زيارة المقابر للنساء حرام و تخصيص يوم العيد لزيارة المقابر بدعة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
فقد سئل شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى عن زيارة النساء للمقابر وتخصيص يوم العيد أو ليلته لزيارة المقابر فقال: (هذا فعل باطل ومحرم وهو سبب للعنة الله -عز وجل- فإن النبي صلى الله عليه وسلم لعن زائرات المقابر والمتخذين عليها المساجد والسرج والخروج إلى المقابر ليلة العيد ولو لزيارتها بدعة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد عنه أنه كان يخصص ليلة العيد ولا يوم العيد لزيارة المقبرة وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار». فعلى المرء أن يتحرى في ذلك شريعة الله تبارك وتعالى، لأن الأصل في العبادات المنع والحظر إلا ما قام الدليل على مشروعيته). انتهى موضع الشاهد من كلامه من كتاب [فتاوى إسلامية 2/ 57].
اخي القارئ الكريم اعلم أن الله تعالى شرع لعباده المؤمنين العيدين من أجل أن يفرحوا بطاعة الله تعالى فهما يوما فرح وسرور وليسا يومين لتجديد الأحزان وزيارة القبور. ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا» [رواه مسلم- (892)]. وعن أنس رضي الله عنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: «ما هذان اليومان؟» قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر» [أخرجه أحمد بسند صحيح، وأبو داود رقم (1134)].
ومن تأمل هاتين المناسبتين وجد هذه الحقيقة واضحة جلية؛ فعيد الفطر هو اليوم الأول من شوال يأتي في كل عام بعد صيام المسلمين لشهر رمضان وقيامه وقراءة القرآن والاعتكاف في المساجد وافطار الصائمين واخراج زكاة الفطر وغير ذلك من الطاعات، فإذا فرغوا منها ناسب أن يفرحوا بطاعة الله في عيد الفطر. وعيد الأضحي هو اليوم العاشر من ذي الحجة يأتي كل عام بعد الأعمال الصالحة التي يجتهد بها المسلمون في عشر الأيام الأول من ذي الحجة التي فيها العمل الصالحة أحب إلى الله مما في سواها.
أقول: من تأمل هذه الحقيقة أدرك الخطأ الجسيم الذي وقع فيه بعض الناس من تخصيص يوم العيد لزيارة المقابر وانتشارهم داخل المقبرة بصورة قبيحة يطؤون القبور بأقدامهم، كل يبحث عن قبر أو قبور اقربائه، وأقبح من ذلك زيارة النساء وما يصاحب زيارتهن من النياحة ونحوها. وقد ظن كثير من الناس بأن الأموات يشعرون بزيارة الزائرين ويستأنسون بذلك وهذا ليس عليه دليل من الكتاب والسنة وهو من الأمور الغيبية التي لا يمكن معرفتها إلا بالدليل.
كما يظن كثير من الناس أنَّ من البر والصلة زيارة الموتى في قبورهم يوم العيد بل بلغ الأمر ببعض الناس أن يعيب على من لا يزور المقابر في العيد وربما وصفه بالعقوق لوالديه أو بالقطيعة لأرحامه. وهذا لا شك خطأ كبير؛ إذ لو كانت زيارة المقابر في العيد من الأعمال الصالحة لفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأمر بها أمته. ومن المعلوم أن الأموات ينفعهم الدعاء والاستغفار والمسلم يمكنه أن يدعو لوالديه واقربائه في كل زمان ومكان وليس ذلك خاصا عند زيارة المقابر.
اخي المسلم هذا ما احببت أن اذكر به نفسي وإياك وارجو أن يوفقك الله تعالى فتبلغ كل من علمت عنه أنه يخصص يوم العيد لزيارة المقابر. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.