كلمات من القلب مع قطرات من الدمع
أخواني الكرام :
اعلموا أن الحاكم له على رعيته فضل عظيم بعد الله تعالى ..
وعادة إذا ذهب الحاكم فسدت البلاد وهلك العباد ولله حكمة أن شرع لعباده أحكاماً عظيمة تتعلق بحقوق الحاكم لعلمه جل وعلا وهو اللطيف الخبير أن في وجوده حفظٌ لحقوق العباد ورحمةٌ للبلاد .
ولقد تأثر عامة المسلمين كثيرا بمناهج خبيثة وعقائد زائغة بين مقل ومكثر فأصبح كثير من المسلمين لا يراعي لولي الأمر حرمة ..
فغيبته ( مباحة )
والتشهير به ( شجاعة )
وتتبع عورته ( شطارة )
ونصب العداء له ( عدالة )
والخروج عليه ( جهاد )
والدفاع عنه ( مداهنة )
وإلى غير ذلك من الإنحرافات التي عمت وطمت حتى زادت الشقة وضعفت الدولة وطمع بنا الغريب وكرهنا القريب فحقاً نحن بحاجة إلى مائة سنة بصيرة وتوبة نصوح حتى نرجع إلى الجادة السنية.
ومن جميل ما قرأت لشيخي ابن عثيمين رحمه الله تعالى - الذي لا أعلم مخلوقا لقيته في حياتي واستفدت منه اكثر منه - أنه قال :
إن طاعة ولي الأمر إنما هي طاعة مخلوق لخالق وليست طاعة مخلوق لمخلوق وذلك لأن الذي أمر بطاعة ولي الأمر الخالق جل وعلا فطاعته من طاعة الله ومعصيته من معصية الله تبارك وتعالى.