متى كان ابن عبدالغفور سلفياً ؟! (١)
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين، أما بعد:
فما زال المشركون وأهل البدع الكفرية والفسقية يحاربون الإسلام وأهله بشتى الطرق والتي منها زعمهم بأن الإسلام دين غير صالح، وقد جربناه من قبل ثم تخلينا عنه، أو منهج السلف وعقيدة أهل السنة كنا عليها ثم تركناها! وقد ذكر لنا الله تعالى عن بعض اليهود أنهم قالوا ﴿وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)﴾ [آل عمران]. قال البغوي رحمه الله تعالى في تفسيره: «قال الحسن والسدي: تواطأ اثنا عشر حبراً من يهود خيبر وقرى عيينة وقال بعضهم لبعض: ادخلوا في دين محمد أول النهار باللسان دون الاعتقاد ثم اكفروا آخر النهار، وقولوا إنا نظرنا في كتبنا وشاورنا علماءنا فوجدنا محمداً ليس بذلك وظهر لنا كذبه، فإذا فعلتم ذلك شكَّ أصحابه في دينهم واتهموه وقالوا إنهم أهل الكتاب، وهم أعلم منّا به فيرجعون عن دينهم» انتهى كلامه.
واليوم نسمع بين الحين والآخر من يظهر على وسائل الإعلام ويزعم بأنه كان مسلماً ثم اقتنع بالنصرانية أو غيرها فغيّر دينه. ومثل هؤلاء؛ أولئك الذين ينتحلون الفكرة نفسها فيقول أحدهم كنت سلفيا أو كنت وهابيا أو كنت سنياً ثم اقتنعت بمذهب كذا وكذا فغيّرت مذهبي. ولا شك بأن هذه فكرة شيطانية يهودية يُراد من ورائها الطعن والتشويه في الإسلام والسُّنة ومذهب سلف الأمة، ومن هؤلاء ابن عبدالغفور وهو الاسم السابق لأحد الطاعنين بالسلفية، وعدو لها ولعلمائها ودعاتها منذ عشرات السنين. وحتى لا ننخدع به كما انخدع به -للأسف- بعض ابناء السنة:
عبدالغفور والد داعي الفتنة قدم إلى الكويت من إيران وبالتحديد من منطقة اسمها قراش او كراش، ولتعريف القراء بقراش، أقول: مقاطعة كراش بالفارسية (شهرستان كراش) وهي إحدى المقاطعات في محافظة فارس في إيران. وتقع جنوب إيران 355 كيلو مترا جنوب شرق شيراز ومركز مقاطعة كراش هو مدينة غراش، وهي من تقسيم محافظة فارس وبقربها بيرم، خشت، لار، خنج. ويوجد في الكويت عوائل من محافظة فارس ومنهم قراش «الأسر القراشية»، وهم من الشيعة العجم (العيم) الفرس وغيرهم يقال لهم القراشية. [انتهى من الموسوعة الحرة ويكيبديا بتصرف يسير].
ووالده على غير مذهب أهل السُّنة كما هو حال أهل قراش او كراش عاش عليه ومات عليه، لكنه تزوج في الكويت من امرأة سنية من عوام أهل السُّنة فانجبا أولاداً ليسوا سنة خُلَّصاً لكن ظهر أحدهم وتظاهر بأنه سني حنبلي، وفي الحقيقة أنه يميل أكثر إلى مذهب أبيه، ولا يستطيع أن يخفي ذلك، وإن أخفاه بُرهة من الزمن إلا أنه يظهر على فلتات لسانه بين الحين والآخر، ولذا تجده دائماً يكرر عبارة «لا فرق بين السُّنة والشيعة، ولا فرق بين أهل السُّنة والبدعة»، وإذا سمع من يقول طهران لا يوجد فيها ولا مسجد للسنة قال: إيش المشكلة؟ مكة كذلك ما فيها ولا مسجد للشيعة!!
وهذا الأمر لو كان قاصراً عليه فلا يهمنا، فإنما يضر نفسه ولا يضرنا من ضل إذ اهتدينا، لكن الأمر الذي فيه اعتداء على ديننا ومنهجنا وعقيدتنا هو ما يزعمه هذا البدعي بأنه كان سلفياً وسافر الى المدينة النبوية ليتعلم السَّلفية ثمَّ تصوف واعتنق المذهب الصوفي على الطريقة الشاذلية، وأشار إلى أنه اهتدى إلى هذه الطريقة الحقّة بعد أن كان سلفياً وعلى ضلال!! وهذا طعن لا أقول مبطناً وإنما طعن سافر ظاهر لا يمكن السكوت عنه لذا أقول: متى كان ابن عبدالغفور سلفياً؟
فالسلفي يُعرف إما من نشأته بحيث يقال نشأ في بيت علم فأخذ عن والده أو جده أو أخيه ونحو ذلك، أو يقال أخذ عن شيخه فلان وقرأ عليه كذا وكذا، أما ابن عبد الغفور فلم يكن من بيت سلفي ولا كان أبوه سنياً فضلاً عن أن يكون سلفياً ولم يُعرف عنه أنه تتلمذ على شيخ أو عالم سني، بل حتى في دراسته النظامية لم يدرس السلفية، بل ولم تكن دراسته شرعية أصلاً فهو متخرج في كلية التجارة ثم تتلمذ على شيخ صوفي يُدعى (حسن) ثم التحق بفرقة الإخوان المسلمين ثم سافر إلى المدينة النبوية والتحق بالمعهد العالي للدعوة والإعلام، وأخذ الماجستير مع أنه لم يحصل على بكالوريوس شريعة، ثمَّ عن طريق فرقة الإخوان المسلمين أيضاً دخل الجامعة الإسلامية وحصل على الدكتوراه في الفقه، فلما رجع إلى الكويت لم يُسمح له بالتدريس في كلية الشريعة لعدم حصوله على تسلسل دراسي شرعي؛ فشهادته في البكالوريوس كانت في التجارة لكن بواسطة فرقة الإخوان المسلمين حصل على استثناء!! ثم زعم -كعادة أهل البدع- بأنه من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، أو أنه من الأشراف وهذه الدعوة منتشرة جداً بين أهل البدع ليخدعوا بها عوام الناس، فتجد الهندي والإيراني واللبناني وغيرهم يدَّعون أنهم من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومن الأشراف والسادة، حتى في إفريقيا يوجد من يزعم ذلك كما أخبرني بعض الإخوة لما زار بعض الدول الإفريقية وجد بعض مشايخ الطرق يزعم بأنه من آل البيت!!
وهكذا فعل ابن عبدالغفور فقد زعم أن بلدة قراش في إيران محرفة من قريش وهذا ما دفعه إلى إضافة اللقب غير الرسمي بأنه فلان الشريف!! وهذا الأمر لا يقدم ولا يؤخر إن كان من الأشراف أو ليس منهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «... ومن بطَّأ به عَمَلُه لم يُسرع به نَسَبُه» [صحيح مسلم- كتاب الذكر- حديث: (4974)]، إلا أن ابن عبدالغفور ما زال ينشر ضلالاته فيظهر علينا بين الحين والآخر بمسائل فيها مخالفات صريحة للكتاب والسُّنة، فسبق أن قال إن الطواف بالقبور ليس من الشرك، فهو ليس عبادة للقبور كما أن الطواف بالكعبة ليس عبادة للكعبة، والطواف بالملعب سبعة أشواط ليس عبادة للملعب!!
وتارة يقول لم نؤمر بمحبة الصحابي معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- وتارة يقول الاحتفال بالمولد النبوي ليس بدعة، وتارة يقول الولاء والبراء ليسا من عقيدة الإسلام، وتارة ينكر علو الله تعالى فوق خلقه بذاته، وكثيرا ما يقول لا فرق بين السُّنة والشيعة، إلى غير ذلك مما تعودنا عليه من الضلالات والانحرافات. وأخيراً -وبما أنها لن تكون آخر ضلالاته- خرج علينا بالطريقة الشاذلية وبشَّر بانتشارها في دول الخليج العربي السني، والتي سأبين للإخوة والأخوات القراء بعض الحقائق التي تتعلق بهذه الطريقة الصوفية المنحرفة، فتابعوني في المقال القادم إن شاء الله تعالى نصرة للحق ونصيحة للخلق.
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.