التعقيب اللطيف على الرد الجميل
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده، أما بعد:
فهذا تعقيب على الرد الجميل الذي كتبه من كنَّى نفسه بأبي الحارث حفظه الله تعالى ولم يفصح عن اسمه.
وقد التزم الأدب في رده إلا في آخر مقاله، تكلم ببعض الكلمات ما كان ينبغي أن يتلفظ بها، لكن على كل حال جزاه الله خيراً، فهو خير من غيره، ولقد اختار عنواناً لرده لطيفاً.
فقد قال : الرد الجميل على إلزامات سالم الطويل ..
وإليكم التعقيب على الرد:
قال أبو الحارث:
رسالة إلى الشيخ سالم الطويل، قد قرأت رسالتك إلى الشيخ فواز العوضي وفيها أنك تعيب على الشيخ محمد العنجري، والشيخ فواز العوضي أنهم قالوا بقول الفوزان في بشار الأسد .
أبو سعد:
لم أعب على الشيخين الفاضلين محمد العنجري وفواز العوضي لو قالا بقول الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى، فما قول الشيخ صالح الفوزان في بشار الأسد ؟
لقد كان السؤال الذي توجه به اكثر من واحد من الإخوة للشيخين العنجري والعوضي عن بشار الأسد هل هو مسلم أو كافر؟
فأحالا السائلين إلى كلام الشيخ الفوزان، وليس في كلام الشيخ الفوزان أن بشاراً مسلم أو ليس بكافر، وإنما نصح بأن يُترك تكفير الناس لأهل العلم والبصيرة، ولما رجعنا إلى كلام أهل العلم والبصيرة وجدناهم صرحوا بكفر بشار الأسد؛ إذن في الحقيقة الشيخان العنجري والعوضي خالفا كلام الشيخ الفوزان ولم يقولا بقوله كما تفضلت .
أبو الحارث:
فأقول لك يا سالم الطويل إن كنت قد عبت عليهم أنهم لم يُكفروا بشار أو توقفوا فيه.. فأنت قد قعّدت قاعدة (إن الله لا يسألك لما لم تُكفر فلان، ولما لم تُبدع فلان) فلماذا تُشنع على المشايخ ..؟!!
أبو سعد:
يا أخي الكريم:
أولاً : هل توافقني على هذه القاعدة ؟ إن كنت توافقني فالحمد لله الاتفاق خير من الاختلاف، وهذا ما أردت أن أصل إليه، لكن ينبغي أن تفرق بين الحكم على مسلم بالكفر لموجب قد تحقق لِيُحكم به عليه بالكفر أو لم يتحقق وبين الكافر الأصلي الذي أمرنا الله بالبراءة منه ومعاداته فتنبه لهذا الفرق .
وعقيدة الولاء والبراء عقيدة عظيمة يجب على المسلم اعتقادها والعمل بمقتضاها والشيخ محمد العنجري قد صدّر نفسه للدفاع عن المنهج السلفي؛ فغريب جدا أنه لا يعرف عن بشار النصيري إن كان مسلما أو كافراً؟
فالنصيرية أكفر من اليهود والنصارى ولم يدخلوا الإسلام أصلاً كالدروز والقرامطة والبهرة والقاديانية فلا يحتاج الأمر من بدايته أن يقول اسألوا الشيخ صالح الفوزان .
أرأيت لو أن أحداً سأل أصغر طالب علم عن فلان اليهودي هل هو مسلم أو كافر؟ حتما سيقول كافر، ولا يحتاج إلى إقامة حجة ولا تحقق الشروط ولا انتفاء الموانع؛ فكيف بالنصيري الذي هو أكفر من اليهودي؟
والعجيب قبل فترة يسيرة انتشر مقطع صوتي للشيخ الفاضل محمد العنجري حفظه الله يصف فيه من لم يتكلم في الشيخ الحلبي أو الشيخ ابراهيم الرحيلي بالمذبذب والمخذل ويجب التحذير منه بل وأسقطه من الصراط المستقيم !
والمقطع بعنوان: (طول الطريق يسقط امثال المذبذب والمخذل)، لذلك أردت أن أبلغه كلمةً لعل الله ينفعه بها بأن عدم القول بتبديع فلان بعينه لا يلزم منه السقوط من الصراط المستقيم، واستدللت عليه بأن أكثر من عالم قد كفّر بشار الأسد بعينه؛ ومنهم الشيخ ربيع حفظه الله تعالى ومع ذلك لم يوافق العنجري العلماءَ على تكفير بشار، فلماذ لم يسقطه ذلك من الصراط المستقيم ولم يستحق أن يقال عنه بأنه مذبذب ولا مخذل؟ مع أن الأمر خطير جداً، إن لم يكفر الكافر أو شك في كفره أخطر بكثير من عدم تبديع فلان بعينه.
ثانيا: نعم مازلت على قولي بأن الله لن يسألك عن قولك فلان كافر فهذا مما لم يوجبه الله عليّ ولا عليك ولا على غيرك إلا من نصّ الله ورسوله على كفره كأبي لهب ونحوه.
ثالثاً: المسألة التي أبحثها في ردي على الشيخين الفاضلين العنجري والعوضي مسألة بشار كافر أو مسلم لا علاقة لها بمسألة سيسألك الله تعالى عن كفره أو لن يسألك، ولعلك يا أبا الحارث لا تعلم بداية المسألة كيف كانت، لذا سأخبرك بها:
لقد كانت البداية أن بعض الإخوة استنكر خروج الناس على بشار بحجة أنه مسلم، لا لأن الخروج عليه بغير قدرة لا يجوز وفيه تهلكة، وهذا الكلام خطير لأن بعض الناس عاب على حكومة خادم الحرمين كيف تسعى لسقوط بشار وعلماء المملكة يحرمون الخروج على الحاكم؟
فالجواب: أن يقال الخروج المحرم شرعاً هو الخروج على الحاكم المسلم ولو كان عاصيا أو ظالماً، وبشار نصيري باطني بعثي عفلقي ليس بمسلم فالأمر مختلف.
رابعاً: لقد ذكرت في ردي على الشيخ فواز العوضي حفظه الله أن الأولى إن لم تكفر بشار لعدم ظهور كفره عندك أن تسكت مراعاة لمشاعر المسلمين؛ فجرائم بشار وطائفته وحقدهم على الإسلام والمسلمين ظاهرة جدا وقد شاهدها كل العالم فليس من المناسب أن تقول هو مسلم وقد شوهد في التلفاز يصلي .
خامساً: كان الأولى بالشيخين أن يحيلا السائل إلى كلام العلماء الواضح المفصل.
سادساً: بعد هذه الزوبعة من الردود والأخذ والرد ظهر بعض الأفراد ممن هو قريب من الشيخ العنجري من يقول النصيرية كفار، وهذا جيد لكن مازلوا متمسكين برأيهم بأن لا نقول بشار كافر !
وهذا أمر غريب عجيب والذي يظهر بأن هذه المجموعة القليلة في أفرادها وعلمها يكابرون ويعز عليهم الاعتراف بالخطأ، فإذا حوصروا زعموا أنهم أصلاً ما قالوا كذا وكذا وأن من نسب لهم ذلك الخطأ إنما افترى عليهم كذبا، إن هذا لشيء عجاب.
المهم: إذا عرفت هذا يا أخي أبا الحارث فسيتبين لك خطؤك بقولك (ففي هذه القاعدة أنت ترد على نفسك بنفسك).
أبو الحارث:
ثم إنك يا شيخ سالم وفقك الله للسنة، أنت أيضاً مُتوقف في روؤس التُراث، ولا ترى تبديعهم، مع العلم أن جمعاً من العلماء قد بدعهم، فأنت تقول للعنجري والعوضي لمِا لم تقولوا بقول العلماء الذين كفروا بشار، فنقول لك يا سالم لمِا أنت لم تقل بقول العلماء الذين بدعوا التراث، مع العلم أن التراث شرهم خفي وهم يتلبسون بلباس السنة، وقد لبسوا على طلاب العلم فضلاً عن العامة، فلماذا لم تُبدعهم؟!
أبو سعد:
سبحان الله هذا الذي كنت أقوله مراراً وتكراراً أن هذه المجموعة يبدعون الناس ثم ينكرون ذلك، وأنت يا أبا الحارث نموذج ممن اقنعوك بالتبديع ولو سألهم أحد هل تبدعون رؤوس التراث؟ لقالوا لا، هذا منهج خطير جداً .
فلو سألتك يا أبا الحارث من بدع رؤوس التراث حتى تطالبني أنا بالذات لأبدعهم ؟اسألك سؤالاً صريحاً واضحاً :هل تستطيع أن تذكر لي واحداً من العلماء قال بأن رؤوس التراث مبتدعة وسماهم بأسمائهم؟
يا ليت تذكر لي أسماء خمسة أو ثلاثة من رؤوس التراث نص جمع من العلماء على أنهم مبتدعة كما تدعي ذلك !!!
يا أبا الحارث حفظك الله هذه المشكلة الكبرى التي أردت اثباتها عن الشيخ محمد العنجري حفظه الله تعالى بأن كلامه يفهم منه تعليم من حوله بالتبديع من حيث يشعر، ولا أقول من حيث لا يشعر فإذا وصفه أحد بذلك انهالت عليه الاتهامات بأنه يكذب ويفتري و و و و الخ .
وأقسم بالله هذه هي الحقيقة الشيخ العنجري يقول لمن حوله التراثيون أسوأ من العوام؛ ويقصد بالعوام كل من ليس بتراثي أو من لم ينتسب للأحزاب الدينية لو كان عنده أفكار ليبرالية مستدلاً بقاعدة أن البدعة شر من المعصية،فيفهم اتباعه بأن هؤلاء مبتدعة، وأنت يا أبا الحارث واحد من الضحايا ممن فهم من كلام الشيخ العنجري بأن رؤوس إحياء التراث مبتدعة؛ فالشيخ العنجري لا يجيز قراءة القرآن في حلقة مسجد نسائية تابعة لجمعية إحياء التراث وأنكر علي قولي بالجواز فإذا سألته لماذا لا يجوّز؟ قال: حتى لا تخالط المبتدعة وتتأثر بهم والسلف قالوا وقالوا، فإذا قلت له: وهل هؤلاء مبتدعة أو هل تبدعهم؟ قال: لا، لا أبدعهم!!
فهذا التناقض بعينه يطبق عليهم أحكام المبتدعة ولا يبدعهم، وكان العدل إما أنهم مبتدعة فتطبق عليهم أحكام المبتدعة أو ليسوا مبتدعة فلا تنطبق عليهم أحكام المبتدعة، والآن يا أبا الحارث حضرتك تقول لي : أنت متوقف بتبديع رؤوس التراث الذين بدعهم جمع من العلماء.
فأقول لك: من رؤوس التراث المبتدعة سمهم لي؟ ومن من العلماء الذين بدعوهم؟
ربما لن أجد منك جواباً ولا بعد سنة من الآن، بل حتى الشيخ العنجري لم يؤثر عنه أن بدع أحداً من رؤوس التراث وكلامه مسجل، ولكن يطبق عليهم أحكام المبتدعة، لذا يفهم من حوله بأن التراثيين مبتدعون، حتى ربما يصح أن يقال عنه يبدعهم ولا يبدعهم.
ثم يا أبا الحارث يا ليتك تطالب الشيخ العنجري بتبديع رؤوس التراث قبل أن تطالبني، فأنا إلى هذه اللحظة ما سمعت أحداً بدّع طارق العيسى رئيس مجلس إدارة جمعية إحياء التراث ولا حتى الشيخ محمد العنجري يجرؤ على تبديعه.
أبو الحارث:
وبشار شرّه واضح كوضوح الشمس، فمن أولى بالتحذير منه يا شيخ سالم؟ من تلبس وتستر بالسنة؟ أم من شره يعلمه أجهل الناس؟
أبو سعد :
أولاً: بشار هذا الواضح كوضوح الشمس لم يكفره الشيخان محمد العنجري وفواز العوضي فمع وضوحه قد أخطأ الشيخان في الحكم عليه مخالفين في ذلك العلماء.
ثانياً: التحذير يكون من الواضح ومن غير الواضح ولا منافاة بين هذا وهذا، فقد حذرنا الله في كتابه في مواضع كثيرة من الشيطان الرجيم ومن المنافقين ومن اليهود والنصارى، فلا مانع نحذر من النصيرية والرافضة والكفار وغيرهم ونحذر ممن دونهم أيضاً.
ثالثاً: هؤلاء الذين وصفتهم بأنهم متسترون بالسنة فلا أوافقك على ذلك، بل هم من أهل سنة وما عندهم من أخطاء أو انحرافات أو حتى بدع فإننا ننصحهم وننكر عليهم وكلٌ بحسبه من غير تعدٍ ولا غلوٍ ولا نقول عنهم متسترون بالسنة.
قال أبو الحارث:
ثم أنت تقول إن الشيخ العنجري تكلم فيك و و إلخ ..، فأنت قد بدعتهُ .
أبو سعد:
سبحانك هذا بهتان عظيم ما بدعت الشيخ محمد العنجري في حياتي قط، ولا تلفظت بهذه الكلمة في حقه قط، وتأكد لو أني بدعت الشيخ محمد العنجري لوجدت ذلك محفوظاً عند بعض الناس في الأرشيف ولطاروا به، وأقسم بالله العظيم على غلبة الظن أن بعض الناس يفرح لو امسك علي مثل هذه الكلمة.
فأقول: يا أخي أبا الحارث إما أنك مخطئ أو متوهم أو فهمت خطأ أو والعياذ بالله تتعمد علي الكذب وارجو أن لا تكون كذلك.
على كل حال ها أنا اعلنها لك ولغيرك الآن: الشيخ محمد العنجري حفظه الله عندي ليس بمبتدع فاتق الله ولا تعد إلى مثل هذه الأخبار التي لا أصل لها .
أبو الحارث:
وقد حضرتُ لك دروساًً.
أبو سعد:
افهم من كلامك أنك درست عندي وتعرفني وتعرف مكاني أليس كذلك؟ إذن لماذا تخفي اسمك عني؟ لماذا لا تواجهني؟ ما المانع من ذلك؟
أبو الحارث:
وقد سمعت بأُذني لم يُحدثني أحد أنك ترد على الشيخ العنجري والسبيعي..، ردوداً لا تمت للعلم بشيء، بل كلها استهزاء وسخرية وكلامٌ لا يليق أن يخرج من عامي فضلاً عن شيخ مثلك .
أبو سعد:
هذه مجرد دعوى تدعيها تحتاج إلى بيان ما الذي قلته؟ ومتى؟ وأين؟ وما بينتك؟
ولا يجوز تصديق كل من ادعى دعوة مرسلة بلا بينة قال تعالى: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١١١)) [البقرة].
أبو الحارث:
وأما قولك أن بعض الإخوة شنع على الشيخ فلاح حفظه الله فإن الشيخ فلاح لما رد على كلام العلامة عبيد لم يرد بعلم بل أخذ يُهاجم بكلام عامي، ويستهزئ ويضحك ولا يليق بمثل الشيخ فلاح أن يخرج منه هذا.
أبو سعد:
قرأت كلامك هذا على الشيخ فلاح مندكار حفظه الله تعالى فتعجب جدا من كلامك وقال هذا كذب .
ثم انظر ما فعله بعض النمامين فقد ذهبوا ونقلوا الكلام للشيخ عبيد فأفسدوا العلاقة بين الشيخ عبيد والشيخ فلاح بعد علاقة عمرها ما يقارب ثلاثين عاماً.
أبو الحارث:
ثم أنت تعرف (فلان بن فلان) وتخبيصهُ..، وقد استنصحك أحد الإخوة بالحضور عند فلان، فقلت احضر ولكن احذر فإنه ( ...... ).
أبو سعد:
ما مناسبة هذا الكلام؟ ثم هل من الضرورة أن احكم على (فلان بن فلان) أو غيره بالحكم الذي حكمت به أنت أو غيرك؟ هذه احكام اجتهادية وليس حكم أحدٍ بأولى من غيره، كما ليس من الضرورة الذي يحكم بالجرح أو التعديل يصيب في كل مرة .
وليس لأحد على أحد سلطان يلزمه بأحكامه بل كل مكلف يقول ما يدين الله تعالى به.
أبو الحارث:
ثم أعطني مقالاً واحداً للشيخ العنجري يُحذر منك بالاسم.
أبو سعد:
ليس للشيخ العنجري أصلاً مقالات حتى يذكر اسمي ولا اسم غيري، فمقالاته نادرة جدا بل تكاد تكون معدومة، لكن الشيخ العنجري يذكرني بسوء كثيرا وكثيرا جدا بالاسم تارة وبالتلميح الشديد الوضوح تارات أخرى وبعضها مسجل بصوته وهو عندي محفوظ.
أبو الحارث:
أنت قد كتبت مقالات بالعنجري، بل ألفت بهِ كُتيب، وأسميتَه الرد الجري على محمد العنجري.
أبو سعد:
وما المشكلة في ذلك؟ هل يحق له أن يتكلم على غيره ولا يحق لغيره أن يتكلم فيه، ثم هو من بدأ وتكلم علي واتهمني وطعن بأخلاقي، وكلامه مسجل عند الله تعالى وعند بعض خلقه فرددت عليه وبإمكانه يرد علي بالحجة والبرهان إن استطاع.
أبو الحارث:
وفلان بن فلان على ماعندهُ من طوام لم تكتب به ولا حرفاً واحداً، وطلابك ينشرون علمه بتويتر وغيره ..!!
أبو سعد:
ليس بالضرورة أن اكتب رداً على كل إنسان بل ولا يمكن ذلك لبشر أن يقوم به وإذا كان عند فلان طوام كما تقول فقد رد عليه غيري .
ولا مانع يمنع طلابي أن ينشروا فوائد عن فلان أو غيره، فما زال العلماء ينقلون فوائد حتى عمن هب ودب متى ما وقفوا على فائدة نقلوها ولو عن الكفار.
أبو الحارث:
وأخيرا أنصح كل من أخذ ينشر رد الطويل على المشايخ أن يتق الله، فإن كنت مُنصفاً فلماذا لا ترد على الطويل وعلى ما عنده من مآخذ، أم أن التعصب الأعمى الذميم قد أعمى قلوبكم عن رؤية ما عنده من باطل ..
أبو سعد:
لماذا يا أبا الحارث لما بلغت الخاتمة خرجت عن الرد الجميل؟ لماذ يحق لك الرد ولا يحق لغيرك؟ وأنت ومن معك أيضا اتقوا الله فلقد اسرفتم على أنفسكم.
أبو الحارث:
قال الله تعالى: (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون (132 )) أطيعوا الله والرسول، ما قال الله واطيعوا سالم الطويل..، فإن الطاعة المطلقة لا تكون إلا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو معنى الإسلام، فلا يجوز أن تصرف هذه الطاعة المطلقة لأحد غير الله ورسوله؛ لأن الطاعة المطلقة هي العبادة، وعليه؛ فإن طاعة العلماء والأمراء لا تجوز إلا تبعاً لطاعة الله ورسوله، وإن أطيع العلماء والأمراء طاعة مطلقة في تحريم الحلال وتحليل الحرام فقد اتخذوا أرباباً من دون الله جل وعلا.
أبو سعد:
ومن قال بأن لسالم الطويل طاعة مطلقة؟ هذا لا حقيقة له إلا في مخيلتك والله المستعان.
أبو الحارث:
وأُذكركم بقوله تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ﴾ [آل عمران:110].
ويا شيخ سالم الطويل أوصيك ونفسي المقصرة بتقوى الله عز وجل، وأوصيك بالرجوع إلى رشدك.
أبو سعد:
جزاك الله خيرا.
أبو الحارث:
وأعلم اني سأجد من يسب ويشتم ويتشمت فأقول سلامٌ عليكم لا نبتغي الجاهلين .
أبو سعد:
عن نفسي لن أسبك وعن غيري اقول اتقوا الله ولا تسبوا ابا الحارث فسباب المسلم فسوق.
أبو الحارث:
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أبو سعد:
جزاك الله خيرا.
اسأل الله أن يكون هذا التعقيب نافعا لي ولك ولكل من وقف عليه.
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
كتبه / أبو سعد سالم بن سعد الطويل