موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

الدكتور خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله تعالى لم يأت بمنكر

4 جمادى الآخرة 1436 |

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فلقد اشتهر خبر زيارة الدكتور خالد بن ضحوي الظفيري لدعوة عشاء في «شاليه» دُعي إليها، والتي حضرها مجموعةٌ من منتسبي جمعية إحياء التراث، وانتشرت صورة جماعية ظهر فيها مع بعض الإخوة، واستنكر كثير من المتابعين تلك الزيارة، والحق أن ذات الزيارة ليست بمنكر ولا حراماً، ولا وجه للاستنكار، حتى لو لم تكن علاقة الدكتور خالد ببعض منتسبي جمعية التراث علاقة عمل، فكيف وعلاقته بهم علاقة عمل كما ذكر ذلك هو بنفسه، فأرجو أن يكون مأجوراً، وجزاه الله خيراً ونفع الله به.

ولكن لعل المقصود من الاستنكار الذي استنكره بعض الإخوة أن الدكتور خالد بن ضحوي وبعض الإخوة ممن يتوافق معهم يبدعون منهج جمعية إحياء التراث، ويقولون إنهم يختلفون معهم عقدياً، ومنهم من يبدعهم بأعيانهم وينكر على من لا يبدعهم ويشهر به، ويعتبر من لا يبدعهم مقصراً أو مميعاً ويكاد أن يلحقه بهم، هذا إن لم يكن قد ألحقه بهم!!

من أولئك الأخ الدكتور أحمد بازمول صديق الدكتور خالد، ومنهم ومدير فرع الكويت الأخ أحمد بن حسين السبيعي، ونائب المدير الأخ محمد بن عثمان العنجري.

وبعضهم يقول: جمعية إحياء التراث أخطر من اليهود والنصارى، وبعض أتباعهم يقول: كل أهل المعاصي والفجور والفواحش والمنكرات والكبائر خير من التراثيين، احتجاجاً بما قرره أهل العلم بأن (البدعة أشد من المعصية)، وبعضهم يقول: من لا يصلي ولا يصوم خير من التراثي!!

فإن كان كلامي هذا ليس صحيحاً - مع أنه مسجل على بعضهم بصوته ومنشور - فليرفع أحدهم صوته وينكر ما نسبته لهم، لكن هيهات أن يفعلوا ذلك، إلا إذا منّ الله على من يشاء منهم بالتوبة النصوح، أو رزقه الإنصاف وقول كلمة الحق.

أخي القارئ الكريم أريد أن أقول لك كلمةً، وكما يقال: هي كلمة للتاريخ، فاقرأها جيداً، لعل الله أن ينفعك بها.

اعلم - وفقك الله تعالى - أن الدعوة السلفية في الكويت في تاريخها المعاصر - والتي بدأت قبل أربعين سنة - لم يكن فيها جمعية إحياء التراث، ولا الأخ أحمد السبيعي، ولا الأخ محمد العنجري، ولا الأخ زيد بن حليس الدوسري، ولا واحداً ممن معهم حالياً، ثم تأسست جمعية إحياء التراث تقريباً عام 1982م، وتوسع العمل، والتحق بها من التحق، ثم ظهرت لهم أخطاء، وتغلغلوا في السياسة، ونظموا لجاناً للانتخابات، فاقتنع بهم من اقتنع وخالفهم من خالفهم، ومن طلبة العلم من لم يدخل معهم من الأساس، فلما اشتد الخلاف وتباينت وجهات النظر أراد بعض المشايخ وطلبة العلم الاستمرار في طلب العلم والتعليم والدعوة إلى الله تعالى خارج جمعية إحياء التراث، واستشاروا العلماء لا سيما أن بعضهم قد تتلمذ على أيديهم، واستعانوا بالله وبدأوا بدعوتهم، ولم يقل أحد منهم آنذاك إن جمعية التراث أخطر من اليهود والنصارى، ولا إنهم مبتدعة ولا إن الخلاف عقدي، وإنما كان المأخذ على الجمعية كونها مالت إلى منهج الإخوان المسلمين، وإن شئت فقل انحرفت إلى منهج الإخوان المسلمين، كما قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: (الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق انحرف بالإخوة السلفيين في الكويت فكتلهم وحزبهم وأدخلهم في السياسة).

أقول: عزم بعض المشايخ وطلبة العلم أن يعملوا في الدعوة إلى الله تعالى بمنأى عن جمعية إحياء التراث، وخارجاً عن مظلتها، وعلى بركة الله انطلقوا في دعوتهم، ولم تكن جمعية إحياء التراث عندهم قضية، بحيث يكون الولاء والبراء عليها أو على الموقف منها، وأن من كان عليها أشد فهو في سلفيته أقوى، كلا والذي نفسي بيده، لم يكن الأمر كذلك، وإنما قالوا لنعمل في الدعوة لا نشتغل مع جمعية التراث ولا نشغل أنفسنا بهم.

وأذكر من المشايخ في ذلك الوقت نخبة طيبة ممن تحمس على أن يقيم دعوة لا علاقة لها بإحياء التراث، ولا يعمل تحت مظلتها: منهم الشيخ الدكتور فلاح بن إسماعيل مندكار، والشيخ الدكتور فلاح بن ثاني السعيدي، والشيخ الدكتور عبد العزيز بن ندى العتيبي، والشيخ الدكتور عبد الله الفارسي، والشيخ الدكتور حمد بن إبراهيم العثمان، والشيخ الدكتور وليد الكندري، وآخرون من طلبة العلم والإخوة الأفاضل الله يعلمهم ولو لم يعلم بهم الناس، كل بحسب جهده ونشاطه وموقعه، ثم نفع الله بهم ما شاء الله أن ينفع بهم.

وأشير هنا إشارة مهمة وهي أن بعض الإخوة الأفاضل من طلبة العلم لم يخرج من الجمعية، بل بقي فيها ورأى أن يسعى إلى إصلاح ما فيها من خلل، وأن لا تترك الجمعية - وإن شئت قل جماعة الجمعية - للسياسيين الذين فيها، وبعضهم خرج بعد ذلك، ومنهم من خرج مؤخراً، وكل له اجتهاده، ونصيبه من الخطأ والصواب.

وظل الأمر هكذا حتى نبتت نابتة تزعمها من لم يكن من النخبة، ولا الأكبر سناً، ولا الأعلم، ولا الأحكم، ولا الأقدم، ولا الأسبق، وقد تزعمهم أحدهم بصفته مدير فرع الكويت وهو الأخ أحمد بن حسين السبيعي (حاصل على ثانوية عامة)، ونائبه الأخ محمد بن عثمان العنجري (حاصل على ثانوية عامة)، ويتبعهما الأخ زيد بن حليس الدوسري (شرطي في وزارة الداخلية، وحاصل على شهادة متوسطة، وقيل إنه حصل على ثانوية من المعهد الديني مسائي أو منازل)، ورأى هؤلاء في أنفسهم أنهم البديل لحمل السلفية، قلباً وقالباً، ولقبوا أنفسهم بــــ(السلفيين الخلص)، وفي لفظ (الأقحاح)، وهؤلاء للأسف ضررهم أكبر من نفعهم، فقد حزبوا بعض الشباب حولهم.

وعلى الرغم من رفعهم لشعار زائف وهو (النهج الواضح) غير أنهم غير واضحين وغالباً لا يظهرون بالصورة ويستعملون غيرهم، وهكذا إذا تكلم أحدهم في عرض الآخرين أو شكك فيهم تجدهم لا يذكرون أحداً باسمه، ويكلفون غيرهم ليصرح بالأسماء، حتى إذا لزم الأمر استعاروا بعض الناس من خارج الكويت للكلام نيابة عنهم فيمن يرغبون إسقاطه، ولا يكتشفهم ويعرف أساليبهم إلا من عرفهم عن قرب، لا سيما مديرهم ونائبه!!

أخي القارئ الكريم تابعني في المقالات القادمة، وبإذن الله تعالى لن أتوقف عن الرد على هؤلاء وبيان أساليبهم والتحذير منهم.

فأقول: قلت - في كلمتك يا دكتور خالد - بالحرف الواحد: «والمشاركون في اللجنة يعرفون موقفي من التراث، وقد تحدثت مع مسؤول في اللجنة عن ذلك» انتهى كلامك.

وسؤالي: ما موقفك المعروف من إحياء التراث والذي تحدثت به مع مسؤول في اللجنة؟ ممكن أعرفه منك مباشرة لا من غيرك؟

فعن نفسي - والذي نفسي بيده - لا أعرف موقفك، هل تعتقد أن إحياء التراث أخطر من اليهود والنصارى؟ هل تبدعهم وتشنع على من لا يبدعهم؟ وهل تختلف مع إحياء التراث عقدياً؟ وهل منهجهم مبتدع وعلى غير ما أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؟ وإن كنت لا تقول بأي قول من هذه الأقوال في جمعية التراث فما رأيك فيمن يحكم عليهم بهذه الأحكام؟

أذكرك يا دكتور خالد بتقوى الله عز وجل، وأرجو من الله تعالى أن يوفقك لكلمة الحق ولو على نفسك، وجزاك الله خيراً ورحم الله والديك وبارك الله فيك.

والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقالات