موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

يا شيخ عبدالرحمن! «سباب المسلم فسوق»

30 ذو الحجة 1434 |

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهذه رسالة رأيت من الضروري نشرها - سبق أن أرسلت قبلها أكثر من رسالة بيني وبين الشيخ في الموضوع نفسه، لكن الشيخ لم يتوقف عما طلبت منه التوقف عنه- قلت فيها:

من سالم بن سعد الطويل إلى فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالخالق وفقه الله لهداه

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

أما بعد فلقد تكرر منك بين الحين والآخر وصفك إياي بأني اشتمك واشتم غيرك، وآخر ما بلغني عنك قولك: سالم الطويل كل اسبوع يسبني ويشتمني وذلك في ليلة الجمعة 27 من ذي الحجة 1434 الموافق 1/ 11/ 2013 في مجلس عام في استراحة الأخ الفاضل أبي أحمد عبدالله العساكر حفظه الله تعالى في كبد. فأقول:

أولاً: معاذ الله أن أسبك أو اشتمك أو اسب غيرك من المسلمين، وأنا اعلم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق» [رواه البخاري، رقم: 48، 6044، ورواه مسلم، رقم: 64]. بل أقسم بالله العظيم إني أتجنب حتى سب البهيمة اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقسم بالله العظيم أني ما شتمتك كما تدعي، فاتق الله في نفسك وكف عن اتهامك إياي وإيذائي، فلا تظلمني ولا تظلم نفسك، فلا يجوز أن تدّعي علي دعوة أنا بريء منها.

ثانياً: الواجب عليك أن تبادر إلى التوبة النصوح وتقلع عن اتهامك إياي في المجالس العامة كما تفعل ذلك بين الحين والآخر.

ثالثاً: كان يجب عليك أن تدلل بالأدلة القاطعة على دعواك أني اسبك كل اسبوع لقول الله تعالى ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111)﴾ [البقرة].

رابعاً: اتهامك بأني أسبك كل أسبوع هذا سبٌّ منك لي وغيبة أو بهتان، وإني لأعتب على من يفتح لك مجلسه لتقضي فيه وقتك في السبِّ والقذف والغيبة -غفر الله لكم-.

خامساً: ليست المرة الأولى -وأرجو أن تكون الأخيرة- التي تتكلم فيها عني، فإن كنت ناسياً فأنا اذكرك بذلك الاجتماع الذي اجتمعتموه في بيت أحد طلابك في منطقة السرة وقام شاعركم (عواد) بإلقاء قصيدة من أربعة وثلاثين بيتا بعنوان (عودة دعموص) اشتملت على سب وقذف وسخرية وحضرتك ومن معك تضحكون فإن كنت ناسيا فالله تعالى يقول: ﴿أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)﴾ [المجادلة]، وبعدها تم نشر القصيدة في جريدة «الوطن» وتم تصويرها وتوزيعها في كلية الشريعة، فوأسفاه على دعاة ودكاترة يتصرفون مثل هذه التصرفات وواعجباه كيف رضيت نفوسكم أن تفعلوا هذه الأفعال؟

سادساً : يا شيخ عبدالرحمن غفر الله لك ولوالديك إن طلابك من اكثر الناس سباً وشتماً ولمزاً فارجع إلى كلامهم لترى ما يشيب منه الرأس، فأين تربيتك لطلابك يا شيخ؟ كان الأولى أن تعلمهم وجوب حفظ اللسان وتحريم السب والشتم والقذف بدلاً من اتهامك لي بما ليس فيّ.

سابعاً: عن نفسي والله لا أرضى بالسبِّ والشتم فضلاً عن أن آمر به أو افعله وكنت -وما زلت والحمد لله- أنهى أولادي وطلابي عن السب وآمرهم أن يحفظوا ألسنتهم مستحضراً ومستدلًا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أتدرون من المفلس»؟، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: «إن المفلس من أمّتي، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دمَ هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فَنِيَت حسناته، قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثمَّ طُرح في النار». [رواه مسلم عن أبي هريرة، رقم 2581]. ولا اسمح لأحد في مجلسي بأن يسبك ولا يسب غيرك. فلماذا لا تعاملني بالمثل؟ وأين أنت من قول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112)﴾ [النساء].

ثامناً: إذا كنت تقصد أني أرد عليك كل اسبوع فقل: يرد علي ولا تقل يسبني، ففرق بين الردِّ والسبِّ، فالردُّ مشروعٌ والسبُّ محرمٌ. الردُّ قد يكون واجباً وفيه نصيحة وأمرٌ بمعروف ونهيٌ عن منكر، أما السبُّ ففسوقٌ وإثمٌ، فكان الواجب عليك أن تكون دقيقاً في كلامك.

تاسعاً: إذا كنت تعتبر الرد على أخطائك سباًً إذن لماذا لا تعتبر ردك على غيرك سباً؟ هل نسيت أنك كتبت كتاباً في مجلد صغير ضمنته بعض ردودك على غيرك؟ ومن جملتها ردك على الشيخ عبدالله بن خلف السبت -رحمه الله تعالى- بعنوان (نقض الفرية)، إذن يلزم من ردك على غيرك أنك تسب وتشتم ولا اظنك تلتزم ذلك.

عاشراً: لقد ردَّ عليك العلماء كالشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد ناصر الألباني والشيخ محمد بن عثيمين والشيخ مقبل الوادعي والشيخ عبدالله الغديان رحمهم الله، والشيخ صالح الفوزان والشيخ ربيع المدخلي والشيخ سعد الحصين وغيرهم -حفظهم الله- فهل كل من رد عليك تعتبره ساباً لك، أو سالم الطويل فقط؟

حادي عشر: يا شيخ عبدالرحمن -غفر الله لك ولوالديك- إنك تستعظم وتستنكر أن يرد عليك أحدٌ بينما لا تستعظم ما تثيره في سنواتك الأخيرة من تأييدك للثورات ودعمك للفوضى والمظاهرات وإثارتك للفتن ودعوة المسلمين للخروج على الحكام، والزج بالشباب للمواجهات الدموية التي أدت بالفعل الى سفك الدماء ودمار البلاد، فسبحان الله أي الفعلين احق بالاستنكار؟

ثاني عشر: يا شيخ عبدالرحمن ليس في السعودية قذافي ولا بشار ولا سيسي فلماذا تلميذك حامد العلي الذي هو من أخص طلابك يدعو الشباب السعودي صراحة إلى المظاهرات في الحجاز ونجد والشمال والجنوب؟ إذا قلت: لا توافقه فأقول: متى قلت إنك لا توافقه؟ وأين صرحت أنك لا توافقه؟

لقد انتظرناك كثيرا أن تنكر على طلابك ما يدعون إليه لكن للأسف ما سمعنا منك شطر كلمة انكرت بها عليهم، بينما لما تكلم عنك الشيخ سعد الحصين غضبت وبادرت بكتابة حلقتين مطولتين في جريدة «الوطن».

ولما رشح الإخوان المسلمين أحدهم لرئاسة مصر ثارت ثائرتك كذلك، ولما تمت تنحية الرئس المصري السابق محمد مرسي كتبت كتابات مطولة تأييدا للاعتصامات في رابعة العدوية، وزعمت أنه لو قتل الف ألف في سبيل ارجاع الرئيس مرسي فليس بكثير، واعتبرتهم من أعظم الشهداء وأن اعتصامهم في رمضان في ميدان رابعة العدوية أفضل من الاعتكاف في مسجد الله الحرام، وغير ذلك مما تظهر به علينا بين الحين والآخر، بينما اذا دعا طلابك إلى المظاهرات في السعودية والكويت ومنهم من يدعو الى ربيع خليجي لا نسمع منك انكاراً فإذا انتقدناك على سكوتك قلت: سبوني وشتموني! سبحان الله ﴿إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5)﴾ [ص].

ثالث عشر: يا شيخ عبدالرحمن لقد تقدمت بك السن، فيا ليتك تتدارك نفسك وترجع عما أنت عليه من منهج الإثارة والفتن، ويا ليتك تسطِّر كلمات في وصية تتراجع عما خطّته يداك قبل فوات الأوان، فقد تلاقي ربك وقد خلَّفت بعدك خلقاً من الشباب ممن يؤيد المظاهرات والثورات والفتن فتبوء بالإثم وتحمل أوزارك وأوزاراً مع أوزارك.

أسأل الله أن يغفر لي ولوالدي ولك ولوالديك وللمسلمين، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.

المقالات