موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

و أيضاً: قُلْ غير هذا الكلام يا دكتور عجيل !!

1 ربيع الآخر 1434 |

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فلقد نشر الدكتور عجيل النشمي غفر الله له ولوالديه ومجموعة معه بياناً تم نشره في الجرائد بتاريخ 1434/3/20هـ - الموافق 2013/2/1م و عنوان البيان: الجامية فرقة خطرة فاحذروها، فيه تهجم على السلفيين و خص بعض مشايخهم و هما الشيخ محمد أمان الجامي و الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، و زعم البيان أنهما روّجا فكراً قائماً على عدة مبادئ خاطئة، ومنها مبدأ التجريح للعلماء الكبار... الى ان وصفهم البيان بوصف غاية في القبح فقال: «الذي ينظر في الدعوات والفرق والجماعات والأحزاب التي ظهرت على مدار التاريخ الاسلامي لا يجد فرقة مثل هذه الفرقة الخطرة» انتهى كلامه.

أقول: بعد هذا البيان الجائر توالت الردود على الدكتور عجيل من كل حدب وصوب من المشايخ وطلبة العلم وظهر تورط الدكتور عجيل بموافقته لكاتب البيان، وهو معروف بالظلم والتعدي والاسراف على نفسه وانتظرنا من الدكتور الكبير العاقل عجيل النشمي اعتذاراً أو توبة و إلا به ينشر مقالاً جديداً لا يمكنه ان يقنع به نفسه، فضلاً ان يقنع به غيره. و إليك أخي القارئ بيان ذلك التناقض و أنت الحكم.

يقول الدكتور عجيل و من معه في البيان الأول: «الجامية أو المدخلية هي فرقة ظهرت حوالي عام 1411هـ - 1990هـ في المدينة المنورة على يد الشيخ محمد أمان الجامي الهرري الحبشي والشيخ ربيع بن هادي المدخلي، والأول مختص في العقيدة والثاني مختص في الحديث وقد أثنى عليهما العلماء بادئ الأمر منهم الشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ صالح الفوزان، قبل ان يروِّجوا لفكرهم القائم على عدة مبادئ خاطئة، ومنها بخاصة مبدأ التجريح للعلماء الكبار وهذا الذي أورث جفوة بينهم وأقرانهم من أهل العلم» انتهى كلامهم.

أقول: ظاهر جداً ان الدكتور عجيل ومن معه قصدوا الاساءة للشيخين الجامي والمدخلي بذاتهما فتأمل وتدبر أخي القارئ قولهم:

  1. «الجامية أو المدخلية هي فرقة» فسماهم فرقة.

  2. «وقد أثنى عليهما العلماء بادئ الأمر» فيفهم منه بوضوح ان آخر الأمر ذمّهما العلماء.

  3. «قبل ان يروجوا لفكرهم القائم على عدة مبادئ خاطئة» يفهم منه بوضوح ان الشيخين هما اللذان روّجا الفكر ذا المبادئ الخاطئة وورثه منهما طلابهما.

  4. «هذا الذي أورث جفوة بينهم وأقرانهم من أهل العلم» ظاهر جداً ان الدكتور عجيل ومن معه أراد أقران الشيخين الجامي والمدخلي وليس أقران تلاميذهما لأن التلاميذ أصلاً ليسوا أقران العلماء.

أقول: بعد هذا الطعن السافر الجائر بالشيخين الجامي والمدخلي وبعد ردة الفعل الشديدة من المنصفين من المشايخ وطلبة العلم نشر الدكتور عجيل بيانه الثاني التوضيحي فجاء به كما يقال بعذر أقبح من ذنب، قال فيه:

”ما كنت أنا ولا غيري ان يوافق على البيان حول ما سمي بالجامية لو كان فيه اساءة لشخص الشيخين الفاضلين الشيخ محمد الجامي والشيخ ربيع بن هادي المدخلي، فلم ينقل عنهما تجريح بالمعنى الدارج، فالتجريح مصطلح يعرفه العلماء لا يعني التشويه والتجهيل وما عهد عن الشيخين السب والقذف حاشاهماز“ انتهى كلامه.

أقول: سبحان الله من سيقتنع بكلامك يا دكتور عجيل؟

تقول: أثنى عليهما العلماء بادئ الأمر.

وتقول: روجواً فكراً قائما على عدة مبادئ خاطئة.

وتقول: هذا الذي أورث جفوة بينهم وأقرانهم من أهل العلم.

وتقول: بأنها فرقة لا يوجد على مدار التاريخ الاسلامي مثل هذه الفرقة الخطرة.

وبعد هذا القذف والقدح والرمي بالباطل تقول ليس في البيان اساءة ولا تجريح؟

لا إله إلا الله ما أصعب الرجوع الى الحق على من لم يوفقه الله إليه.

يا دكتور عجيل اتق الله، فوالله الذي لا اله الا هو لولا أنك نشرت هذا الكلام علناً في الجرائد ما رددت عليك علناً، لذا أدعوك مجدداً ان تتقي الله عز وجل وتتوب اليه فالرجوع الى الحق أولى من التمادي في الباطل.

اذا كنت تقصد أحداً غير الشيخين كما زعمت فردّ عليه باسمه، لماذا تقحم اسم الشيخين الحي منهما والميت؟! أما ان تتخيل فرقة لا حقيقة لها وتنسبها للشيخين فهذا ما لا يقبل شرعاً ولا عرفاً ولا عقلاً.

ثم لماذا تزعم ان التزكية والثناء كانا للشيخين بادئ الأمر فحسب مع ان الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى أثنى على الشيخ محمد أمان الجامي حتى بعد وفاته؟ فهل تعلم ذلك أم لا؟ لقد توفي الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى قبل وفاة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى بنحو ثلاث سنوات، وأثنى عليه خيراً في حياته وبعد وفاته.

أما الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى وأطال الله بعمره على طاعته فمازال يثني عليه وكذا الشيخين صالح اللحيدان وعبد المحسن العباد وغيرهما، وبامكانك الاتصال بهم للتأكد من ثنائهم على الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى.

ثم لماذا يا دكتور عجيل ذكرتم في البيان اسم الشيخ محمد أمان الجامي بأنه الهرري الحبشي؟ عن نفسي أكاد أجزم ان هذا على سبيل الانتقاص، فالشيخ معروف باسمه محمد أمان الجامي، لكن أعرف كما يعرف غيري أسلوب أحد الموقعين في الانتقاص والهمز واللمز المعهود عنه، فليس ذلك غريبا عليه، وأظن هو الذي ورطك بهذا البيان الجائر.

وأخيراً أقول: سألتك يا دكتور عجيل عن رأيك فيما يطرحه بعض طلابك وزملائك في كلية الشريعة في جامعة الكويت عن حكم الربيع الخليجي فما أجبتني.

والآن سأسألك سؤالاً ثانياً فأقول: أيهم أخطر، طلاب و تلاميذ الشيخين الجليلين الفاضلين الجامي والمدخلي، أو القاعدة وأنصارها من طلابك ومنهم من وقّع على بيانك؟ ويا ليت تكرمني بالاجابة فضلاً منك.

ولي سؤال ثالث: مَنْ العلماء الذين تكلموا فيهم طلاب وتلاميذ الجامي والمدخلي؟ هل هم عمرو خالد والعريفي والسويدان ونحوهم؟

أسأل الله ان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقالات