موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

رسالة لم يحملها البريد إلى الشيخ محمد بن رمزان الهاجري حفظه الله تعالى

2 جمادى الآخرة 1436 |

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهذه رسالة أرسلتها للأخ الشيخ محمد بن رمزان الهاجري حفظه الله تعالى، أنشرها للفائدة وهذا نصها:

من سالم بن سعد الطويل

إلى أخي الكريم محمد بن رمزان الهاجري وفقه الله لكل خير.

السلام عليك ورحمة الله وبركاته،،

فلقد استمعت لتعليق لك مسجلاً بعد تراجع الأخ زيد بن حليس الدوسري عن خطأ واحد من أخطائه، قلت فيها:

(أنا سمعت الذي أنتم سمعتوه، وأنا أول مرة أسمع الليلة أن هناك من تكلم على بو عبد الرحمن وقال فيه ما قال، لكن بعد ما قال هذا الذي قال ماذا عندهم سيقولون؟ الرجل قال أخطيت وأستغفر الله وأتوب إليه، يالله مثل ما نشرتوا ما ذكر يعطيكم العافية في نفس وسائلكم انشروا رجوعه يا من شنعتم عليه وذكرتم واقلبوا ما قد ذكرتم فيه إلى ثناء عليه لما فعل من رجوعه إلى الحق.

وإن كنتم بطالية أهل إجرام وماء عكر وذق اللي ذقنا من هالكلام الباطل ومن الإنتصار للنفوس ومن النتن ومن التنافس القذر فهذه بضاعة لا نجيدها) انتهى كلامك.

فأقول وبالله أستعين وعليه أتوكل وإليه أنيب: يا فضيلة الشيخ محمد بن رمزان غفر الله لك لوالديك، لم أكن أتوقع منك هذا التعليق الذي علقت به، والذي أقل ما يقال فيه أنه غير موفق، فقولك: (أنا سمعت الذي أنتم سمعتوه، وأنا أول مرة أسمع الليلة أن هناك من تكلم على بو عبدالرحمن).

فأقول: لعلك نسيت يا فضيلة الشيخ محمد أني كلمتك كلاماً طويلاً مفصلاً في مجلس الأخ إبراهيم الهاجري في إحدى زياراتك للكويت، وأخبرتك عن هذه المجموعة وما عليها من مآخذ، ووعدتني بزيارة، وبعدها ذهبت ولم تعد، حتى وضعت على رقم هاتفي (حظر) لكي لا تستقبل رسائلي، لعلك نسيت، لكن الله تعالى يقول: ﴿أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [المجادلة: ٦]، وإن كنت تقصد بأنك أول مرة تسمع الانتقاد الذي انتقدته على الأخ زيد، فالحمد لله، انتقدته بحق وانتقادي له في محله، حتى الأخ زيد اعترف به، أليس كذلك؟

وأما قولك: (ماذا عندهم سيقولون؟).

فأقول: في مسائل أخرى انتقدته عليها، لا تقل بطلاناً عن المسألة التي رجع عنها، فالواجب عليه أن يتقي الله ويرجع عنها، وحقه عليك أن تناصحه ليرجع إلى الحق.

وأما قولك: (الرجل قال أخطيت وأستغفر الله وأتوب إليه، يالله مثل ما نشرتوا ما ذكر يعطيكم العافية في نفس وسائلكم انشروا رجوعه).

أقول: أبشرك بأن الإخوة نشروا ذلك، والحمد لله رب العالمين.

وأما قولك: (يا من شنعتم عليه وذكرتم).

أقول: لقد شنعت عليه بالحق وحذرته وصبرت عليه، وهو يعرف ذلك جيداً، والتشنيع على الباطل وإنكاره لا بأس به شرعاً بل قد يجب، فهذا ليس بمأخذ تعاتبني عليه سامحك الله.

وأما قولك: (واقلبوا ما قد ذكرتم فيه إلى ثناء عليه لما فعل من رجوعه إلى الحق).

فأقول: أكبر ثناء أن نقول جزاه الله خيراً على رجوعه في هذه الجزئية والله يغفر له ويتوب عليه، ماذا أكثر من ذلك؟

والواجب عليه أن يرجع عن باقي أخطائه التي لا تقل شناعة عن الخطأ الذي تراجع عنه، بل بعضها أشد.

وأما قولك: (وإن كنتم بطالية أهل إجرام وماء عكر وذق اللي ذقنا من هالكلام الباطل ومن الانتصار للنفوس ومن النتن ومن التنافس القذر).

فأقول: غفر الله لك، وددت أن لا تنزل إلى هذا المستوى، وددت أن تعف لسانك عن هذه الألفاظ، ألم تسمع قول الله تعالى: ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [الإسراء : ٥٣]، ألم تجد أحسن من هذه المفردات التي تلفظت بها على أخيك؟!!

هل بالضرورة إذا انتقدت أحداً أخطأ أكون بطالياً ومن أهل الإجرام وصاحب كلام باطل، وماء عكر ومنتصراً لنفسي، وواقعاً في النتن والتنافس القذر؟!

اتق الله يا فضيلة الشيخ محمد بن رمزان، يفترض فيك أن تكون قدوة لمن هو أصغر منك بالخلق الحسن وعفة اللسان، غفر الله لك ولوالديك.

وأما قولك: (فهذه بضاعة لا نجيدها).

فأقول: الحمد لله أنك كما تقول: (بضاعة لا تجيدها)، فكيف لو كنت تجيدها؟!

لربما سمعت منك ما لا أتوقعه، والله المستعان.

أقول: يا فضيلة الشيخ محمد بن رمزان أرجو أن لا تستعمل الأسلوب السياسي وتقول لا أقصدك أو لم أذكر اسمك!! كما يفعل مدير فرع الكويت أحمد السبيعي ونائبه محمد العنجري، فإنني الوحيد الذي كتبت رداً على الأخ زيد بن حليس، أليس كذلك؟!

والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقالات