موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

خطر الأحزاب على المناهج و العقائد أشد من خطرها على السلطة و المقاعد

16 جمادى الأولى 1435 |

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فلقد ظهر للقاصي والداني فساد ما قام به كثير من الأحزاب من الفوضى بدعوتها الى المسيرات والمظاهرات والانقلابات وما يُسمى زوراً وبهتاناً بالربيع العربي الذي ذاقت منه الشعوب الأمرّين، فالويلات والذل والهوان والخوف والجوع والقتل والتشريد وآثار هذا الربيع الدموي واشتهار الحال يغني عن تطويل المقال، وظهر جلياً ان أكبر سبب لدعوتهم الى القيام بهذه الثورات هو طمعهم بالوصول الى السلطة والاستيلاء على مقاعد الحكم. والذي أريد ان أنبه عليه المسلمين ان هذه الأحزاب التي وفدت الى بلادنا من هنا وهناك تحمل خطراً أشد على المسلمين من خطرهم على السلطة والمقاعد ألا وهو الفساد المنهجي والعقدي ولا يخفى على أحد ان حملهم على الطمع في السلطة هو انحرافهم المنهجي والعقدي فلو كانوا يحملون مناهج معتدلة وعقائد مستقيمة لما وصلوا وأوصَلوا الأمة الى هذه الحالة المزرية والكارثة الأليمة، فعقيدة التصوف التي تبلغ أحيانا الى القول بوحدة الوجود والحلول، وعقيدة التكفير وعقيدة الخوارج ومنهم الاباضية التي تستبيح التكفير والقتل والدماء، وعقيدة الاعتزال القائمة على نفي القدر ونفي صفات الله عز وجل، ويتفرع عنها عقيدة الأشاعرة المحرفة لصفات الله عز وجل، ومن تلك الأحزاب التي لا تقل خطراً عن الأحزاب الدينية الأحزاب اللادينية كالعلمانية والليبرالية والقومية والبعثية والاشتراكية والشيوعية كلها مذاهب الحادية أفسدت على المسلمين دينهم ودنياهم لكن فساد الدين والعقيدة أخطر من فساد الدنيا، وكما قيل: الدين رأس المال فاستمسك به، فضياعه من أعظم الخسران.

لذا من صيانة الدين والدنيا ألا نستقبل ولا نستقطب الدعاة الذين عُرف عنهم الانحرافات كالمدعو محمد الحسن ولد الددو الموريتاني، رئيس جمعية المستقبل الاخوانية، التي تم اغلاقها بعد اعلان المملكة العربية السعودية جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية.

ومن الغريب جداً في هذه الفترة التي انكشفت فيها حقيقة الاخوان المسلمين ان يزور الكويت المدعو ولد الددو ويحتفى به على أعلى المستويات، والذي نخشى منه ان نُرَتب له اقامة دائمة كما رُتِبت لغيره، فالرجل خطير جداً على أبناء الخليج، ولاسيما أنه ممن يمجد شيخ الفتنة يوسف القرضاوي ويشاركه الرأي في تأييد الثورات ويدعمها مادياً ومعنوياً. فيا ليت ينتبه أبناؤنا من خطورة هذا الداعية الذي يحمل تصوفاً وانحرافاً عقدياً، كما أنه يتبنى منهج الاخوان المسلمين قلباً وقالباً، ذلك المنهج الذي فرّق الأمة وأدخلها في فتن عظيمة. فالواجب الحذر منه ومن أمثاله.

والله أسأل ان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطنا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقالات