موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

بروتوكولات زعماء فرقة الإخوان المسلمين

16 جمادى الآخرة 1434 |

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان الا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فلقد زاد شرُّ فِرقة الاخوان المسلمين حتى أصبح التحذير منهم أقلّ ما يقال فيه انه فرض كفاية. وفي مقالي هذا سأحاول بقدر ما أستطيع التحذير من هذه الفرقة وذلك ببيان بعض مكائدهم، فأقول وبالله أستعين وعليه أتوكل واليه أنيب:

  • أولاً: فرقة الاخوان المسلمين هدفهم الأول السيطرة على سُدة الحكم بأي ثمن، ولو كان ذلك على حساب خراب الدين والدنيا، فهم يُعْمِلون ويَعْمَلون بالقاعدة اليهودية (الغاية تبرر الوسيلة).

  • ثانياً: يتسترون بالاسلام وتطبيق الشريعة والتنمية والاصلاح من أجل مصالحهم وهذا لا يعني أنه ليس هناك في صفوفهم من لا يدرك هذه الحقيقة، فلا غرابة ان تجد فيهم ومعهم من محبي الخير من المخدوعين الكثير ممن يضحي ويُنْفِق ويتصدق ويُسْتَعْمَل في تحقيق أهدافهم، وهم لا يشعرون.

  • ثالثاً: يتعاونون مع جميع الطوائف والأحزاب والملل والنِّحل والاتجاهات والمذاهب والدول على مختلف أديانها ومبادئها بل حتى مع أعدى أعداء المسلمين طالما ان ذلك يحقق لهم أهدافاً ومكاسب يرجونها.

  • رابعاً: يقسمون الأدوار فيما بينهم حتى تجد من الاخوان من يفجِّر، ومنهم من يستنكر، ومنهم الموالي، ومنهم المعارض، بحيث لو خسر أحد الطرفين يربح الطرف الآخر، كما يفعل اليهود في انتخابات الولايات المتحدة الأمريكية فمن اليهود من يدعم الحزب الديموقراطي، ومنهم من يدعم الحزب الجمهوري، فأي الحزبين ظفر يكون لهم عليه يدٌ وفضل بحيث لا يخسرون في كلتا الحالتين.ومن أمثلة فعل الاخوان اليوم ما يراه كل من له أدنى متابعة من مواقف الاخوان مع ايران فمنهم من يكون مع ايران يمد لهم الولاء كما تفعل فرقة (حماس)، ومنهم من يظهر لايران العداوة والبغضاء كالحربش والطبطبائي والعوضي.

  • خامساً: لا ينكر بعضهم على بعض الا نادراً اذا اقتضت المصلحة ذلك، فالبناءون أتباع حسن البنا يتغلغلون في السياسة ويخوضون الانتخابات ويتوزرون الوزارات، ومنهم المستشارون والمقربون للحكام، بينما القطبيون يواجهون الحكومات ويظهرون العداء لأهل البدع، والجهاديون أتباع القاعدة وجبهة النصرة يسفكون الدماء ويقومون بالعمليات الانتحارية.

  • سادساً: يتظاهر بعضهم بالانشقاق والانقلاب على الجماعة ويبدأ بذكر الفضائح وكشف المخططات وقصده بذلك بيان انتشار الجماعة ومدى تمكنهم وقربهم من قطف الثمر وبلوغ الهدف وتغلغلهم في كل ميدان. والغريب في هذا المنشق أنه يقضي ربع قرن من الزمن مع فرقة الاخوان ثم يخرج على الناس وكأنه ما أدرك ما عندهم من الباطل الا الآن!!

  • سابعاً: لا يخجلون ولا يستحون من مواقفهم المتناقضة بحجة ان «اللعبة السياسية تقتضي ذلك»، فايران المعتدية على المسلمين الأبرياء في سورية هي المرحب بها في مصر!!

  • ثامناً: يفضلون الحرية على تطبيق الشريعة- كما صرَّح بذلك كبار منظريهم كالقرضاوي والسويدان-، وذلك لأنَّ الحرية المزعومة تتيح لهم اسقاط الأنظمة القائمة على اختلاف مستوياتها وقربها أو بعدها من الصلاحية أو عدمها ليكونوا البديل للسيطرة على سُدة الحكم.

  • تاسعاً: يجعلون قضية فلسطين هي القضية الكبرى التي عليها يجب ان تجتمع الأمة ومن أجلها يُبذل كل جهد ويُنفق الغالي والنفيس.

  • عاشراً: لا يقيمون للتوحيد والعقيدة وزناً ولا يهتمون بالسُّنة الا نادراً، ومن كانت له عناية بذلك يفسدونه أو يستغلونه اما للدفاع عنهم وعن منهجهم، أو للتستر به ليخدعوا به المسلمين.

  • الحادي عشر: العبث المستمر في الأحكام الشرعية حسب ما تمليه عليهم الأهواء وتقتضيه مصلحة الفرقة.

  • الثاني عشر: أخذ البيعة على أتباعهم والسمع والطاعة ولو في بلد يحكمه ولي أمر شرعي تمت بيعته واستقر الأمر بعد الله له.

  • الثالث عشر: يزجون بأبناء المسلمين في الفتن والمواجهات وينأون بأنفسهم وأولادهم ثم يقطفون نتائج المواجهات لينالوا بغيتهم.

  • الرابع عشر: يتهمون كل من يخالفهم بألوان التهم ولا يتقوا الله تعالى مع علمهم بأن ما يشيعونه عمن خالفهم كذب محض لا أساس له من الصحة.

أخي القارئ الكريم هذه بروتوكولات زعماء فرقة الاخوان المسلمين العامة، وكل ما ذكرته لك عليه أدلة وشواهد من كلامهم وتصريحاتهم فكن على حذر منهم، فهم شرٌّ مستطيرٌ وفسادهم عريض. وقبل ان أختم مقالي هذا أريد ان أطرح بعض الأسئلة المهمة على نموذج من نماذج الاخوان وهو الدكتور جمعان الحربش فأقول:

ما علاقة الدكتور جمعان الحربش بالنائب السابق مسلم البراك؟!

إن من الأمور العجيبة الغريبة تلك العلاقة الحميمية والدفاع المستميت من دكتور الشريعة جمعان الحربش عن النائب السابق مسلم البراك- أصلحه الله- ويتبين سبب هذا العجب عندما نرجع بالذاكرة الى الوراء قليلاً لعام 1992 في الانتخابات التي قدَّم مسلم البراك نفسه للترشيح في دائرة (العمرية- الرابية- الأندلس- الرقعي)، وكان ينافس مرشحاً اخوانياً حدسياً من فرقة الدكتور جمعان الحربش، وكالعادة السيئة في الانتخابات يشوّه المرشحون سمعة بعضهم البعض، فكان الاخوان المسلمون يقولون للناس لا تصوِّتوا لمسلم البراك فهو رجل لا يصلي، ولا يُشهد له دخول المساجد والصلاة فيها مع المسلمين!! وأنا عن نفسي لا أعلم ان كان كلام الاخوان صحيحاً أو لا، ولا أعلم ان كان الرجل يصلي في تلك الفترة عام 1992 أو لا، بل ولا زلت لا أعلم عنه ان كان حالياً يصلي أو لا، فان كان يصلي فأسأل الله ان يثبته وان كان لا يصلي فأسأل الله ان يهديه، المهم هذا الذي كان يشيعه الاخوان المسلمون عن مسلم البراك لدحضه عن منافستهم على مقعد البرلمان الذي يطلبونه لمرشحهم الحدسي، وكانوا يقولون أيضاً مسلم البراك لا يحمل مشروع تطبيق الشريعة فهو عضو في نقابة العمال ويحمل فكراً ليبرالياً كما يزعمون -والله أعلم- وبالفعل أثروا في موقفه وأقصوه بعيداً عن الظفر بالمقعد البرلماني حتى اضطر ان يرحل الى دائرة أخرى غير دائرة المرشح الحدسي صاحب الدكتور جمعان الحربش!! ثم في انتخابات عام 1996 استطاع مسلم البراك -أصلحه الله- ان يتفوق بجمع الأصوات ليدخل مجلس الأمة للمرة الأولى في تاريخ حياته، لكن متى؟ وكيف؟

الجواب: لما ابتعد عن منافسة المرشح الحدسي الاخواني، والسؤال الذي يطرح نفسه على دكتور الشريعة والنائب السابق وعضو المكتب السياسي في الحركة الدستورية (حدس): ما الذي تغير في مسلم البراك؟ هل أصبح يحافظ على الصلاة بعد ان كان متساهلاً بها؟ هل ترك الفكر الليبرالي الذي كنتم تصفونه به؟ هل أصبح مشروع تطبيق الشريعة أهم مشاريعه التي يسعى لها؟ هل يا دكتور جمعان تتوافق مع مسلم البراك سياسياً وتخالفه دينياً؟ هل تجمعكم قضايا مشتركة كمحاربة الفساد المالي في البلد ولو اختلفتم في المنهج والاعتقاد؟ والسؤال المهم يا دكتور جمعان الحربش: هل حضرتك صادق مع الله تعالى وحقاً تريد وجه الله فيما تأتي وتذر؟! وهل أعددت جواباً لله تعالى اذا وقفت بين يديه يوم القيامة؟! أسأل الله لك الهداية والاستقامة، اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقالات