يا دعاة الوضوح لستم بواضحين [٢]
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فهذه سلسلة مقالات في الرد على مجموعة زعموا أنهم واضحون في منهجهم وطريقتهم، أكتبها في الدرجة الأولى نصرة لإخوة لي خارج الكويت طالما لحقم الأذى من أفعال بعض الإخوة هداهم الله تعالى، وفي هذه المقالات اخترت أن أتكلم بكل وضوح، فأقول بأني أقصد بذلك من لقبوا أنفسهم بالسلفيين الخلص وفي لفظ (الأقحاح)، وسأستمر في هذه السلسة ولن أتوقف عن الكتابة إلى أن يشاء الله تعالى لأني أرى أن المصلحة تقتضي ذلك:
أولاً: من هم السلفيون الخلص - كما يحلو لهم تلقيب أنفسهم بهذا اللقب التي تفوح منه رائحة التزكية للنفس - والله جل في علاه قال: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم ۚ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾ [النساء: ٤٩]، وقال سبحانه: ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [النور: ٢١])؟
الجواب: سبق أن ذكرتهم مراراً، ولا بأس من ذكرهم مجدداً ليعرفهم الناس ويحذروا منهم، فالمقام مقام وضوح، لا سبيل للكنايات والتخفي، فمن أشهرهم:
1/ مدير فرع الكويت الأخ أحمد بن حسين السبيعي.
2/ نائب المدير الأخ محمد بن عثمان العنجري.
3/ الشيخ الصامت الأخ الدكتور طارق بن حسين السبيعي.
4/ الضيف الدائم الأخ عادل منصور الباشا من اليمن.
5/ الضيف الدائم خالد عبد الرحمن من مصر.
6/ الضيف الدائم الأخ محمد بن رمزان الهاجري من السعودية.
7/ الضيف الدائم الأخ أحمد بازمول من السعودية.
8/ العضو الدائم الأخ زيد بن حليس الدوسري.
9/ العضو الدائم الأخ الدكتور فواز العوضي، وهو تلميذ الأخ زيد بن حليس، وآخرون وعددهم في الكويت قد لا يتجاوز ثلاثين أو أربعين مقلداً.
وهؤلاء الإخوة - هداهم الله - حسب علمي لا يعرفون غيرهم في الكويت سلفياً خالصاً سواهم، وقد أكون مخطئاً، لكن ما أقول إلا ما علمت، ولو طُلِب منهم - ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً - أن يذكروا أسماء عشرة أشخاص في الكويت يصدق عليهم بأنهم سلفيون خلص أو أقحاح سواهم أظنهم سيعجزون عن ذلك عجزاً تاماً!!
وبإمكان أي أحد أن يجرب بنفسه، ويسألهم سؤالاً صريحاً واضحاً، وليتبين بنفسه وليعرف طريقة تفكيرهم، واغترارهم بأنفسهم، فليس ثمّ أحد سواهم في الكويت على السلفية الحقة إلا نادراً، ولو كانوا واضحين حقاً - كما يزعمون - لنفوا كلامي وأثبتوا خلافه، لكن هيهات، إنها الحقيقة التي يخفونها.
لكن أنّى لهم ذلك، فالأمر كما قال الشاعر:
وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ *** وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ
ثانياً: سبق أن وعدتُ القراء الكرام بأنني سأبين لهم عدم وضوح موقف هذه المجموعة من بشار الأسد النصيري العلوي الباطني البعثي الحزبي، الطاغوت المجرم السفاح المعتدي عدو الإسلام والمسلمين على وجه العموم، وعدو أهل السنة الموحدين على وجه الخصوص، وحليف الرافضة الاثنا عشرية، والمدعوم من النظام الإيراني علناً، والذي يقاتل إلى جنبه حزب الله اللبناني صراحةً، والذي يسعى إلى تحويل بلاد الشام السنية إلى بلاد رافضية باطنية، وقد فعل بأجزاء منها، وهو الذي لم يقل أحد بإسلامه إلا حسن نصر الله الباطني ومحمد سعيد رمضان البوطي الصوفي وأمثالهما.
أما علماء السنة عامة فلم يؤثر عن أحدٍ منهم أن قال: بشار الأسد مسلم، أو توقف فيه، أو قال عنه بأنه ليس نصيرياً، ومنهم من صرح بكفره بلا أدنى شك ولا تردد، ولو لم يكن سبب كفره عندهم إلا لأنه نصيري لكان ذلك كافياً، وكما قيل:
وَلَيسَ يَصِحّ في الأفهامِ شيءٌ *** إذا احتَاجَ النّهارُ إلى دَليلِ
ولما كثر الكلام المنقول عن الإخوة الكرام الذين يلقبون أنفسهم بـ(الأقحاح) في مخالفتهم لكبار العلماء في بشار، توجه الأخ عبد الله بن محمد الطائي إلى الأخ نائب المدير محمد بن عثمان العنجري فسأله سؤالاً صريحاً وسجله بعد استئذانه، وهذا نص السؤال:
(إذا الشيخ ربيع كفر بشار، هل لأحد الحق أن يخالفه ولا يكفر بشار؟ هذا لأنهم يقولون بأنك لا تكفر بشار) انتهى السؤال.
أقول: لو كان الأخ نائب مدير فرع الكويت محمد العنجري واضحاً - كما يدعي - لقال: نعم أوافق الشيخ ربيعاً، وبشار كافر، وما قيل عني بأني لا أكفر بشاراً وأخالف الشيخ ربيعاً في ذلك ليس بصحيح، أو يقول بكل وضوح : نعم أخالف الشيخ ربيعاً في تكفير بشار الأسد.
لكن لم يحدث ذلك، وربما لن يحدث - والله أعلم - إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى، لأنه غير واضح ولو ادعى لنفسه بأنه أوضح الناس!!
وإليك أخي القارئ الكريم جواب الأخ محمد العنجري نصاً بالحرف الواحد:
(أنا - الله يكرمك - دائماً أقول - كما قلت في الدرس مراراً - أقول ما قاله الشيخ الفوزان في حق بشار، أقول هذا الموضوع يترك، الشيخ الفوزان مكلمني أنا شخصياً، شخصياً، قال: هذا الموضوع يترك، وهذه فتنة، ولا يجب على طلاب) انتهى كلامه.
أقول: تأمل أخي القارئ الكريم في كلام الأخ العنجري، وكما يقال: من فمك ندينك، فالشيخ صالح الفوزان لم يقل بشار الأسد مسلم، أو ليس بكافر، ولم يقل لا أعلم حاله، ولم يقل إنه متوقف فيه، كلا بل قال يترك للعلماء كما سيصرح الأخ محمد العنجري بنفسه في تمام كلامه، فتنبه لهذا التدليس الذي أرجو أن يكون غير مقصود منه.
ثم قال - أي العنجري -: (وأنا ألتزم بهذا القول، فالذي يخالفني بهذا القول، أنا على استعداد أن أذهب معه إلى الشيخ الفوزان في هذه المسألة، ونحتكم للشيخ الفوزان، أنا ملتزم بطريقة الشيخ الفوزان في بشار، كما صنع الشيخ الفوزان، فإذا كان هذا الرجل لا يرتضي بهذه الطريقة ماذا أصنع؟! الشيخ الفوزان قال إنها ماذا؟ فتنة، فعندما سئل، قيل نحن يعني على خلاف - شخص سوداني لعله - سأله فقال البعض يكفر والبعض لا يكفر، فقال الشيخ الفوزان: اتركوا هذا) انتهى كلامه.
أقول: للأسف لم يفِ بما أخذه على نفسه واستعد له، فقد أرسلت له رسالة بأني موافق على ما دعوتني إليه، من الذهاب إلى فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى ونحتكم إليه بناء على طلبه، فلم يرد عليّ إلى هذه اللحظة!! مع أنه يزعم الوضوح!!
وما زلت أنتظره ليفي بوعده إن كان من الصادقين، فمتى سيكون ذلك؟ عسى أن يكون قريباً.
وأقول أيضاً: لماذا في هذه المسألة بالذات لم ترجع فيها إلى الشيخ ربيع المدخلي أو الشيخ عبيد الجابري؟ أوليسا من الأكابر؟ لقد مضى أكثر من سنة على طلبي لك لزيارة الشيخ صالح الفوزان ولم تستجب!! والآن سأمهلك سنة أخرى، إن أحيانا الله تعالى فأنا بإنتظارك، والعجيب أنك وتدعي الوضوح!! الله المستعان
ثم قال - أي العنجري -: (هذا للأكابر، أنا لست بعالم، وهذه نوازل، فلا بد من إحالة الناس... نلتزم) انتهى كلامه.
أقول: أولاً: الذي يظهر لي بأن الأخ محمداً العنجري لا يعرف معنى (النوازل)!!
فالنازلة مسألة تحدث ليس لها سابقة يجتهد العلماء في البحث عن الحكم فيها، أما بشار النصيري: مسلم أم كافر؟ يقول هذه نوازل!!! هذا بعيد، ورحم الله من قال: (لو سكت من لا يدري لاستراح وأراح، وقَلّ الخطأ، وكثر الصواب).
ثانياً: من كلام الأخ العنجري يتضح أن الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى يحيل الحكم على بشار إلى العلماء للأكابر، والعلماء الأكابر قالوا بكفر بشار الأسد، ومنهم الشيخان ربيع وعبيد، بل ولم لم يؤثر عن أحد من الأكابر القول بعدم تكفير بشار ولا القول بإسلامه ولا التوقف فيه، بخلاف ما عليه الإخوة الكرام مدير فرع الكويت وشقيقه وأتباعه الذين خالفوا علماء السنة ووافقوا وللأسف حسن نصر الله الرافضي والبوطي الصوفي.
ثم قال - أي العنجري -: (قبل ما تسألني هذا السؤال أنا كنت أقرره بالدرس، أليس كذلك؟ قبل لا تسأل، وهذا تقريري، وأنا أعض بهذا الكلام وأمسك بهذا الكلام، أما من يريد الامتحان، فنقول هذه طريقة لم يكن عليها السلف، الامتحان بهذا، هذا كافر أم ليس بكافر؟ نقول اذهب إلى الأكابر، فالأكابر... لماذا لم يقل الفوزان ما أردت، قال للمشاهد - في التلفاز - قال: اتركوا عنكم هذه الأمور، ونحن ملتزمين بما نصح) انتهى كلامه بحروفه وركاكته وخطئه وتناقضه.
فأقول: صدق من قال: (لو سكت من لا يدري لاستراح وأراح، وقَلّ الخطأ، وكثر الصواب)، سبحان الله.
أولاً: يقول: (هذه طريقة لم يكن عليها السلف الامتحان بهذا، هذا كافر أم ليس بكافر)، وهل من طريقة السلف فلان مبتدع أو ليس بمبتدع؟ وهل من طريقة السلف من لم يبدع من تبدعه فهو مذبذب، ويلحق به، ولا تستمع لدروسه، ولا تقرأ معه القرآن؟
أنسيت يا من تزعم الوضوح قولك للأجانب في زيارتي لهم في بريطانيا وأمريكا لأدرسهم (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، والوضوء، والصلاة، وغيرها ماذا قلت لهم؟ إن كنت نسيت فإن كلامك عند الله ﴿فِي كِتَابٍ ۖ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى﴾ [طه: ٥٢].
أما قلت لهم اسألوه عن منهج جمعية التراث، واسألوه عن ابن جبرين؟ هل هذه طريقة السلف؟ بالأمس القريب أحد أفراد منهجكم يسألونه عن سماع دروس الشيخ الدكتور عبد الرزاق العباد البدر حفظه الله تعالى، فقال بالحرف الواحد:
«أما عبد الرزاق ما أنصح، فيقول الإخوان يأتي لجمعية إحياء التراث كان كثيرا، والسلفي إذا ينزل عند الحزبيين ويترك إخوانه السلفيين كيف أحضر دروسه؟!» وقد أرسلت لك كلامه فهل تنكر ذلك؟ أتلومونني إذا قلت إنك إمرء فيك حدادية؟ لكن حقاً كما قيل: (الهوى ما له دوا).
ثم يقول الأخ محمد العنجري: (وإلا كيف نقول الأكابر والأكابر، وبعد ذلك عند الحقيقة تتمثل معاني أخرى؟ وجزاك الله خيراً) انتهى كلامه.
أقول: فعلاً هذا سؤال جيد وفي الصميم، فيا ليت الأخ العنجري يجيب على نفسه، كيف تقول: الأكابر الأكابر ثم تخالفهم في الحكم على بشار وتوافق حسن نصر الله الرافضي والبوطي الصوفي؟!!
ونصيحتي لك إذا عجزت عن الجواب فاستعن بإخوانك الذين يلقبون أنفسهم بالأقحاح: كابن رمزان والباشا والدكتور طارق السبيعي والدكتور فواز العوضي وشيخه ابن حليس، فإن لم تجد جواباً فراجع مدير فرع الكويت، الأخ أحمد السبيعي وقل له استعيذ بالله من الهوى ثلاثاً، ثم اجيب على السؤال العجيب.
وقبل ختام المقال أريد أن أسأل هذه المجموعة - التي تدعي الوضوح - الأسئلة التالية:
1/ هل سمع أحد منكم بشاراً الأسد يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله؟
2/ هل بشار الأسد سني أم نصيري؟
3/ هل بشار مسلم أم كافر؟
4/ هل تتوقفون في إسلامه؟
5/ هل تتوقفون في تكفيره؟
6/ هل أخطأ من كفره؟
7/ هل بشار حزبي بعثي؟
8/ هل حزب البعث إسلامي أم إلحادي؟
9/ هل الخروج على بشار الأسد جائز مع القدرة؟
10/ هل يجوز لبشار قتل المتظاهرين؟
11/ ما الفرق بين الحوثي وبشار الأسد؟
12/ ما الفرق بين داعش وبشار الأسد؟
13/ ما الفرق بين حسن نصر الله وبشار الأسد؟
14/ ما الفرق بين الخميني الباطني وبشار الباطني؟
15/ ما الفرق بين صدام البعثي وبشار البعثي؟
16/ هل سمعتم بالتحالف الذي بين إيران وحزب الله اللبناني وبشار الأسد كما سمع ذلك كل الناس أو أنكم ما زلتم في سبات عميق؟
17/ هل هناك خلاف على بشار بين الشيخ صالح الفوزان والشيخ ربيع؟
18/ هل هناك خلاف على بشار بين الشيخ صالح الفوزان والشيخ عبيد الجابري؟
19/ هل من خالفكم في تكفير بشار يكون مذبذباً؟
20/ هل يجوز لكم أو لغيركم إذا مات بشار أو قتل أن يستغفر له ويصلي عليه صلاة الغائب؟
إخواني الكرام إذا عجزتم عن الإجابة، فما لكم بعد الله إلا أهل العلم، لقول الله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: ٤٣]
[ملحوظة مهمة:]
استمعت لكلام عجيب لمدير فرع الكويت الأخ أحمد السبيعي في حق الأخ زيد بن حليس الدوسري حفظه الله تعالى، فلقد أثنى عليه وبالغ في ذلك، فقد ذكر أنه حضر مجالس الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى، وزار الشيخ ابن عثمين رحمه الله تعالى واستفاد منهما!!
والأدهى من ذلك أنه شبهه بالصحابي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما من ثلاثة وجوه، منها وأولها بأن كلاً منهما يكنى بأبي عبد الرحمن!!!
وهذا والله من أعجب ما سمعت في حياتي، بل ما سمعت بمثله في ترجمة من التراجم قط، بأن يشبه أحد بأحد على سبيل المدح والثناء لمجرد موافقته لكنية فلان من الناس، فكم من مبتدع اسمه "محمد" ولم يغن عنه ذلك شيئاً!! أفلا تعقلون؟! لكن أخشى أن يكون من وراء هذا الغلو والثناء شيء، والله أعلم بما يصنعون!!
أخي القارئ الكريم لم أنته من التعقيبات على طريقة هذه المجموعة، فتابعني في مقالات قادمة إن شاء الله تعالى.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطنا،ً وصلى الله وسلم وبارك الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.