سالم بن سعد الطويل الى فضيلة الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق حفظه الله تعالى وأحسن اليك وأصلح لك النية والذرية. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فلقد قرأت لأحد طلابك وهو حامد بن عبدالله العلي هداه الله تغريدة غرَّد بها بعد فتوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام في المملكة العربية السعودية بمنع جمع التبرعات لسورية الا عن طريق ولي الأمر، قال -أي حامد العلي- بالحرف الواحد: «تقولون مُنع التبرع؟! قلنا لكم الحل ربيع يعيد السلطة للشعب ليضع حكومته ويحاسبها ببرلمان وينزع الثقة منها ان حادت عن أهداف أمتنا ونصرتها، اصحوا» انتهى كلامه.

فأرجو من الله تعالى ان يوفقك للاجابة عن الأسئلة التالية:

  • س1: هل توافق تلميذك حامد العلي على كلامه؟

  • س2: هل دعوى تلميذك حامد العلي في نظرك تعتبر تحريضاً على ولاة الأمر للخروج عليهم؟

  • س3: اذا كنت لا توافقه فلماذا لا تنكر عليه وتحذر الشباب منه ومن عقيدته ومنهجه؟

  • س4: ألا يعتبر كلام تلميذك حامد العلي تدخلاً في شؤون بلد شقيق؟

  • س5: هل اقامة حكومة شعبية برلمانية أولى وأفضل من حكم الشريعة؟

وأخيراً يا شيخ عبدالرحمن ويا شيخ حامد أوصيكما بتقوى الله، نعم اتقوا الله بالشباب وبالمسلمين وجنبوهم الفتن، حسبنا فتناً وقتلاً وتشريداً، لمصلحة من ستكون هذه الفتن التي تدعون الناس اليها؟

فوالله الذي لا اله الا هو ان الخوارج الأولين كانوا يدعون الناس للخروج على ولاتهم بسبب ارتكاب بعض الكبائر وأنتم تدعون المسلمين للخروج على ولاة أمرهم لأنهم منعوا من جمع التبرعات بشكل عشوائي غير نظامي!!

أسألكم بالله هل هذا أمر يستوجب دعوة المسلمين للخروج على الولاة واستبدال حكم برلماني بحكم الشريعة؟ ما لكم كيف تحكمون؟

يا شيخ عبدالرحمن عبد الخالق لا تقل حامد العلي ليس من طلابي، اتق الله فانك ان استخفيت من الناس فلن تستخف من الله علام الغيوب. ثم هب أنه ليس من طلابك أو قد اختلفت معه أو أنك غير مسؤول عن تصريحاته، فلماذا لا تستنكر عليه علناً فطلابك وأتباعك يسمعون له ويتبعونه؟ يا شيخ عبدالرحمن لقد تدخلت في الانتخابات المصرية وأنكرت على الاخوان غدرهم واخلافهم للعهد والوعد فمن باب أولى ان تستنكر على حامد العلي دعوته للفتنة أليس كذلك؟

 لفتة

الى الدكتور خالد السلطان أحسن الله اليك ألم تسمع قول الله تعالى: {ان اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} [الذاريات]، وقوله تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22)} [الذاريات]، وقوله تعالى: { أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ} [الزمر: 38]، وقال صلى الله عليه وسلم: «لو اجتمعت الأمة على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك».

أسأل الله ان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله أولاً وآخراً وظاهرا وباطنا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقالات