إلى الدكتور نايف بن حجاج العجمي حفظه الله تعالى (٢)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فهذه الرسالة الثانية لا تنقصها الصراحة وقد لا تكون الأخيرة أتوجه بها الى دكتور الشريعة نايف بن حجاج العجمي، أنشرها للفائدة، فأقول وبالله أستعين وعليه أتوكل واليه أنيب:
من سالم بن سعد الطويل الى الدكتور نايف بن حجاج وفقك الله الى كل خير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فلقد سبق أن أرسلت لك الرسالة الأولى و انتظرت منك الاجابة عن أسئلتي لكن ما وصلني منك شيء الى هذه الساعة، فعسى أن يكون المانع خيراً، و لا أدري هل عجزت عن الاجابة، أم هو إقرار منك بأن كلية الشريعة بؤرة للتكفيريين و أصحاب المناهج الضالة المضلة الثورية، أم لأنك مشغول وستوافيني بالاجابة عن قريب؟
فإن كان للسبب الأول فاستعن بزملائك دكاترة الشريعة للإجابة عن الأسئلة و إن كان للسبب الثاني فهذه الحقيقة التي يصعب إخفاؤها، و إن كان للسبب الثالث فلا بأس أنتظرك حتى تفرغ و ترسل الاجابة الوافية الشافية الكافية ليتم نشرها والاستفادة منها.
أما عن رسالتي الثانية فأريد من حضرتك يا دكتور نايف بن حجاج أن تبدي لي وللقراء الكرام رأيك فيما غرَّد به أخيرا زميلك و هو أحد دكاترة الفتنة في كلية الشريعة هداه الله إلى رشده و كفانا الله شره، يقول:
”من ذهب لساحة الارادة بنية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و إقامة العدل و إسقاط الظلم، فهو من المجاهدين في سبيل الله، تكتب له الحسنات“ انتهى كلامه.
فيا حضرة الدكتور نايف وفقك الله الى قول الحق ما تعليقك على كلام زميلك دكتور الفتنة والاثارة؟ وهل ساحة الارادة موضع للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ أليس السبُّ والشتم واللعن والتهييج والوعيد في ساحة الارادة من المنكر الذي يجب النهي عنه؟ افتنا يا دكتور أي عدل ذهبوا للمطالبة به؟ هل إلغاء المجلس النيابي البرلماني منكر يجب إنكاره؟ وأي ظلم ذهبوا لإسقاطه؟ هل ذهبوا لإسقاط الحكم بغير ما أنزل الله الذي قال الله تعالى فيه: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)} [المائدة]، وما وجه كون الذهاب إلى ساحة الإرادة جهاداً في سبيل الله؟ أليس الجهاد في سبيل الله هو ما كان المقصود منه أن تكون كلمة الله هي العليا؟
ثم يا دكتور نايف كيف عرف زميلك دكتور الفتنة و الإثارة بأن الله يكتب الحسنات لمن ذهب الى ساحة الارادة؟ أليس هذا من القول على الله بغير علم؟ كان الأولى يا دكاترة الشريعة أن تتقوا الله تعالى في البلاد و العباد و أن تذكروا الناس بالله و بوجوب الاستقامة على أمره و أن يشكروا الله على نعمه الظاهرة و الباطنة.
يا دكتور نايف غفر الله لك و لوالديك، أسألك بالله أن تبين لي و للقراء الكرام رأيك بالعبارة التالية: يقول قائلها:
”شعبنا الكريم: حقوقنا تضيع وكرامتنا تهدر وأموالنا تنهب وحكومة الفساد ومجلس القبيضة دولة (……) يراد عودتها. حضوركم لساحة الارادة واجب وطني“ انتهى كلامه.
أتدري من القائل يا دكتور؟ إنه عضو مجلس البرلمان دكتور الشريعة سابقاً!! يعني زميلك أيضاً.
ويقول زميل آخر لك أيضاً من دكاترة الشريعة:
”نحن معكم نحلق في سماء الحرية الواسعة كما تحلقون ولن نحط على الأرض إلا بعد ان يعم الربيع كل العالم العربي“ انتهى كلامه.
فأي ربيع يدعو له هؤلاء المفسدون؟
هل نحن في ليبيا تحت قبضة القذافي؟
هل نحن في سورية تحت وطأة الأسد؟
هل نحن في فقر كفقر مصر واليمن؟
اتقوا الله.. اتقوا الله.. اتقوا الله.. أليس فيكم رجل رشيد؟!
أين أنتم من قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25].
يا دكتور نايف بن حجاج أصلح الله سريرتك و علانيتك هل حضرتك بينك و بين نفسك صادق بما تقول؟ هل حقاً لا تعلم بالدكاترة المفسدين من زملائك في كليتك كلية الشريعة؟ أسألك بالله الذي يعلم السر وما يخفى حقاً لا تدري عنهم؟ فإن كنت تدري فتلك مصيبة و إن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم.
لقد قرر أحد دكاترة الشريعة علناً بأن بو عزيزي التونسي مات شهيداً، أتدري يا دكتور نايف قبل أيام قرأت تغريدة لشاب كويتي ماذا يقول فيها؟ يقول بالحرف الواحد بعد الدعوة الآثمة لحضور ساحة الفتنة:
”شباب إذا تبون واحد يحرق نفسه بساحة الإرادة أنا حاضر. لأن المواصفات كلها فيني
مديون 30 ألف.
أعزب بعد الثلاثين.
السيارة كامري 2000“ انتهى كلامه.
أقول: هذا الكلام حتى لو قاله مازحاً أو كاذباً يبقى خطيراً وما أدراك ربما يقتدي به آخرون، فبو عزيزي تابعه كثيرون كما لا يخفى و إنا لله و إنا اليه راجعون.
و أقول يا دكتور نايف أين أنتم يا دكاترة الشريعة من كلام العلماء و توجيهاتهم و نصائحهم؟ لقد أفتوا و بالأدلة تحريم هذه التجمعات والخطابات العلنية المهيجة للشعوب و بينوا مفاسدها و إلا بكم تضربون بكلامهم عرض الحائط كما فعل دكتور الفتنة و الإثارة حيث قال بالحرف الواحد:
”اذا كان الذهاب لساحة الارادة فيه مفاسد وخروج وكذا، فان المفاسد المترتبة على ترك الذهاب أعظم وأجلّ لمن كان بصيراً بأحوالنا وسامعاً لأوضاعنا. عجباً لمن تقول له طالب بالعدل والحق. يقول لك: هناك مفاسد. وأي فساد أعظم من تشريع الظلم اذا تنازلت عن حقوقك فدع الناس وحقوقهم ميدان التحرير جاء بالعدل و أسقط الظلم وساحة الارادة ستأتي بالعدل وتسقط الظلم“ انتهى كلامه الأثيم.
فقل لي بربك يا دكتور نايف لقد سقط الرئيس حسني مبارك على اثر مظاهرات ميدان التحرير فمن تريدون اسقاطه في ساحة الارادة الكويتية؟
تنبيه مهم
الأخ النائب خالد سلطان العيسى شارك في الخطابات التهييجية في ساحة الإرادة و طالب بالأدلة الشرعية الدالة على تحريم الذهاب و المشاركة في ساحة الفتنة!!
فأقول: الأخ المحترم خالد السلطان دائماً يعتمد على فتاوى الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق والذي لا يستبعد أنه أجاز له ذلك والا هل يعقل أن السلطان قد خفيت عليه عشرات الفتاوى التي بثها العلماء؟ أو أنه لم يكتف بها؟ّ فلعلك يا دكتور نايف تستخرج له فتوى بالأدلة من كلية الشريعة تؤيده أو تخالفه لنعرف موقفهم في مثل هذه النازلة. الله المستعان.
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن و الحمد لله أولاً و آخراً و ظاهراً و باطناً و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.