إلى الدكتور نايف بن حجاج العجمي حفظه الله تعالى (١)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فهذه رسالة لا تنقصها الصراحة أتوجه بها الى الأخ دكتور الشريعة نايف بن حجاج العجمي -حفظه الله تعالى- أنشرها للفائدة، فأقول:
من سالم بن سعد الطويل الى أخي الدكتور نايف بن حجاج وفقك الله الى كل خير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في الحقيقة اني لا أعرفك ولا أذكر ألتقيت بك الا مرة واحدة في مكة، أشار اليك أحد الاخوة فقال: هذا الدكتور نايف بن حجاج، وقرأت لك رداً لطيفاً مؤدباً جداً جداً على الدكتور طارق السويدان عرفت من خلاله لطفك وأدبك الجم، ولقد نشرت رسالتك للدكتور السويدان ولم تجعلها بينك وبينه سراً بل نشرتها للفائدة وهكذا فعلت لتعم الفائدة، وقبل هذا الرد قرأت لك كلمات يسيرة بما يسمى بالتغريدات وكانت كلمات فيها نقد لي بعد تصريح صرحت به في مقابلة أجريت معي في برنامج «اليوم السابع» الذي تبثه قناة الوطن الكويتية، قلت فيه: «كلية الشريعة بؤرة للتكفيريين، وفيها من يقول الى متى نُحكم في الكويت من قبل أسرة واحدة» انتهى كلامي.
وتصريحي هذا ما أعجبك يا دكتور نايف فغردت بتغريدات من غير ذكر اسمي تنتقد وتنكر ما صرحت به، وبعد هذه المقدمة ولعلك تذكرت ذلك الموقف أحببت في رسالتي هذه أن أتوجه لك بالأسئلة التالية:
لقد قرأت تغريدة لصاحبك وزميلك دكتور الشريعة حاكم بن عبيسان المطيري تلميذ الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق قال فيها بالحرف الواحد:
«أزمة الكويت لا تحلها حكومة منتخبة فقط بل نظام سياسي جديد وعقد سياسي جديد ينهي عقوداً من طغيان حكم الفرد والأسرة وغياب ارادة الأمة» انتهى كلامه.
أخي الدكتور نايف وفقك الله لقول الحق:
ما تعليقك على كلام زميلك الدكتور حاكم؟
وهل توافقه أم تخالفه؟
وهل في كلية الشريعة من يحمل مثل فكره أو قريب من فكره وعقيدته أم لا يوجد؟ وما مدى تأثيره في الطلاب والطالبات؟
وهل زملاؤك في كلية الشريعة يسعون الى إنهاء الحكومة الحالية واستبدالها بحكومة منتخبة؟
وهل الحكومة المنتخبة شرعية وغير المنتخبة ليست شرعية؟
وهل نحن نعيش في الكويت منذ عقود تحت طغيان حكم الفرد والأسرة كما يقول زميلك الدكتور حاكم؟
وما معنى غياب إرادة الأمة؟
ومَنْ من الأمة الغائب المنتظر ليدير بلدنا ويصلح حالنا؟
وماذا نعمل اذا رفضت الحكومة ان تسلم الحكم لحكومة منتخبة؟
وهل تؤيد اللجوء الى ساحة الارادة؟
واذا كنت لا تؤيد ذلك فما حكم الذهاب الى ساحة الارادة؟
وهل من زملائك في كلية الشريعة من يؤيد ويدعو ويحث الطلاب والطالبات في كلية الشريعة للذهاب والاجتماع في ساحة الارادة؟
وهل ستطالبون بتطبيق الشريعة أم بالديموقراطية؟
وما الحكم إذا نجحت حكومة منتخبة منحرفة في منهجها وعقيدتها؟
وما الموقف الشرعي إذا تصادمت الحكومة الحالية بالمطالبين بالحكومة المنتخبة؟
هل من حق الحكومة دفعهم؟
واذا دفعتهم هل من حق المطالبين بالحكومة المنتخبة الدفاع عن أنفسهم؟
وما حكم من يسقط قتيلاً عند المصادمات؟ هل يموت شهيداً؟
ومن الشهيد من الطرفين؟ ومن ليس بشهيد؟ ومن المعتدي ومن المعتدى عليه؟ الحكومة أم المعارضة؟ أم كلهم شهداء وكل يُبعث على نيته؟
أخي الدكتور نايف بن حجاج أعتذر عن كثرة الأسئلة ولكن لا يخفى عليك نحن نعيش في فترة زمنية حرجة والفتن تحيط بنا من كل مكان والعالم العربي والاسلامي والشرقي والغربي يغلي من الاضطرابات والتغيرات وهناك من زملائك في كلية الشريعة من يتوعد بربيع عربي خليجي فلابد أن نعرف ما لنا وما علينا فدوركم كبير في كلية الشريعة في توجيه الطلاب والطالبات إما توجيهاً إيجابياً نحو التهدئة و تأليف القلوب على ولاة أمرنا و إما توجيهاً سلبياً يزيد في الفتنة والاضطراب. والسعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ به غيره.
أنتظر ردك و تعليقك يا دكتور نايف وفقك الله إلى قول الحق والعمل به.
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.