موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

(المقال الثالث) [ حسبك يا شيخ عبد الرحمن عبد الخالق ]

25 رمضان 1434 |

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فهذا هو المقال الثالث في التعقيب على النداء الذي سطره عبد الرحمن عبدالخالق والذي دعا فيه إلى الاستمرار بالاعتصامات في ميدان رابعة العدوية في مصر، ولما كانت هذه الدعوة فيها من الفتن وسفك الدماء وإزهاق للأرواح وفساد لأحوال العباد والبلاد، رغبت في إتمام ما كنت قد كتبته، فأقول وبالله أستعين وعليه أتوكل وإليه أنيب:

السادس عشر: عبد الرحمن عبد الخالق يعترف بأنه كان سبباً في مقتل عشرات الآلاف في الجزائر والآن يسلك الخط نفسه في تحريضه للمعتصمين في ميدان رابعة العدوية في مصر، فماذا نسمي هذه الدعوة؟ هل هي خاتمة سوء له، أم عدم توفيق ؟ أم انحراف في المنهج ؟ فهلا اتقى الله وراجع نفسه قبل أن يلقى ربه ؟

السابع عشر : عبدالرحمن عبد الخالق يعترف أنه كان سبباً في إخراج السلفيين من المساجد والدعوة وطلب العلم والتعليم إلى السياسة !!

وللذين يسارعون في تكذيبي وللذين يغترون به إليكم كلامه بالحرف الواحد:

يقول : ( أحمد الله أن كتاباتي التي كتبتها منذ أكثر من 40 سنة وتجيز العمل السياسي وتعتبره عملاً إيمانياً قد أثرت في هذه التوجهات الجديدة السلفية، فقد كان هذا أمراً غريباً في البداية في أوساط السلفيين أن يدعوهم أحد إلى القبول بالنظام الديموقراطي وبالتعددية، وبأن يصبحوا جزءاً من النسيج السياسي للأمة، وكان من يطرح هذه الأطروحات يعتبر خارجاً على الدين الحق، وعانيت كثيراً من السُباب والشتائم والأوصاف السيئة، لكن والحمد لله فقد نجحت الحركات السلفية التي سارت على المنهج الذي طرحته سواء في الكويت وخصوصاً في الجزائر الذين توجهت إليهم بأن يندمجوا في الحياة السياسية، وانضموا بالفعل إلى جبهة الإنقاذ وعلى رأسهم الإخوة عباس مدني وعلي بلحاج وغيرهما، وقد حدث ما حدث عندما اكتسحوا الانتخابات وتم الانقلاب عليهم) انتهى كلامه. [ جريدة الوطن، بتاريخ 18 صفر 1433هـ الموافق 12 يناير2012م ]

الثامن عشر : في كلام عبدالرحمن عبدالخالق كثير من الباطل الذي اعترف به ومن باب النصرة للحق والنصيحة للخلق إليكم بيان ذلك:

١- يعتبر العمل السياسي عملاً إيمانياً على الرغم مما يعتريه من الفساد والإفساد للدعوة السلفية .

٢- اعترف أن ما قام به هو توجيهات جديدة أي لم يسبق لها ولم يوافق عليها، وللعلم السلفية هي اتباع من سلف، لا ابتداع أو استحداث ، فأين الذي فعله واستحدثه من السلفية ومنهجها ؟

٣- دعا السلفيين إلى قبول النظام الديموقراطي الغربي وكان من قبل يكفِّر من يقبل به، كما في بعض مؤلفاته، نسأل الله العافية .

٤- دعا إلى قبول التعددية التي نهى الله تعالى عنها في كتابه فقال : ( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) الآية (32) [ سورة الروم] .

٥- يقول عبدالرحمن عبد الخالق : ( وكان من يطرح هذه الأطروحات يعتبر خارجاً عن الدين الحق ).

قلت : كان ومازال هذا الطرح خارجاً عن الدين الحق، فلقد أتمَّ الله تعالى دينه فكيف يصبح ما كان خارجاً عن الدين الحق بالأمس داخلاً في الدين الحق اليوم؟!

٦- ثم الذين اعتبروه خارجاً عن الدين الحق هم علماء أهل السُّنة وباعتراف عبدالرحمن عبدالخالق بأنهم ما أجازوه ولا وافقوه على قبول النظام الديموقراطي والتعددية وغير ذلك من الباطل .

٧- فرق كبير بين من يجيز المشاركة للضرورة وبين من يدعو للموت في سبيل الديموقراطية فتنبهوا لذلك، واحذروا الخديعة الماكرة .

٨- عبدالرحمن عبدالخالق يستعطف الناس بقوله: ( عانيت كثيراً من السباب والشتائم والأوصاف السيئة ) وفي الحقيقة أن طلابه هم أكثر الناس سباً وشتماً وقذفاً واتهاماً ولمزاً للمسلمين والله الموعد.

٩- عبدالرحمن عبدالخالق يعتبر كل من ردَّ عليه أو انتقده ساباً وشاتماً له بينما يجيز لنفسه ولطلابه انتقاد من شاؤوا بما شاؤوا فكأن لهم من الحق ما لغيرهم.

١٠- يقول عبدالرحمن عبدالخالق : ( لكن الحمد لله فقد نجحت الحركات السلفية التي سارت على المنهج الذي طرحته سواء في الكويت وخصوصاً في الجزائر ).

أقول : السلفية ليست حركات يا أبا الحركات ، السلفية دين الله ورسوله العتيق وما لم يكن يومئذ ديناً فلن يكون اليوم ديناً.

ثمَّ ما نسبته لنفسك ووصفته بالنجاح والله ما هو إلا فساد ودمار للسلفية باسم السلفية، أما في الكويت فلقد انتجت جيلاً منحرفاً عامتهم على التكفير والتحريض وأنصار المظاهرات ودعاتها ومن مؤيدي أسامة بن لادن والظواهري وسعد الفقيه، ونحوهم فهل هذا نجاح ؟

ومن لم يستوعب كلامي فليتذكر قول الشيخ العلامة الألباني رحمه الله تعالى : (عبد الرحمن عبد الخالق انحرف بالسلفيين إلى منهج الإخوان المسلمين فحزبهم وأقحمهم بالسياسة ).

وإليك أخي القارئ تغريدات بعض طلابه :

يقول عدنان عبد القادر : يريد السيسي أن يفعل بمصر كما فعل بشار بسورية .

ويقول حجاج العجمي : إيران موّلت بشار لقتل شعبه والخليج موّل السيسي لقتل المصريين فما الفرق ؟

ولا نستبعد غداً لو قدر الله ونشبت حرب في مصر فسيظهر علينا من يدعو للجهاد في مصر وجمع التبرعات لتجهيز الغازي وقطع الرؤوس، فماذا سيقول عبد الرحمن عبد الخالق؟

هل سيقول ما علمت ما دريت ؟

الآن علمت ودريت، فلماذا لا تنهاهم عن هذا الكلام أو أنك توافقهم على ما يقولون ؟ هذا إن لم تكن أنت من علمتهم هذا الكلام الذي تفوح منه رائحة التحريض وظاهرة التكفير .

١١- ويقول عبدالرحمن عبد الخالق : ( وخصوصاً في الجزائر الذين توجهت إليهم بأن يندمجوا في الحياة السياسية وانضموا بالفعل إلى جبهة الإنقاذ وعلى رأسهم الإخوة عباس مدني وعلي بلحاج وغيرهما وقد حدث عندما اكتسحوا الانتخابات وتم الانقلاب عليهم ) انتهى.

أقول: هذا اعتراف سافر ظاهر من عبدالرحمن عبدالخالق بأنه كان وراء فتنة الجزائر التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف لما توجه إليهم وحرضهم على الاندماج في الحياة السياسية والانضمام لجبهة الإنقاذ .

سبحان الله !! أين عباس مدني وعلي بلحاج ؟ وبما نفعا الجزائر؟ وما هي نتيجة الانقلاب عليهما بعد اكتساحهما الانتخابات ؟

لا إله إلا الله ما أشبه الليلة بالبارحة، فجماعة الإخوان المسلمين وجماعة عبدالرحمن عبد الخالق السلفية الإخوانية ها هما قد اكتسحتا الانتخابات في مصر والآن تمت إزاحتهما وبدأت الأرواح تُزهق، والله يلطف بعباده ويستر عليهم وهذا من المتوقع أن يحدث بل قد بدأت بوادره بسبب نداءات عبدالرحمن عبدالخالق ويوسف القرضاوي، نعم قد تقع مذابح لا تقل عن مذابح الجزائر !!

من أجل ماذا يا عبدالرحمن عبدالخالق ؟ من أجل الشرعية الديمقراطية وإعادة الرئيس الذي أفرزته الصناديق .

وإني والله الذي لا إله إلا هو ادعوك وأدعو غيرك أن تتقوا الله تعالى في دماء المسلمين وأرواحهم وتذكروا ما فعله الحسن بن علي بن أبي طالب المبشر بالجنة ابن المبشر بالجنة رضي الله عنهما فقد الذي كان خليفة للمسلمين ستة اشهر وعلى «نهج النبوة» بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك تنازل عن الحكم لمعاوية رضي الله عنه وأصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين من أجل الحفاظ على أرواح المسلمين، فهل من مدكر؟

أخي القارئ الكريم لم أنته من التعقيب على نداء عبدالرحمن عبدالخالق هداه الله لرشده، فتابعني في المقال المقبل إن شاء الله تعالى والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله على نبينا محمدوعلى آله وصحبه أجمعين.

المقالات