تبرير الطوام بحجة أنهم عوام (٥-٧)
الحمد لله رب العالمين وﻻ عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذا المقال الخامس في الرد على فئة بغت على أهل التوحيد والسنة يلقبون أنفسهم بالسلفيين الخلص الأقحاح، وهذه التسمية لا تجوز شرعاً لأنها تزكية للنفس لقول الله تعالى: ﴿ فلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ﴾ [النجم : ٣٢]، أي لا تمدحوا أنفسكم ولا يمدح بعضكم بعضاً، وقال تعالى : ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: ٤٩].
ومن المؤسف جداً أن هؤلاء مع مخالفتهم لهذه النصوص أبوا إلا أن يزكوا أنفسهم وقصروا هذا الوصف الرفيع على أنفسهم فكل من ليس معهم قلباً وقالباً أو مُزكى منهم فهو مشكوك في سلفيته أو أنه سلفي لكن ليس بقح أو مذبذب أو مميع أو غير واضح، ولو كان من اكبر علماء أهل السنة.
وفي المقابل نجدهم يمدحون ويثنون على شخصيات عندها مخالفات شرعية ظاهرة وأفكار منحرفة ومناهج دخيلة ومطالبات باطلة ويغضون الطرف عما عندهم من طوام بحجة أنهم (عوام) ولا شك هذا الكلام باطل؛ فإن الله تعالى سريع الحساب ولا يظلم أحداً وسيقف كل العباد بين يديه ويحاسبهم يوم القيامة ولا تظلم نفس شيئاً العالم وطالب العلم والعامي قال تعالى: ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ. ﴾ [النساء: ١٢٣].
وهذه الفئة أو الحزب الصغير بزعامة كبيرهم زلوا هذه الزلة القبيحة فنجدهم يقدمون بعض العوام المتحزبين المنحرفين بديلاً عن الدعاة المتحزبين!!
وإليكم اخواني القراء الكرام هذا النموذج على سبيل المثال لكي لا يظن ظان أنني اتكلم بلا بينة:
نائب سابق وهو ابن عم احد الإخوة الأقحاح في مقابلة تلفزيونية حديثة مع قناة يقال إنها رافضية تحدث عن دواوين اﻻثنين تلك البذرة الأولى التي تعلم منها أهل الكويت التمرد وطول اللسان على ولاة الأمر والمطالبة العلنية لمطالب غير شرعية بل منافية للشرع فأقرأ معي هذه الكلمات التي سطرها مفتخراً بباطله والعياذ بالله:
(النائب السابق: لموضوع دواوين الإثنين، دواوين الإثنين متى قامت في بداية ديسمبر ١٩٨٩، هي طبعا مطالبة بعودة الحياة النيابية أو عودة العمل بالدستور بعد توقف منذ شهر سبعة ١٩٨٠ يعني تقريبا ٣ سنوات و ٤ اشهر، أو ٣ سنوات و ٥ اشهر، في مطالبات من الناس كانت تطالب وعملنا وثيقة، الوثيقة من سطرين موجهة إلى صاحب السمو المغفور له الشيخ جابر الأحمد رحمه الله "حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح نحن الموقعين أدناه نناشدكم إعادة العمل بالدستور" وتواقيع بالاسم) انتهى كلامه.
° قلت: ظاهر جداً أن المطلب ليس شرعياً فهم لم يطالبوا بشرع الله وتحكيم الكتاب والسنة بل طالبوا بالدستور، وهذا ﻻ يجوز شرعاً وحتى العلماء الذين أفتوا بجواز المشاركة في المجالس النيابية قالوا يجوز للضرورة كأكل الميتة لمن لم يجد غيرها ولم يفتوا أبداً لأحد أن يطالب بالحرام ثم ينتهكه، كما في قوله تعالى: ﴿ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ﴾ [البقرة: ١٧٣]، فقوله (فمن اضطر) أي تحققت الضرورة وقوله (غير باغٍ) أي ليس طالبا وساعياً إليها، وقوله (ولا عادٍ) أي غير متعدٍّ ومسرف بأكثر من قدر الضرورة، كما يقال الضرورة تقدر بقدرها، وقوله (فلا إثم عليه) المفهوم إن كان الأمر بتلك الضوابط وإلا صار عليه إثم.
إذا عرفت هذا تبين لك بطلان مطالبة حركة دواوين الاثنين وأنها حركة منافية تماماً لمنهج السلف ولكن للأسف بعض الإخوة يبرر لهم لأنهم عوام.
قال المذيع للنائب السابق: (هذه الحركة كانت تعرف بالحركة الدستورية؟ النائب السابق: هي حركة نواب، يعني تقريبا أكثر من نصف عدد نواب المجلس شكلوا لهم مجموعة. المذيع: من مختلف الأطياف طبعا السياسية؟ النائب: من مختلف التيارات من مختلف التوجهات في حدود ٣٣ نائب) انتهى كلامه.
° أقول: كان المطالبون بالدستور من مختلف التيارات ومنهم التراثي والإخواني والليبرالي وغيرهم فأي دعوة هذه؟
قال النائب: (كانت اجتماعاتهم، يعني اجتماعات اجتماعية أكثر منها سياسية طبعا تدور حوارات طوال الفترة الثلاث سنوات، بدت الناس تطالبنا بتحرك معين بإعادة العمل بالدستور، فنتيجة هذه المطالبة عملنا الصيغة هذه الي انا قلتها، وسوينا أوراق أعداد بالمئات ووزعناها للتوقيع ، فجمعنا عشرات الآلاف من التواقيع، وجمعناها في مظاريف، ورشحنا مجموعة لإيصالها إلى الديوان الأميري) انتهى كلامه.
° أقول: سبحان هذه طريقة محدثة ما أنزل الله بها من سلطان حتى لو كانت المطالبة لأمر شرعي، فليس في الشرع شيء يسمى تجميع تواقيع ومطالبة ولي الأمر بفعل كذا وكذا، هذا لو كان المطالب به شرعياً، فكيف إذا كان المطلب مخالفاً للشرع بل مناف له؟ ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران : ٨].
قال النائب: (طبعا كان في اعتذار) انتهى كلامه.
° أقول: أي اعتذر الأمير عن استقبالهم فكان المفروض هنا ينتهي كل شيء فلا يجوز الخروج ولا تحريض الناس على الحاكم، هذا لو كانت المطالب شرعية فكيف والمطلب ليس شرعياً أصلاً؟
قال النائب: (بعدين قلنا نوصلها للناس عن طريق عقد الندوات بدواوين الأثنين) انتهى كلامه.
° أقول: هذه بذرة الشر فمن تلك اللحظة بدأ الناس يتجرؤون على الخروج على ولاة الأمر ويتطاولون عليهم بالكلام حتى يومنا هذا والله المستعان.
قال النائب: (كل اثنين، لأن اجتماعاتنا في السابق كانت الاثنين كغدا ونجتمع مع بعض، فعقد أول اجتماع في ديوان جاسم القطامي وتحدث المتحدثون في ذلك الوقت، الاجتماع الثاني في ديواني) انتهى كلامه.
° أقول: هذا دليل على أن هذا النائب وهو ابن عم كبير الأقحاح كان رأس في المعارضة ومن دعاة الخروج على ولي الأمر فكيف يقدمه لنا على أنه عامي وكأنه مرفوع عنه القلم؟
النائب: (من ديواني أنا بدأت الحكومة يعني يمكن تهاب من هذه التحركات) انتهى كلامه.
° أقول: الله المستعان أليس هذا نوع من الخروج وتشجيع الناس على الخروج وكأنه يسطر ذكريات الشجاعة وتخويف الحكومة فما رد كبير الأقحاح؟
(المذيع: عقب ما شافوا الحشد الكبير الي صار يمكن في الأسبوع الأول قال النائب: وطبعا كل ماله يزيد، عندي آنا رحبت فجائني أنا في ذلك الوقت المرحوم مختار المنطقة والبيت مسجل اسم الوالد، الوالد كان مقعد ومريض ولا يتكلم فقال هذا البيت باسم فلان والدك، لا تخلينا وتخلي الحكومة تعمل مشاكل مع والدك وكذا. المذيع: هذا كان في نفس اليوم جاك الخبر هذا في نفس اليوم الظهر الي كان المفترض المساء بالليل تعقدون الاجتماع. النائب: يعني في تبليغ أنا أبلغك إياه انه ممنوع إقامة الندوة اليوم، فأنا حطيت لافتة الديوانية مغلقة بأمر وزارة الداخلية، والإخوان يعني النواب تفهموا الموضوع وعقد حشد برة الديوانية وكلمات. المذيع: في الساحة المقابلة. النائب: في الساحة، وكان مطوقة طبعا من رجال الأمن) انتهى كلامه.
° أقول: كان الواجب شرعاً أن يمتثلوا أمر ولي الأمر إذ لم يأمرهم بمعصية والمقصود أن ينصرفوا لا أن يمتنعوا عن إلقاء الندوة داخل الديوانية ثم يلقونها في الشارع ويتواجهون مع القوات الخاصة بل واستمروا في المواجهات حتى تم احتلال الكويت وكان من اسباب الاحتلال تلك الفوضى التي أحدثتها تلك المعارضة.
ولعل ابن عم النائب يقول هذه احداث قديمة فأقول: لكنه يذكرها على سبيل الإقرار بها ولا نعلم أنه ندم وتاب منها ونقد الأخطاء يصح ولو كان المخطئ قد مات منذ قرون.
قال النائب: (فدواوين الأثنين اخذت شهر ١٢ وشهر ١. المذيع: وكان لك أنت دور طبعا أكيد بارز في هذا أحداث دواوين الأثنين؟ النائب: أنا كنت سكرتير انا الي أسجل محاضر الاجتماعات في تلك الفترة) انتهى كلامه.
° أقول: سبحان الله هذا يدل على أن ابن عم صاحبنا كان رأساً في المعارضة فلماذا لا ينكر عليه هذه الطوام؟ هل لأنه من العوام؟ هل تصدق أخي القارئ أن هذا المعارض بعد ذلك صار وزيراً ؟ الله المستعان.
أخي القارئ الكريم لم انته من الرد فتابعني في مقالات قادمة إن شاء الله تعالى.
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.