موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

رحلة الموت .. العمر ١٦ .. تكلفة التجهيز ١٢٠٠ .. الموعد ٦ شوال

19 شوال 1434 |

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،

أما بعد:

فهذه رسالة أرسلتها إلى الأخ (طارق . ع) رئيس إحدى جمعيات النفع العام في الكويت، أحببت نشرها لما فيها من الفائدة والنصيحة له ولعامة الشباب وأولياء أمورهم.

قلت فيها:

من سالم بن سعد الطويل

إلى الأخ المكرم (طارق .ع) حفظك الله تعالى

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

أسأل الله تعالى أن تصلك رسالتي وأنت بأحسن حال.

أخي الكريم لقد تألمت كثيراً لما بلغني عن شاب يبلغ من العمر 16 ربيعاً يُدعى (ناصر) قد غرّر به أحد تلاميذ عبد الرحمن عبد الخالق وهو الدكتور (ش . سلطان) فأخذ منه 1200 دينار مقابل أن يرسله للجهاد في سورية. طبعاً من غير إذن والديه ولا أذن ولي الأمر، لأن الدكتور لا يعترف بشرطية إذن ولي الأمر في الجهاد، بل ولا يعتبره ولي أمر أصلاً، كما صرّح بذلك في بعض القنوات الفضائية !! وعلى الرغم من أن السعر الذي سبق وصرّح به عند السفارة اللبنانية لتجهيز غازٍ هو 700 دينار، أما عن موعد رحلة الموت فكان يوم الثلاثاء 6 شوال 1434هـ بعد تجمع لبعض الضحايا في منطقة الأندلس.

فاسألك بالله العظيم يا أخي (طارق) ما شعورك لو كان أحد أبنائك مع هؤلاء الضحايا المغرر بهم؟

أخي الكريم (طارق)

أولاً: أوصيك ونفسي المقصرة بتقوى الله تعالى.

ثانياً: أن توقف شيخك عبد الرحمن عبد الخالق وتلاميذه عند حدهم أو على الأقل تنكر عليه، أو تنصحه ليكف هو وتلاميذه عن التغرير بأبناء المسلمين باسم الجهاد، فكم أرسلوا من الشباب إلى أفغانستان والعراق، واليوم يرسلونهم إلى سورية، وربما غداً إلى مصر. ولا يخفى عليك بعد تصريح شيخك عبد الرحمن بأن الاعتصامات في مصر جهاد مشروع وسعي مشكور ولو قُتل ألف ألف فليس بكثير، وأنهم شهداء ولهم أعظم أجر الشهداء عند الله تعالى.

ولا اظن تخفى عليك تصريحاته الآثمة بل أكاد اجزم بأنك على علم بها أولاً بأول، فارجو الله تعالى أن يوفقك فتنكر على شيخك وعصابته ما يقومون به من الفساد الفكري والمنهجي، ولا تقل هو حالياً ليس في الجمعية، فهذه علَّة عليلة وعذرٌ ضعيف،لم يعد يخفى على صغار الأسنان، ومازالت علاقته وانشطته واستضافاته في بعض افرع ودواوين جمعيتكم مستمرة وأنتم الذين آويتموه وجنستموه ومكنتموه من أبناء الكويت ولا شك أنكم تتحملون ما يفعله اليوم.

لقد ازداد شرُّ شيخك لا سيما بعد ما جنستموه ومكنتموه من السيطرة على ما لا يقل عن أربع مبرات خيرية تعمل بأمره وعلى منهج الإخوان المسلمين المنحرف، بل ربما أصبحوا إخوانيين أكثر من الإخوان المسلمين، وهذه الحقيقة التي وصفه بها الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني بقوله: «عبدالرحمن عبد الخالق انحرف بالسلفيين في الكويت إلى منهج الإخوان المسلمين، فحزَّبهم وأقحمهم في السياسة». انتهى كلامه.

وبالفعل اصبح عبدالرحمن عبدالخالق في بلدنا الكويت كالأخطبوط الذي له عدة أذرع ! ذراع في محافظة الجهراء يملك مبرة يديرها تلميذه (عبدالمحسن . ز )، وذراع في العقيلة يملك مبرة يديرها تلميذه (ش . سلطان ) وهذان جناحان عسكريان. وله ذراع في مبرة حولي يديرها تلميذه ( نبيل . ع )، وذراع في محافظة مبارك الكبير ولهم مبرة ايضا يديرها تلميذه (أحمد . ض. د)، وهؤلاء يجمعون أموالاً كثيرة من تبرعات المسلمين ويفسدون بها أبناء المسلمين وبعضهم يرسل الشباب الصغار إلى سورية وربما قريبا إلى مصر.

وأيضاً لشيخك عبدالرحمن عبدالخالق ذراع سياسي فكري يدعو إلى المظاهرات في المملكة العربية السعودية وأبرز نشطائه (حامد . ع) و (ح . ع . المطيري ) وهذا الثاني يؤيد حركة تمرد في البحرين ومن أكبر الدعاة إلى الربيع الخليجي.

ولشيخك ذراع في المعارضة فيه (خالد . س) و (وليد . ط)، وله ذراع في منطقة الشامية يديره تلميذه (عدنان . ع)، وله ذراع في منطقة القادسية يديره تلميذه (ناصر . ش)، وله ذراع في منطقة السالمية يديره تلميذه (عادل . د). وله أيضا اتباع في هدية والرقة والصباحية، وايضا له اتباع في منطقة القيروان باسم جماعة الحكمة ( أنور . ع) وهم تكفيريون وغير ذلك.

وللعلم عبدالرحمن عبدالخالق كان يقول وما زال يقرر بأن تعدد الجماعات (ظاهرة صحية)!! وتعليله في ذلك كما يقول حتى لو تم توقيف جماعة أو اغلقت جمعية أو مبرة فلن تتوقف الدعوة. ومثال على ذلك لو تم إيقاف تلميذه الدكتور (ش . سلطان ) في العقيلة وضاحية جابر العلي -اسأل الله أن يكفي المسلمين شره- فلن يتوقف فرع الجهراء بإدارة تلميذه (عبدالمحسن . ز ).

ولا شك يا أخي ( طارق ) شيخك عبد الرحمن عبد الخالق تجاوز كثيراً وأضرَّ بالدعوة وفرَّق شباب الكويت وانتشرت بينهم العداوات بصورة ظاهرة حتى بلغت المخافر والمحاكم، فإلى متى لا يكون لك موقف صريح علني تتبرأ من منهجه وتبعيتك له؟

يا أخي ( طارق ) لا يخفى عليك كم تمت نصيحة عبدالرحمن عبدالخالق وبطرق شتى ومن جهات مختلفة لكنه ما زال مصراً على منهجه وتقريراته، فهو يريد قيادة الدعوة عالميا كما يفعل نظيره وقرينه يوسف القرضاوي، ولا يخفى على أدنى متابع أو مراقب موقفهما من احداث مصر الأخيرة.

وبالمناسبة اسألك بالله العظيم يا اخي ( طارق ) هل تعلم بزيارة عبدالرحمن عبدالخالق ويوسف القرضاوي معاً الى الرئيس السابق محمد مرسي أو لا تعلم؟ الله المستعان

أقول: على الرغم من انحرافات شيخك وخطورة منهجه وأخطائه الكثيرة المتكررة والمتوالية وحضرتك ما زلت متمسكاً به وتدافع عنه، وتقول: نعم عنده أخطاء وكل إنسان عنده اخطاء ولا نهدر جهده. ثم ترجع وتقول هو حاليا خارج الجمعية! ولماذا يتردد على الجمعية إذا كانت أوامره لا حدود لها ؟

أخي ( طارق ) هل تظن أنّ الناس لا يفهمون أو لا يعلمون علاقتك به وإصدارك عن رأيه ومجالستك ودفاعك عنه؟ فإلى متى يا أخي تعيش بهذه النفسية تارة بالوجه السلفي وتارة بالوجه الإخواني؟ اختر لنفسك أحد الوجهين إما أن تكون سلفياً قلباً وقالباً أنت وجمعيتك وجماعتك أو اعلنها صريحة بتبعيتك لشيخك الإخواني المشْرَب والمنشأ والمنهج!

يا أخ ( طارق ) لم يعد شيخك يتستر بالسلفية كما كان من قبل!! لا سيما بعد الثورات المدمرة. يا أخ ( طارق ) الأمر دين تدين الله تعالى به وليس سياسة تلعبها مع الناس. ما الذي يمنعك من مفارقة شيخك ؟ نريد جواباً كافياً شافياً. هل قناعتك بأنه مستقيم في منهجه؟ إذن ما الفرق بينكم وبين الاخوان المسلمين؟ الناس اليوم -ولعلك تعرف قصدي بالناس- بعد ما انكشف أمر الإخوان وظهرت خيانتهم يبحثون عن البديل فما الفائدة إذا كان البديل شيخك وعصابته؟ لا شك سيكونون كالمستجير من الرمضاء إلى النار.

أقول: يا أخ ( طارق ) إن كنت صادقاً فيما تدعيه من اتباعك لمنهج السلف وتمسكك به فالآن هذه فرصتك لتتخلى عن شيخك عبدالرحمن عبدالخالق بعد دعوته لشعب مصر بالخروج والاستمرار بالاعتصامات في ميادين مصر ولو قتل منهم ألف الف كما يقول.

نعم اقول: لقد آن الأوان أن تقول لعبدالرحمن عبدالخالق هذا فراق بيني وبينك وتحذر منه وتحذر غيرك وتعلن براءتك من آرائه التي يحملها هو و طلابه، وفرصتك أن تتمسك بكلام وتوجيهات العلماء التي فيها العقل والرحمة والحكمة.

هذه رسالتي ونصيحتي لك ولغيرك فلعلك تقرأها جيدا وتستفيد منها. والله اسأل أن يوفقك وكل مسلم إلى الخير والسداد والاستقامة.

والسلام عليك ورحمة الله وبركاته

والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.

المقالات