موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

رسالة لم يحملها البريد إلى الأخ الإعلامي محمد الوشيحي

6 محرم 1434 |

بسم الله الرحمن الرحيم

من سالم بن سعد الطويل إلى الأخ الكريم محمد الوشيحي من قناة اليوم

السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فلقد جاءتني رسالة هاتفية هذا نصها:

"السلام عليكم شيخ ارجو الاتصال إذا أمكن سعود العصفور/ قناة اليوم" انتهت الرسالة.

ثم لم يتيسر لي ولا للأخ سعود العصفور الاتصال أو أنه اتصل ولم يتيسر لي الرد عليه فالإتصالات والرسائل كثيرة جدا يوميا ولم يكن بإستطاعتي الرد عليها جميعها، وما كنت اعلم لماذا طلب مني الأخ سعود الاتصال ولم يبين لي في رسالته تلك، ثم تفاجأت بالاتصالات والرسائل من جهات متعددة يسألون عن حقيقة دعوة حضرتك لي لمواجهة أحد دكاترة الشريعة وأني لم أرد على اتصالاتكم لذلك وفي اليوم الثاني زادت الرسائل و «الواتسابات» يذكر فيها بعض ضعاف النفوس بأني هربت من المواجهة والمناظرة.

فلما استمعت إلى كلامك ما وجدت فيه بأنك قلت بأني رفضت الحضور ولكن أيضا ما كان صريحاً بأنكم ما أخبرتموني أصلاً عن موضوع المناظرة وكان ينبغي ان تنتظر قليلاً قبل استضافة الدكتور المخالف، حتى تخبرني لتعرف استعدادي من عدمه أو تبحث عن غيري، أما إيرادك لاسمي وأنا آخر من يعلم بأني مطلوب للمواجهة فهذا على الأقل من وجهة نظري خطأ، بدليل أن كثيراً من الناس فهم أني ضعفت عن مواجهة ضيفك، بل و قال بعضهم بأني هربت أو تهربت من المواجهة، والله المستعان. وعلى كل حال قدر الله وما شاء الله فعل، واسأل الله أن يغفر لي ولوالدي ولك ولوالديك وللمسلمين.

أخي الكريم محمد الوشيحي اعلم -وفقك الله- بأني لا أرغب بالمناظرات على وجه العموم و بمناظرة ضيفك على وجه الخصوص وليس ذلك مهابة منه، كلا و الذي نفسي بيده، فالرجل ضعيف جداً وليس صاحب حجة، ولعلك يا اخي الكريم لاحظت هذا بنفسك، فأنت اكثر من مرة تسأله عن شيء ويجيبك عن شيء آخر، ولعلك أيضا بنفسك لاحظت عليه التناقض الظاهر والارتباك مع أنك غير متخصص بالعلم الشرعي ومع ذلك استطعت في حوارك أن تحرجه أكثر من مرة. وتجده تارة يقول ولاة الأمر هم أمراء الجهاد، وتارة يقول الحاكم أجير عند الشعب، وتارة يقول هو وكيل عن الشعب، وغير ذلك من الأقوال التي يسردها سرداً من غير أدلة ولا ترجيح على طريقة شيخه الدكتور عجيل النشمي!!

اقول يا اخي محمد الوشيحي إن ضيفك ليس بالمناظر الذي يهاب الناس مواجهته لغزارة علمه وقوة حجته، كلا والله، لكنه إنسان مزعج جداً وسبق لي معه تجربة مؤلمة حيث اتصل عليَّ هاتفيا ابتداء وليس لي فيه معرفة سابقة ولم ألتق به إلا لقاءات يسيرة ولا تربطني به أي علاقة، فسألني قائلا: هل صحيح أنك تحذر مني؟ فقلت له: اللهم نعم. فقال: سبحان الله لكنني أوصي الشباب بالحضور لدروسك والاستفادة منك. فقلت له: أما أنا فاحذر منك وبشدة!

فسألني متعجباً وناقشني عن سبب تحذيري منه، فقلت له: لأنك ترسل الشباب الى العراق للقتال هناك فقال: أنا لا أرسل أحداً فقلت له: إذن ما الذي دفع خالد بن قمدان العجمي و بعيجان العتيبي -رحمهما الله- اللذين قتلا في العراق سوى منهجك ودعوتك ودعوة شيخك حامد العلي؟ حاول بعد ذلك أن يراوغ في الكلام فلما عرف أني اعرف حقيقته وأنا الذي كتبت رسالة في الرد عليه بعد أن خطب خطبة جمعة وقرر فيها على منبر المسجد التابع لوزارة الأوقاف والمسجلة بمسجلة الوزارة -أقول قرر في خطبته- أن من جاهد من غير إذن ولي الأمر ومن غير رضا والديه فجهاده صحيح ولا يشترط للجهاد إذن من ولي الأمر ولا إذن من الوالدين ولا رضاهما.

ولك يا اخي محمد أن تطَّلع على رسالتي وهي مطبوعة ومثبتة في موقعي بعنوان (الرد الكافي على دكتور الشريعة شافي)، والذي عجز عن الرد عليّ ردا علميا بالحجة والبرهان وبعد مكالمته لي واحراجي إياه أخذ يناقشني في بعض المسائل المتعلقة بالجهاد حتى سألته صراحة عن حكم الذهاب الى الجهاد من غير استئذان ولي الأمر وهل يعتقد بأن في عنقه بيعة لولي أمرنا أو لا؟ فتفاجأت به يقول: أنا أحمل جنسيتين سعودية وكويتية وبيعتي للملك عبدالله بن عبدالعزيز لأنه يحكم بالشريعة لا ابن صباح الذي يحكم بالدستور!!

هذا مع أني أستبعد ذلك جداً جداً لأن كما هو معلوم أن ربما 99 % من جيل الشباب لا يحملون جنسيتين وإن كان لبعض أجدادهم جنسيتان، ولكن لعله لم يجد حيلة للتهرب من الجواب عن سؤالي إلا هذه الحيلة. ثم بعد ذلك وبعد مناقشة ساخنة وانتهت المناقشة أخذ يرسل لي رسائل هاتفية ويدعو علي ويقول: اللهم من حذر منا نجعلك في نحره ونعوذ بك من شره!! فأرسلت له رسالة قلت له فيها : هذا دعاء توجه به إلى الله تعالى لماذا ترسله لي؟ فأخذ يراسلني وأرد عليه فلما تضايق تحولت رسائله من النقاش الي التهديد وقال: احذر من الكلام عني وإلا ستؤذى!! فقلت له: سبحان الله ألم أقل لك بأنك ضال مضل؟!

بعد ذلك توجه للمخفر وحرَّك معارفه هنا وهناك ورفع عليّ قضية تلو الأخرى وحرك معارفه في المباحث وتم حجزي في المخفر ثم تحويلي الى نيابة الأحمدي كل ذلك تحت مسمى قضية (ازعاج بالهاتف)!! ثم وكّلَ محامياً بل ومحامية امرأة سافرة متبرجة تقف ضدي أمام القاضي ومضت عليَّ الأيام حتى استمرت القضية ما يقارب عاماً كاملاً أو أكثر في المحاكم وتنفيذ الأحكام والبصمات ليظفر آخر المطاف بغرامة قدرها مئتان وخمسة وأربعون ديناراً مع منعي من السفر وتوقيف أي معاملة لي حتى يتم سداد الغرامة وأنفذ الحكم. وبالفعل نفذت الحكم ودفعت له المبلغ المحكوم به عليّ لأن حضرته انزعج من رسائلي بالهاتف!!

فبالله عليك يا أخي محمد الوشيحي فهل بعد ذلك الذي فعله معي تريدني أوافق على مناظرة ذلك الضيف الكريم الوديع الهادئ؟! كلا والذي نفسي بيده لا يشرفني أن اتواجه معه فلا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين، وسأخبرك وأخبر القراء الكرام بأمر غريب جداً حصل معي في التحقيق. لقد كان التحقيق عن طريق ثلاثة ضباط من مباحث مخفر الظهر في الدور الأول وليس في الدور الأرضي عند المحقق ولا عند ضابط المخفر!! سبحان الله ثلاثة ضباط مباحث من اجل رسالة هاتفية كتبت فيها لضيفك: "ألم اقل إنك ضال مضل!" لكن اعجب من ذلك أن ضابط المباحث سألني سؤالا لم اكن اتوقعه إطلاقا وذلك لما قال لي: لماذا تتكلم على الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق وجمعية إحياء التراث؟!

فقلت له: ليس من حقك توجيه هذا السؤال إلا إذا حضر الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق والمهندس طارق العيسى رئيس جمعية إحياء التراث ورفعا عليَّ قضية، فسكت.

على كل حال يا اخي محمد الوشيحي إذا أحببت ومن غير إملاء عليك أن تجمعني بالشيخ عبد الرحمن عبد الخالق لنتواجه ونتناصح لبيان الحق والوصول الى ما يجب علينا فعله خصوصاً في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها بلدنا الكويت فهذا حسن، أما نتواجه للمناظرة والمغالبة والانتصار للنفس والتراشق فهذا ما لا يليق بي ولا به، والله اسأل أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

توضيح مهم

انتشر عبر اليوتيوب مقطع لشخص مجهول يتستر تحت لقب (المعتصم بالله السلفي) زعم فيه بأني أصف الشعوب العربية بأنهم -والعياذ بالله- حمير، فأقول وبالله استعين وهو حسبي ونعم الوكيل بأني أبرأ إلى الله عز وجل أن اقول ذلك أو أقصده وللتوضيح اقول:

إنه قد جاء في مثل شعبي مشهور يقول فيه القائل: إذا أنت أمير وأنا أمير إذن من يقود الحمير؟

وله قصة يذكر فيها أن رجلين أحدهما أمير والآخر (حمَّار) بتشديد الميم أي راعي الحمير أو يعمل على الحمير كما يُقال جمَّال أي راعي جِمال.

فقال الحمَّار للأمير: أنا أريد أن اكون أميراً مثلك!

فقال الأمير: إذا أنا أمير وأنت أمير إذن من يقود الحمير؟!

والمعنى لا يمكن كل الناس أن يكونوا أمراء أو حكَّاما -بتشديد الكاف- أو سياسيين الصغير والكبير والعالم والجاهل والرجل والمرأة والعادل والفاسق، فهذا سيؤدي إلى فوضى ما بعدها فوضى. والواجب ألا ننازع الأمر أهله، ولم أقصد بحمد الله الإساءة الى أحد أو وصف أحد بالبهائم والحمير ونحو ذلك مما يعف عنه لساني، وانا اعلم بحمد الله تعالى تحريم السب والشتم والاحتقار، ولكن لعل بعض الناس يريد صد الشباب عن سماع من يخالفه فيتهم الآخرين في أخلاقهم ومنطقهم ليتسنى له الاستمرار بمراده لينال بغيته ويلبغ هدفه، غفر الله لي وله ولوالدي وللمسلمين وهدانا الله جميعا إلى صراطه المستقيم.

وربما سأضطر لتغيير المثال الى صيغة أخرى فأقول: لو قال الطباخ للرئيس: أريد أن اكون رئيساً مثلك! فمن المناسب ان يرد عليه ويقول: إذا أنا رئيس وأنت رئيس إذن من سيطبخ الهريس؟!!

أخي القارئ الكريم تابعني في مقال صريح في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى بعنوان: (ملائكة العذاب في نار جهنم كويتيون)، وانتظر ما سأقول ولا تستعجل، والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.

المقالات