رسالة لم يحملها البريد إلى الدكتور خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله تعالى (١)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فهذه مجموعة رسائل كتبتها إلى الدكتور خالد، أرجو الله تعالى أن ينفعه بها وينفع كل من قرأها، ففيها بيان حاله، ومواقفه وبعض السلبيات التي أرجو أن يتنبه لها ويتركها لأنها أضرت كثيراً بالدعوة السلفية، وقد ظَُلم بعض الإخوة السلفيين، لا سيما في منطقته (الجهراء) !!
واعلم أخي القارئ الكريم أنني قبل أكثر من ستة أشهر بعثت الرسالة الآتية للدكتور خالد ولم يرد عليّ، فلما كررت عليه الإرسال له عمل لي حظراً لكي لا يستقبل مني أي رسالة هاتفية!!
وإليك نص الرسالة:
من سالم بن سعد الطويل
إلى الدكتور خالد بن ضحوي الظفيري وفقه الله تعالى لكل خير
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
هذا مقال لم يتم نشره بعدُ، أحببتُ إرساله لك قبل نشره، وأنتظر تعليقك عليه، فإن أذنتَ لي بنشره أو لم ترد علي فسأنشره إن شاء الله تعالى، وإن رددتَ عليّ وأقنعتني بعدم نشره فلن أنشره.
أخي الكريم ما زلت أحسن بك الظن، وأقول لمن سألني عنك: إنه رجل فاضل حافظ للسانه ومحافظ على سمته، ولا أعلم عنه إلا خيراً.
وفي الفترة الأخيرة اشتهر عنك الكلام في عرضي والتحذير مني، حتى كاد الأمر أن يتواتر عنك في ذلك، فحدثت نفسي مراراً أن أكتب رداً عليك، لكن قلت: الصبر ضياء، لعل بعض النمامين كعادتهم يفرقون بين المسلمين، ولا يخافون أن يعذبوا في قبورهم، ولو قرؤوا حديث ابن عباس رضي الله عنهما مائة مرة أعني الحديث الذي في الصحيحين: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ».
أخي الكريم لقد أمرنا الله تعالى بالتثبت والتبين قبل الحكم على الناس، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: ٦].
فيا ليتك تتثبت مني شخصياً عما يبلغك عني، ولا تعتمد على كلام بعض الناس الذين أكثروا من الكذب والبهتان على العلماء والمشايخ وطلبة العلم، ولا يخفى عليك أن الكلام في غيبة المسلم حرام، ومن كبائر الذنوب، ويحاسب الله المرء عليه يوم القيامة، ولا يخفى على فضيلتك الغائب كالميت لا يستطيع الذب عن نفسه، وكما أنني أدعوك أن تتثبت مما نقل لك عني فأنا أيضاً أريد أن أتثبت منك مباشرة، فهل صحيح حضرتك تتكلم في عرضي؟ وهل صحيح أنك تطعن في عقيدتي؟ وهل صحيح أنك تطعن في منهجي؟ وهل صحيح أنك تحذر مني ومن دروسي؟
إن كان الجواب بنعم فجزاك الله خيراً انصحني فالدين النصيحة، ومن حقي عليك أن تنصحني حتى لو لم أستنصحك، فكيف إذا استنصحتك؟!
ولا شك أن المسلم مرآة أخيه المسلم، وليس ثمّ أحد معصوم سوى رسول الله صلى عليه وسلم، ويا ليتك تحمل ما بلغك عني على محملٍ حسنٍ متى ما أمكن ذلك، ولا أظن بمسلم يتقي الله عز وجل يتهم أخاه السني بأنه يطعن بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كما زعم ذلك بعض الناس، نعم لا يتهم أهل السنة أحد بذلك إلا إذا غلبه الهوى، وأعمى التعصب قلبه، وأفسد التحزب خلقه، كما فعل أولئك الذين تعرفهم جيداً ممن يلقبون أنفسهم بالسلفيين الخلص الأقحاح، وقد سبق أن سألتك إن كنت ترضى أن تُلقب بهذه الألقاب أو لا، فكتبتَ لي بأنك لا ترضى بتلك الألقاب التي فيها تزكية للنفس ظاهرة، وقد أحسنت في ردك وبيان رفضك لذلك جزاك الله خيراً. ولكن لا أدري إن كنت أنكرت عليهم تلقيب أنفسهم بذلك أو لا.
فضيلة الشيخ خالد لقد أساءت هذه المجموعة الصغيرة بقيادة أبي محمد وأبي عثمان إلى السلفية إساءات كبيرة، حتى بلغ فيهم الحال إلى أن يحسنوا الظن ببشار الأسد النصيري البعثي الكافر المجرم، فزعموا أنه مسلم سني، وحاكم شرعي، وولي أمر تجب طاعته، ويحق له قتل المتظاهرين ضده، بينما أعلنوا الحرب عليّ، كما قال أبو عثمان إنها (حرب)، ولا بد لها من الأشلاء والجراحات والدماء!!
فمثل هذا الواجب أن لا تعتمد كلامه ولا تعول على تقريراته وأحكامه، وكما لا يخفى عليك إذا وجهتَ لي الطعن وحذرتَ مني ومن دروسي فإنك ستعين المخالفين على التنفير من دروس التوحيد والعقيدة والسنة التي قلما من يعتنى بها اليوم في الكويت، فأرجو أن لا تكون معيناً للآخرين في حربهم على دروس التوحيد والسنة، فالأمر خطير جداً على دينك، فلو اقتصرت على نقد ما تراه موضع نقدٍ لكان ذلك أقرب للعدل والتقوى.
ولا يخفى على فضيلتك أن الواجب عليك شرعاً أن تتقي الله في أخيك المسلم، وتحسن به الظن، وتحب له ما تحب لنفسك، وتبغض له ما تبغض لنفسك، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: (إذا كنت لا تحب لأخيك ما تحب لنفسك فأنت مُصر على كبيرة من كبائر الذنوب) "فتح ذي الجلال والإكرام"[٣/ ٥٣٦]
أسأل الله تعالى أن يغفر لي ولوالدي ولك ولوالديك وللمسلمين.
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
أخي القارئ الكريم تابعني في مقالات قادمة إن شاء الله تعالى.
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.