(جواب على سؤالين)
السؤال الأول :
يا شيخ السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني والله أحبك في الله، يا شيخي:
سمعت منك كلاماً ضايقني قلتَ أن الصحابة منهم من تحزّب عندما قال يا للمهاجرين ويا للأنصار والله يعلم مدى الحزن الذي أصابني بعدما سمعت كلامك .
فأقول لك ياشيخ أن كلمة المهاجرين وكلمة الأنصار بالرجوع إليها نجد أنها ليست بتحزب لأنهما اسمان مذكوران في القرآن وما ذكر في القرآن لا يمكن أن يكون تحزباً ولأن الصحابة لا يتحزبون إلا للحق .
فلماذا لا تتراجع ؟ أرجو منك أن تطفئ نار الفتنة بتراجعك عن هذا الكلام.
الرد :
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أحبك الله الذي أحببتني فيه .
هذه الكلمة لا شيء فيها وهي قولي (حتى الصحابة وقعوا في الحزبية ونهاهم الرسول ﷺ عن ذلك فانتهوا) ولقد عرض بعض الأخوة كلامي على الشيخ عبدالعزيز الراجحي فقال: (لا بأس به ، هذا الكلام صحيح وليس فيه طعن بالصحابة).
والشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله استدل بالحديث نفسه على ذم التحزب ونقلتُ كلامه في ردي على من اتهمني بالطعن بالصحابة.
كما استدل الشيخ العلامة مقبل الوادعي رحمه الله تعالى أيضاً بالحديث نفسه في ذم التحزب ونقلتُ كلامه لهم ولكنهم أصروا على أنني أطعن بالصحابة !!
والأمر واضح جداً أنهم أرادوا الإنتقام فحسب لأني انتقدتهم في قولهم عن بشار الأسد أنه (مسلم سني) !!
وللأسف مع أني بينت ذلك ونقلت كلام الشيخين الوادعي والراجحي بالنص فما قبلوا !!
رابط المقال :
http://www.saltaweel.com/articles/314
كما أنني ذكرت كلمتي للشيخ فلاح ابن اسماعيل مندكار فقال : لا بأس بها وليس في كلامك طعن في بالصحابة.
وأنا الآن اسألك يا أخي الكريم هل تحزن وتتألم وتتضايق من كلامي فقط أو تحزن وتتألم وتتضايق من كلام الشيخين أيضاً ؟ وهل الشيخان الوادعي والراجحي طعنا بالصحابة ؟
ثم يا أخي العزيز هذه الكلمة قديمة أظهرها فواز العوضي الذي زعم أنني اطعن بالصحابة بقصد الطعن والتنفير فحسب ! وإلا كيف تصدق أو يصدق غيرك بأني أطعن بالصحابة ؟
معاذ الله ، وهل يطعن بالصحابة إلا زنديق أو رافضي ؟
ولزيادة إيضاح أقول :
دعوى الجاهلية نتنة ولا تجوز أليس كذلك ؟
فلو قال قائل بعض الصحابة وقعوا في شيء من ذلك عندما قال رجل من الأنصار يا للأنصار وقال آخر من المهاجرين يا للمهاجرين ، وسمع ذاك رسول الله ﷺ فقال ( ما بال دعوى جاهلية ) … ثم قال:(دعوها فإنها منتنة ) رواه البخاري (٤٩٠٥) والسؤال من قال هذا الكلام عن الصحابة هل يقال عنه أنه طعن بالصحابة ؟ حتماً لا يقال ذلك.
فإذن ما الفرق بين التحزب والتعصب النتن الجاهلي ؟
انتظرت الجواب منهم فما اجابوا. فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات انتهى الجواب .
السؤال الثاني : أرسل لي أحد الإخوة السؤال التالي :
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
متع الله بك هل يسوغ لمن يحذر من الجمعية حضور دوراتهم ؟
الجواب :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد فالجواب على سؤالك أقول :
لعلك تقصدني كيف احذر من بعض الجمعيات ومع ذلك لا أقول ( لا يجوز حضور الدورات العلمية التي تنظمها الجمعيات ) أو كما قلت اسوغ الحضور
فأقول : كلمة لا يجوز معناها (حرام).
والحرام : هو ما نهى الله عنه ورسوله نهياً جازماً ويترتب عليه أن يأثم فاعله ويستحق عقوبة الله عز وجل ، فإن شاء الله عذبه في جهنم وإن شاء عفى عنه .
فمعاذ الله أن أقول حرام أو لا يجوز حضور درس علمي في بيت من بيوت الله تعالى .
والله إني أخاف - إن قلت ذلك - عذاب يوم عظيم .
بل ولا اعلم أحداً من أهل العلم يقول إن حضور درس علمي حرام لمجرد كون الجمعية الفلانية نظمته.
فإن وجد من يقول حرام - ولا اظن ذلك - فإن هناك أكثر منه منْ يخالفه ويقول بجواز الحضور والمشاركة أيضاً ، وممن لا يحرم حضور الدورات التي تنظمها الجمعيات الشيخ عبدالعزيز بن باز وشيخنا محمد بن صالح العثيمين والشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمهم الله جميعاً والشيخ صالح بن فوزان آل فوزان والشيخ عبدالمحسن العباد والشيخ المفتي عبدالعزيز آل الشيخ ، والشيخ فلاح بن اسماعيل مندكار وغيرهم ، بل من هؤلاء العلماء من شارك في بعض الدورات التي تنظمها الجمعيات عن طريق الهاتف .
نعم قد يقول بعض المشايخ ليس من المصلحة الحضور في مثل هذه الدورات أو لا تكثر سوادهم أو يبرر بتبريرات اجتهادية قد يكون له فيها وجهة نظر فينصح بعدم الحضور، أما أن يقول لا يجوز أو حرام وعليك إثم إن حضرت فهذا ما لا اعلم قائلاً به .
وأصل المسألة كانت بخصوص يجوز أو لا يجوز والآن لما ما وجدوا ما يسعفهم قالوا يسوغ أو لا يسوغ .
على كل حال هذه مسألة اجتهادية تقديرية لا ينبغي نعطيها اكبر من حجمها ونعقد عليها ولاء وبراء أو عداوة ومحبة أو حب وبغض وتحذير وهجر !
بل الواجب أن نتقي الله عز وجل فمن رأى أن لا يحضر ولا يشارك فله رأيه واجتهاده ومن رأى خلاف ذلك فله اجتهاده .
ارجو أن يكون جوابي واضحا ً، لأن بعض الناس قد يُحملون كلامي ما لا يَحتمل من أجل الطعن والتشهير ولا يتقون الله عز وجل وكأنهم يظنون أن الله لن يحاسبهم على إفتراءاتهم يوم القيامة!!
اسأل الله أن يهديهم ويغفر لي ولوالدي ولهم ولوالديهم .
كتبه / سالم بن سعد الطويل
يوم الأربعاء ١ ذي القعدة ١٤٣٥ الموافق ٢٠١٤/٨/٢٧