تنبيه الطلاب والطالبات لما عند الدكتور عبدالله من الضلالات (١-٤)
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان الا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلقد ازداد شر الدكتور في احدى الكليات في الكويت- ولم أجد من تصدى له وقد كثرت الشكوى من الطلاب والطالبات من تدليساته وضلالاته، وقد قرر عليهم مذكرة من وريقات ضمّنها عقيدة منحرفة بصفات الله عز وجل، وزعم زوراً أنها عقيدة أهل السنة، فاستعنت بالله وكتبت هذه التنبيهات الآتية نصرة للحق ونصيحة للخلق، والله أسأل ان يسدد قلمي ويثبت قلبي على الحق الذي أرسل به رسوله صلى الله عليه وسلم وأنزله في كتابه انه ولي ذلك والقادر عليه.
أولاً: أهل السنة هم النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون وأصحابه من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم باحسان ووافقهم بالاعتقاد ولم يشذّ عنهم.
ثانياً: أهل السنة هم سلف الأمة وهم خير الناس لقول الله تعالى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110]، ويدخل في هذه الآية دخولاً أولياً أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم في عهدهم، وهم خير القرون لحديث «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» [أخرجه البخاري رقم (2652)، ومسلم (2533) عن عبدالله بن مسعود].
ثالثاً: النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن تبعهم على الحق، وكل من خالفهم فهو على ضلال لقول الله تعالى: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ الَّا الضَّلَالُ} [يونس: 32]، ولما تعين ان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من تبعهم على الحق تعين ان من خالفهم على ضلال، قال تعالى {وَانَّا أَوْ ايَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24)} [سبأ].
رابعاً: مذهب أهل السنة الذي هو مذهب سلف الأمة واحد، لا يمكن ان يتعدّد بخلاف ما قرره الدكتور الذي زعم ان لأهل السنة في صفات الله تعالى مذهبين اثنين.
خامساً: المذهبان اللذان ذكرهما الدكتور ونسبهما لأهل السنة مذهبان باطلان محدثان ما أنزل الله بهما من سلطان على نحو ما سأبينه ان شاء الله.
سادساً: مذهب السلف الحق ذكره الدكتور وسماه لمزاً وزوراً بمذهب المشبهة والمجسمة كما هي عادة أهل البدع.
سابعاً: أهل البدع والأهواء دائماً يفترون على أهل السنة وهكذا افترى الدكتور على السلف بكلام باطل لينفر المسلمين من مذهب السلف، ويعجز ان يثبت ما نسبه لمذهب السلف، ولو أمهلناه عشر سنين فقد قال بالحرف الواحد عن أهل السنة وسلف الأمة أنهم يقولون:
_ان لله وجهاً جارحاً كوجوه البشر. - ان لله تعالى عينين حقيقيتين كأعين البشر. - ان لله يدين حقيقيتين كأيدي البشر. - ان لله تعالى جنباً حقيقة جارحة كأجناب البشر. - ان لله ساقاً حقيقية كسيقان البشر. - ان لله تعالى قبضة حقيقية ويميناً حقيقة كأقباض وأيمان البشر. - ان لله تعالى كفاً حقيقية جارحة كأكف البشر. - ان لله تعالى قدماً حقيقية كأقدام البشر. - ان استواء الله عز وجل على سبيل التمكن والملامسة والاستقرار وأن العرش مكان الله جل وعلا فهو مستو عليه كاستواء ملوك الدنيا على عروشها. - ان لله تعالى نزولاً حقيقياً من علو الى أسفل بنقلة وحركة وأن السماء الدنيا تحويه. - ان لله تعالى هيئة وصورة كهيئة وصور البشر. انتهى كلامه بل افتراءاته.
ثامناً: من أصول أهل السنة سلف الأمة ان الله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} [الشورى]، ومن قال ان الله تعالى مماثل للبشر ولو بصفة واحدة من صفاته فقد كفر، وقد توعد الله تعالى من قال عن كلامه {انْ هَذَا الَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)} [المدثر]، فكيف بمن قال ان وجه الله وعين الله وساق الله وقبضة الله ويمين الله وقدم الله واستواء الله ونزول الله كالبشر؟ {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16)} [النور].
تاسعاً: من الأمانة العلمية الواجبة على كل كاتب ان ينسب القول الى قائله، وينسب القول الى المرجع الذي ذكر فيه ذلك القول.لذا نطالب الدكتور ان كان صادقاً وأميناً ان يذكر لنا ثلاثة أسماء فقط لمن سماهم مشبهة ومجسمة قالوا ان الله تعالى في صفاته كالبشر.
عاشراً: الواجب ان نؤمن بالله تعالى وبكل اسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه كما أنزلها في كتابه وأرسل بها رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل ولا تكييف، لأن الله تعالى اعلم بنفسه، قال تعالى: {قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} [البقرة: 140]، ورسوله صلى الله عليه وسلم صادق مصدق، قال تعالى {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) ان هُوَ الَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)} [النجم].
حادي عشر: ليس في ما وصف الله به نفسه في كتابه ولا بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم تمثيل ولا تشبيه فلا نحتاج الى التعطيل وهو نفي الصفات، ولا نحتاج الى التحريف الذي يسميه أهل البدع (التأويل).
ثاني عشر: لو كان في اثبات صفات الله تعالى تمثيل وتشبيه لما وصف الله تعالى به نفسه والله يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} [الشورى]، ففي الآية نفسها نفى التمثيل وأثبت الصفات والله يقول في كتابه {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} [النساء].
ثالث عشر: القول في الصفات كالقول في الذات فكما لله ذات تليق به لا تماثل ذوات المخلوقين لا نحيط بكيفيتها فكذلك لله صفات كالوجه واليدين والعينين تليق به لا تماثل صفات المخلوقين ولا نحيط بكيفيتها، وهذه القاعدة لا يستطيع ان ينقضها أهل البدع والأهواء ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً.
رابع عشر: القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر ولا فرق فيمن أثبت بعض الصفات لله تعالى كالحياة والعلم والارادة والقدرة والسمع والبصر والكلام وقال هي صفات تليق بالله لا تماثل صفات المخلوقين نقول له يلزمك كما أثبت هذه ونفيت التمثيل ان تثبت باقي الصفات لله عز وجل مع نفي التمثيل والحمد لله لا اشكال في هذا.
خامس عشر: أهل البدع والأهواء هم أولى بوصف (المشبهة) لأنهم ما لجأوا الى التعطيل والتفويض والتحريف الذي يسمونه تأويلاً الا لأن التشبيه وقع في قلوبهم أولاً ثم هربوا منه فمنهم من عطّل ومنهم من حرّف ومنهم من فوّض المعاني وكلهم على باطل وضلال.
سادس عشر: من تلبيسات وتدليسات وضلالات الدكتور ان مذهب جمهور السلف في باب الصفات أنهم يفوضون علم معناه الى الله جل وعلا، وهذا كذب على السلف ولو كان صادقاً فليثبت ذلك بالدليل والبرهان.
والحق الذي لا ريب فيه ان القرآن كلام الله تعالى المبين معروفة ألفاظه، وكلماته وجمله وأساليبه وقد أنزله الله {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)} [الشعراء]، وقال {انَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)} [الزخرف]، فكيف يقال ان آيات الصفات التي هي أكثر آيات القرآن لا يُعلم معناها؟! وانما الذي يفوضه السلف هو كيفية صفات الله تعالى لأن الله تعالى كما قال جل علا {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)} [الأنعام]، وقال {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)} [طه].
واعلم أخي القارئ الكريم ان مذهب التفويض الذي يعتنقه الدكتور هو من شر المذاهب كما سأبين ذلك في المقالات القادمة ان شاء الله تعالى فتابعوني.
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.