موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

إلى متى يُفرض على أبنائنا وبناتنا تدريس كتاب البوطي ؟!

13 جمادى الآخرة 1434 |

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فمنذ سنوات و في نفسي أكتب استنكاراً على أولئك النفر من الدكاترة في بعض الكليات في الكويت، الذين يفرضون على أولادنا من الطلاب والطالبات دراسة «كبرى اليقينيات» للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، الذي قُتل قبل أيام في حادث تفجير انتحاري في دمشق.

فالكتاب سيئ و لا يمثل عقيدة أهل السنة والجماعة ولا بناه على الكتاب و السنة، بل هو كتاب معقد مطول مبني على عقيدة أهل الكلام، ففيه مباحث صعبة على الطلاب والطالبات لا يكادون يخرجون منه بفائدة مرجوة، بل أجزم بأن بعض الدكاترة لا يفهمون بعض المباحث التي اشتمل عليها الكتاب وقد يجدون معاناة شديدة لافهام الطلاب والطالبات.

لكن نظراً للتوافق بينهم وبين المؤلف في بغضهم لأهل السنة وللتوافق بينهم في قسم الدراسات الاسلامية في تلك الكلية ظل هذا الكتاب مقرراً يُجبر الدارسون على دراسته ولن يتخرج أحد الا بعد النجاح في تلك المادة!!

سبحان الله لما شاهدت مقطعاً مصوراً للدكتور البوطي وهو يصلي على جنازة الرئيس السوري الراحل وهو يبكي بكاء الثكلى على ولدها، كنت أقول: أليس لهؤلاء قلوب يعقلون بها؟! كيف يستقبلون البوطي في الكويت ويحتفون به ويقبلون رأسه وينشرون ذلك في الصحف على الرغم من أنه صلى وبكى أو ربما تباكى على جنازة رجل تلطخت يداه بدماء الأبرياء في حماة و حمص وغيرهما؟ بل الأدهى من ذلك و أمرّ أنه بعثي علوي نُصيري عفلقي فكيف يقرر كتابه على أبنائنا وبناتنا ؟! الله المستعان و إليه المشتكى.

ثم جاءت أحداث سورية الأخيرة و التي حالها يصعب على الكافر قاسي القلب، فضلاً عن المسلم السني، و الا به -أعني البوطي- يقف بجانب النظام المجرم و يبرر له جرائمه البشعة وليس هذا بغريب و إن كان عجيباً، فالارتباط العقائدي هو أوثق الارتباطات، فالرجل صوفي طروقي خرافي مبغض للسنة وأهلها. و للبوطي مقطع مصور منشور في اليوتيوب يقول: (أتمنى ان أكون عند الله مساوياً لإصبع حسن نصر الله)، وعلل ذلك بأنه ما أتيح له ليجاهد في سبيل الله في خندق بجانب نصر الله!! الحمد لله الذي عافانا.

أما أتباعه في الكويت والخليج فمنهم من أخذ يعتذر له ومنهم من دافع عنه على استحياء ومنهم من خنس فلم يتكلم عنه بكلمة، حتى جاء خبر مقتله بأبشع طريقة ولم نسمع عنه تراجعاً أو تغيراً لموقفه في تأييد النظام البعثي الدموي العلوي الباطني!! فأمره إلى الله تعالى.

أيها القارئ الكريم هل سمعت أحداً من أتباعه في الكويت أو الخليج يلقب البوطي بالشبيح أو عالم البلاط السلطاني، أو العميل، أو أو إلى آخر تلك الألقاب البشعة التي اعتادوا اطلاقها على علماء ومشايخ ودعاة السنة؟! عن نفسي ما سمعت من أحد من هؤلاء يطلق مثل هذه الألقاب الجائرة على البوطي.

و الخلاصة

إلى متى يفرض على أبنائنا وبناتنا تدريس كتاب البوطي؟! وفي مقالي هذا أدعو كل من له يد أو كلمة أن يسعى إلى استبدال كتاب البوطي المشبوه بكتاب آخر مستقيم العقيدة لبعض علماء الأمة المشهود لهم بصحة الاعتقاد وسلامة المنهج وهي كثيرة والحمد لله.

ملاحظة

الطريقة التي قُتل بها البوطي غير مقبولة لعدم شرعيتها كما لا يستبعد ان من وراء قتله النظام الحاكم نفسه.

أسأل الله أن يقينا الفتن ما ظهر منها و ما بطن، والحمد لله أولاً و آخراً و ظاهراً و باطناً و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.

المقالات