يا شيخ عبد الرحمن عبد الخالق قل خيراً و لا تصمت
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فلقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو يصمت» [صحيح البخاري- كتاب الرقاق- باب حفظ اللسان- حديث: 6120، صحيح مسلم- كتاب الايمان- باب الحث على اكرام الجار والضيف- حديث: 92]. وهذا يدل على ان المسلم اذا كان عنده كلمة حق فعليه ان يتكلم بها ولا يسعه السكوت وانما يشرع له السكوت أو الصمت اذا لم يجد خيراً يتكلم به أو يقوله. ولقد لفت نظري كما لفت نظر غيري صمت الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق حول ما يجري في العالم العربي الاسلامي عامة من مظاهرات ومسيرات واعتصامات فتارة يؤيدها وتارة يصمت عن ما ترتب عليها من مفاسد لا يعلم مداها وحدها الا الله عز وجل لكن الأعجب صمته الطويل عن ما يجري في بلدنا الكويت من مسيرات وانتهاكات واعتداءات وتجمعات غير مرخصة!! هل يعقل ان الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق لا يعلم عنها شيئاً؟!
وللعلم الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق وفقه الله لهداه طالما افتخر ان طلابه وتلاميذه وممن تأثر بدعوته قد وصلوا الى أعلى المناصب فمنهم وزراء وأعضاء مجلس أمة!! ومن الملاحظ ان من طلابه من يقود هذه المسيرات المفسدة ولا ينكر عليهم!! فهل لأنه يوافقهم على ما يفعلون؟! أو لأن الأمر لا يعنيه؟ أو لأنه لم يدرك ولم يشعر بخطورة هذا الطريق على العباد والبلاد؟
فأين الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها اذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا، فان يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وان أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعا» [صحيح البخاري- كتاب الشركة- باب: هل يقرع في القسمة والاستهام فيه - حديث:2381]. فهل ننتظر ان تقع الطامة في البلاد فتسفك الدماء وتنتهك الأعراض وتغرق سفينة المجتمع حتى ندرك بعد ذلك خطورة هذه المسيرات؟ وحسبنا قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا ان اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)} [الأنفال].
نعم هذه حقيقة ان من أسوأ تغريدات المغردين عبر «تويتر» ما يغرد به طلاب الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق ولا ينكر عليهم بل ونتفاجأ بين الحين والآخر بتلك الزيارات المتكررة والمنقولة بالصوت والصورة عبر وسائل الاعلام بينه وبين بعض المشبوهين أصحاب التغريدات الهدامة للعباد والبلاد، فأتساءل كما يتساءل غيري: هل الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق ينكر عليهم أو موافق لهم أو أنهم عن أمره يصدرون؟ قل خيراً يا شيخ عبدالرحمن ولا تصمت. فتغريدات طلابك ومشاركاتهم في المسيرات لهي من أعظم المنكرات فإما ان تنكر عليهم وتنصحهم أو تعلن براءتك مما يفعلون.
نعم عليك مسؤولية كبيرة فلقد رأيناك في أكثر من مناسبة تتدخل في شؤون مصر وتصرح بتصريحات مسموعة ومرئية ومقروءة في وسائل الاعلام بينما لم نسمع لك ولا عنك كلمة تستنكر ما يقوم به بعض طلابك في الكويت، والغريب أنك تحمل الجنسية الكويتية وتخليت عن جنسيتك المصرية، فلماذا أمن الكويت عندك لا يستحق أي اهتمام؟!
ولكي لا يظن ظان بأني ظلمت الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق وفقه الله لهداه فأخبروني ان كنت لا أعلم هل سمعتم له أو عنه أنه أنكر على الدكتور وليد الطبطبائي مثلاً على ما يقوم به من مسيرات غير مرخصة؟
أفتوني أيها الناس هل علمتم ان الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق أنكر على مسعري الكويت (ح.ع.م) أو سعد فقيه الكويت (ش.س.ع) تغريداتهما الساخنة؟! هل أنكر على من دعا الى ربيع خليجي؟ عن نفسي والله ما سمعت من الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق ولا حرفاً واحداً أنكر فيه على هؤلاء بل الذين يتجمعون عند السفارات بعضهم من طلابه وهم يتفوهون بكلمات باطلة ولا نعلم أنه أنكر عليهم، فيا شيخ عبدالرحمن قل خيراً ولا تصمت، والله المستعان.
أيها الاخوة الكرام قارنوا بين تصريحات الشيخ العلامة الدكتور صالح بن فوزان آل فوزان وبين صمت الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق. فقلد سئل الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى وبارك بعلمه وعمره في قناة المملكة العربية السعودية الرسمية السؤال التالي:
بالنسبة لما يقوم به بعض الناس باعتصامات عند الديوان الملكي والدوائر الحكومية ما حكمه الشرعي يا شيخ؟ وهل هذه وسيلة مجدية؟
الجواب: «هذا صدر فيه قرار من هيئة كبار العلماء أنه لا يجوز المظاهرات، والاعتصامات ليست من عمل المسلمين، وفيها مضرة وفيها معصية لولي الأمر، وفيها تشويش لا تجوز، والذي له حق يطالب به بالطرق الشرعية لا يطالب به بنظام الغرب، ومظاهرات الغرب، هذا ليس مما شُرِعَ في الاسلام، بل هو مما نُهِيَ عنه في الاسلام لأنه تشويش ومعصية لولي الأمر وقد يصاحبه تخريب واضرار بالناس، وبنفس المتظاهرين» انتهى كلامه جزاه الله عنا خير الجزاء.
اسأل الله ان يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.