أخطأ الشيخ ربيع المدخلي وتبعه الشيخ عبيد الجابري
الحمد لله التواب الرحيم، الذي يغفر الذنوب جميعاً وهو الغفور الرحيم، والصلاة والسلام على المعصوم من رب العالمين، القائل: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ»، أما بعد:
فإني في هذا المقال لن أرد على الشيخين الفاضلين ربيع وعبيد كما قد يُفهم من العنوان، وإنما اخترت هذا العنوان أولاً: ليصل مقالي للشيخين الفاضلين ربيع وعبيد حيث ذكرت أسماءهما في المقال، ثانياً: لأجذب القارئ الكريم لقراءة مقالي، وها أنت أخي القارئ العزيز قد شرعت في قراءة مقالي، فيا ليتك تستمر بالقراءة ولن أطيل عليك إن شاء الله تعالى.
اعلم أخي - وفقك الله تعالى لكل خير - أن من أكثر الناس تعصباً في الكويت للشيخين الفاضلين ربيع المدخلي وعبيد الجابري هم الإخوة محمد العنجري وخال أولاده الدكتور طارق السبيعي وشقيقه أحمد السبيعي وزميلهم الدكتور فواز العوضي، وصاحبهم الأخ زيد بن حليس الدوسري، وهؤلاء الإخوة يخالفون الشيخين الفاضلين ربيعاً وعبيداً في تكفير بشار الأسد النصيري العلوي البعثي، فلقد جزم الشيخان الفاضلان بكفر بشار الأسد، بل وجزموا كغيرهم من العلماء بأن النصيرية لم يدخلوا في الإسلام أصلاً وهم أكفر من اليهود والنصارى، بينما يقرر الإخوة الكويتيون الذين ذكرت أسماءهم بأن بشاراً مسلم سني أو على الأقل لا يقولون بكفره!!
ولسان حالهم يقول: أخطأ الشيخ ربيع وتبعه على ذلك الشيخ عبيد، أو على الأقل يقولون: لا يلزمنا قول الشيخين، ولا ننكر عليهما!! ولست أدري لماذا لا يلزمكم تكفير من كفره الشيخان ويلزم غيركم تبديع من بدعه الشيخان؟! هل الشيخان الفاضلان يحسنان باب التبديع ولا يحسنان باب التكفير؟!
ولقائلٍ أن يقول: ما الفائدة من تقرير كفر بشار الأسد؟
فأقول: هذا سؤال جيد، والجواب عليه عند الشيخين الفاضلين ربيع وعبيد حفظهما الله تعالى، فإن لم يكن في تكفيره فائدة فلماذا كفراه؟
وأكتفي بهذا الرد المفحم.
فإن قال قائل: ما الدليل على أن الإخوة يقولون بإسلام بشار الأسد أو لا يقولون بكفره، أو يتوقفون بكفره ويخالفون بذلك الشيخين الفاضلين ربيعاً وعبيداً؟
الجواب:
أولاً: هذا المشهور عنهم.
ثانياً: إذا كانوا لا يخالفون الشيخين الفاضلين ربيعاً وعبيداً فليصرحوا بتكفير بشار وليعلنوا موافقتهم للشيخين، لكن أنّى لهم ذلك؟!
ثالثاً: لقد جرت العادة أن أولاد وطلاب الأحزاب يفضحون مشايخهم ولو أخفوا ما يضمرون، لذا صرح بعض صغارهم ولا أريد ذكر اسمه حتى لا يكبر فقال: (أما من قال بعدم كفر بشار فإنه قالها من باب الورع والتقوى لا الهوى وذلك لوجود الشبهة عنده، فبشار يقول: أنا مسلم ويصلي صلاة أهل السنة) انتهى كلامه.
قلت: سبحان الله ما هذا الورع البارد؟! وإلى أي درجة بلغت فيهم التقوى؟!
ولماذا الشيخان الفاضلان ربيع وعبيد لم يتورعا عن تكفير بشار ولم يتقيا الله تعالى في ذلك؟!
ولماذا لم يتابعوا الشيخين الفاضلين ربيعاً وعبيداً في تكفير بشار كما يتابعونهما في جرح غير بشار؟!
ولماذا يعتبرون من لا يتابع الشيخين في التبديع مذبذباً ويلحقونه بمن بدعوه بينما يعتذرون لأنفسكم في عدم موافقة الشيخين في تكفير بشار؟!
ولماذا تنكرون على من يتورع عن التبديع ويتقي الله في أهل السنة؟!
هل الورع خاص بكم؟! هل بلغتم من التقوى ما لم يبلغه غيركم؟!، ما لكم كيف تحكمون؟!
وأما قولكم البارد السخيف أن بشاراً يصلي فمن أين عرفتم أنه يصلي؟! هل جاورتموه؟! هل صلى معكم وصليتم معه؟! هل لمجرد رؤيتكم له على شاشة التلفاز يصلي العيد مرة أو مرتين حكمتم بإسلامه أو تورعتم عن تكفيره؟!
أما علمتم أن صدام حسين البعثي الذي كفره العلماء كان يصلي بل ويعتمر أيضاً؟!
أما شاهدتم الدواعش كلاب النار يصلون أكثر من بشار؟!
أما علمتم أن المنافقين كانوا يصلون مع رسول الله ﷺ في مسجده؟!
أما قرأتم قول الله تعالى عن المنافقين: { وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً} [النساء: ١٤٢]؟!
ولست أدري هل هؤلاء الإخوة يقولون لا يضر مع الصلاة ذنب أو ماذا؟!
ومن الغرائب بل والعجائب أن أحد السفهاء قال: لا نكفر بشاراً لأن زوجته (سنية)!!
ولست أدري والله كيف عرفوا سنية زوجة بشار؟! وأين تعرفوا عليها؟! ومتى تمت هذه المعرفة؟! فإن كانت زوجته سنية فلماذا قلتم أن بشاراً ترك النصرية وصار سنياً ولم تقولوا العكس أن زوجته صارت نصيرية؟! وهذا هو الأقرب، لذا يجوز للمسلم نكاح الكتابية ولا يجوز تزويج المسلمة للكتابي، وإني والله لأستحي من ذكر هذه العلة العليلة بل الميتة، ولولا ذكر بعضهم إياها لما ذكرتها!! الله أكبر!! زوجة بشار سنية وإخوانكم الذين يدعون إلى التوحيد والسنة تستكثرون الحكم عليهم بالسنية؟! ما بالكم أشداء على إخوانكم رحماء على بشار وزوجته، أفلا تتقون الله لعلكم ترحمون؟
والسؤال الأهم: لماذا هؤلاء الإخوة لا يراجعون الشيخين الفاضلين بما عندهم من الشبه بدلاً من مخالفتهما وتخطئتهما؟ ولماذا الشيخان الفاضلان لا يناقشان هؤلاء الإخوة في شبهتهم؟
فلقد تشمت بنا المخالفون، فبشار لم يقف معه أحد سوى نظام إيران الرافضي الباطني وحزب الله (اللبناني) الباطني، فالقول بأنه مسلم سني وعليه أنه ولي أمر شرعي لا يجوز الخروج عليه لا لكون الثورات غير مشروعة ولا لعدم القدرة على الخروج عليه، كلا وإنما لأنه مسلم سني، تجب له السمع والطاعة!! أقول: قولكم هذا فيه إساءة كبيرة في السلفية.
أسأل الله تعالى أن يشرح صدورنا وصدورهم لقول الحق وقبوله وأن يرزقنا اتباعه، والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.