(جمعية احياء التراث)
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد:
فلقد وصلتني رسالة غير منسوبة لكاتبها وأصر على الجواب على اسئلته اعتذرت له عن الإجابة لأن اسئلته تكررت مراراً وسبق أن اجبت عليها ، لكن كأنه لم يقبل اعتذراي ، واصر على معرفة الجواب !!
فأجبته مستعيناً بالله وحده ، وهذه المرة سأحتفظ بالجواب في موقعي الشخصي الرسمي للرجوع إليه كلما لزم الأمر أو تكرر السؤال .
السائل : السلام عليكم شيخ بارك الله فيك.
الجواب : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته وفيك بارك الله ومرحباً بك.
السائل : ما حكم جمعية إحياء التراث الاسلامي في الكويت ( خاصة ) ؟ هل تعتبر جمعية حزبية ويجب الحذر منها ؟
الجواب : الجمعية فيها تحزب، وعن نفسي لا أدخل فيها ولا انتسب إليها وليس لي فيها أي صلة لا من قريب ولا من بعيد اللهم إلا حق الإسلام، أما نشاط أو انتساب أو مشاركة فليس لي من ذلك معهم شيء، واحذرُ غيري عن ما فيها من باطل كالتحزب وغيره.
السائل : هل تنصحونا بعدم أخذ العلم والدروس منها علماً بأنهم يدروسون كتب الشيخ ابن عثيمين وغيره من الثقات ؟
الجواب : لا اعلم أحداً من العلماء قال لا يجوز أو حرام وتستحق الوعيد في نار جهنم إذا أخذت العلم الصحيح من استاذٍ أو شيخٍ أو جمعيةٍ أو جامعةٍ أو كليةٍ أو كتابٍ أو شريطٍ أو إذاعةٍ أو موقعٍ من المواقع الأكترونية .
السؤال : وهل نُحذر الذين يذهبون للجمعية سواء من المبتدئين بالعلم الشرعي، ومن العوام -اي نحذر العوام من تلقي الدروس من الجمعية ؟
الجواب : الواجب التحذير من الباطل وأهله أينما وجد في الجمعية وغيرها كالمدارس والمعاهد والجامعات والأسواق والمجمعات وغير ذلك، والتحذير من صاحب الباطل يكون بحسب ما عنده من الباطل أما التحذير المطلق فليس بدقيق وقد تقع في كثير من التناقضات .
السائل : نعرف بعض مشايخ السلفيين في الكويت امثال الشيخ عثمان الخميس والشيخ عادل المطيرات، وما هم عليه من صحة المنهج والعقيدة لكنهم يلقون الدروس والمحاضرات في جمعية احياء التراث، فما حكمهم في ذلك ؟
الجواب : لم يتضح لي قصدك بقولك ( ما حكمهم ) لكنني انصح وسبق أن نصحتُ مراراً عموم طلبة العلم بالإنفصال عن كل هذه الجمعيات والإستغناء عنها، وقلت لبعضهم منْ كان راغباً في طلب العلم فليأت إليكم في مساجدكم ويطلب العلم عندكم وليستفد منكم لكن قد يرى بعض طلبة العلم أو المشايخ خلاف ما نصحته به معتمداً على كلام بعض العلماء فهذا من حقه، ولست عليه بمسيطر، ومن المشهور أن الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى قال بجواز الخروج مع جماعة التبليغ لنصيحتهم وتعليمهم، لكن عن نفسي أرى أني لستُ بحاجة للخروج مع التبليغ، ولست بحاجة أن ادعو أواعلم مع الجمعيات ولا مع غيرهم، والمسلمون كثيرون ممن يحتاج إلى نصيحة وتعليم غير اتباع هذه الجمعيات.
السائل : ارجو من سماحتكم التكرم بالجواب الكافي الشافي لأننا في حيرة من الأمر ، والله أسأل أن يهدينا للصواب بإذنه.
التعليق : هذا ما تيسر من الجواب على اسألتك ولا اعلم إن كان جوابي بالنسبة لك كافياً وشافياً أو ليس كذلك .
الخلاصة :
إني بحمد الله تعالى اقوم بطلب العلم والتدريس والكتابة على ضعف فيّ وتقصير، ولا علاقة لي بالجمعيات اطلاقاً ولا ادعو لها لا التراث ولا غيرها وأرى أن لا اشتغل معهم ولا ابالغ بالإشتغال بهم، وبهذا انصحك وانصح غيرك فمن أحب مشاركتنا في دروسنا ونشاطنا فمرحباً به.
واعتقد بأن الحب المطلق والولاء المطلق أو البغض المطلق والبراء المطلق للجمعية واتباعها غير صحيح ولا سديد، والذي ادين الله تعالى به أن التعميم بهذه الطريقة خطأ والواجب العدل والإنصاف الذي أمرنا الله تعالى به.
فأحبهم وأواليهم بقدر ما يستحقون، فهم مسلمون موحدون، وهم بالجملة لا يسلمون من الأخطاء والإنحرافات والأهواء شأنهم شأن غيرهم، فابغض فيهم ما جانبوا فيه الحق بقدره، ولا اتجاوز ذلك.
والله اعلم.
إن اصبت فمن الله تعالى وحده وإن اخطأت فمن الشيطان ومن نفسي.
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه / راجي عفو ربه الغفور . سالم بن سعد الطويل ، غفر الله له ولوالديه وللمسلمين يوم السبت ١٨ من ذي القعدة ١٤٣٥ الموافق ١٣-٩-٢٠١٤