رسالة لم يحملها البريد إلى خالد بن ضحوي الظفيري وفقه الله تعالى (٥)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فهذه الرسالة الخامسة كتبها وأنشرها ليستفيد منها الدكتور خالد وغيره، لعل الله تعالى أن ينفع بها.
فأقول وبالله أستعين وعليك أتوكل وإليه أنيب: يا دكتور هل تدري أنك ومن معك فيكم شبه كبير بالأحزاب التكفيرية؟!
إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة • وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
وعلى فرض أنك لا تدري فسأخبرك، ولِيَعْلَم القراء الكرام أوجه الشبه بينكم:
الوجه الأول: التكفيريون عندهم رغبة شديدة في تكفير المسلمين.
وأنتم عندكم رغبة شديدة في تبديع أهل السنة.
الوجه الثاني: رؤوس التكفيريين ينظّرون ويؤصلون لطلابهم تكفير المسلمين، بينما هم أنفسهم لا يصرحون بالتكفير، ثم طلابهم - لا سيما الصغار - يتكفلون بتكفير المسلمين صراحة.
وأنتم كذلك تفعلون، تنظّرون وتؤصلون لطلابكم تبديع أهل السنة، وأنتم أنفسكم لا تصرحون بالتبديع، ثم طلابكم - لا سيما الصغار - يتكفلون بتبديع أهل السنة صراحة.
الوجه الثالث: التكفيريون ينزلون نصوص الوعيد التي جاءت في الكفار على المسلمين ويكفرونهم بها.
وأنتم تنزلون النصوص وآثار السلف التي وردت في أهل البدع على أهل السنة وتبدعونهم بها.
الوجه الرابع: التكفيريون يتعصبون لآرائهم، وأنتم كذلك.
الوجه الخامس: التكفيريون يتلونون ويتقربون لمن يكفرونهم ويتلطفون معهم في المجالس الخاصة ولهم علاقات مميزة معهم.
وأنتم كذلك تفعلون مع الذين تبدعونهم بالظاهر وتجالسونهم في مجالسهم الخاصة، حتى أظهرت وسائل الإعلام بعضها.
الوجه السادسة: التكفيريون عندهم التخفي وعدم المواجهة، وأنتم كذلك إلا أن التكفيريين أشجع منكم قليلاً!!
الوجه السابع: التكفيريون يعتمدون على التزكيات وينشرونها بين الحين والآخر ليتمكنوا من ترويج ما عندهم من فكر أو اعتقاد، وأنتم كذلك.
الوجه الثامن: التكفيريون يردون على من خالفهم ولا يقبلون أن يرد عليهم أحد -سبحان الله -، وأنتم كذلك!
الوجه التاسع: التكفيريون عندهم قلة الإنصاف مع المخالف ولو كان الحق مع من خالفهم، وأنتم كذلك.
الوجه العاشر: التكفيريون يرون أن الحق معهم كاملاً، والباطل مع من خالفهم في المسائل التي يختلفون عليها، وأنتم كذلك.
الوجه الحادي عشر: التكفيريون لا يرون على الإسلام أحداً غيرهم.
وأنتم كذلك، لا ترون على السلفية أحداً غيركم.
وإذا كنتُ مخطئاً أو مبالغاً فيما أقول فأرجو أن تذكر لي - يا دكتور خالد - ثلاثة من طلبة العلم سلفيين في الكويت غيركم، والذي أعرفه أن كلية الشريعة في الكويت - في نظركم - ليس فيها دكاترة سلفيون خلص أقحاح إلا واحداً، وهو الدكتور فواز العوضي تلميذ زيد بن حليس!!
وأسألك بالله العظيم إذا كنت تعرف غيره فأخبرني، مع أني أكاد أجزم إن وجد فلا يتجاوزون الاثنين!!
الوجه الثاني عشر: التكفيريون أكثر كلامهم في مجالسهم في التكفير، ويهملون كثيراً من أحكام الدين.
وأنتم كذلك، أكثر مجالسكم في التبديع وتهملون كثيراً من أحكام الدين.
الوجه الثالث عشر: التكفيريون متحزبون، وأنتم أشد منهم حزبية، بل ممكن أن يقال التكفيريون في حزبيتهم هم الذين يشبهونكم.
الوجه الرابع عشر: التكفيريون يحصرون التلقي على مشايخ معينين ومحدودين دون سائر العلماء، وأنتم كذلك.
الوجه الخامس عشر: التكفيريون يعتبرون الذي يرد عليهم عدواً للإسلام والمسلمين.
وأنتم تعتبرون الذي يرد عليكم عدواً للسلفية والسلفيين.
الوجه السادس عشر: التكفيريون يرون أن الذي يسرف في تكفير المسلمين صلباً في دينه.
وأنتم ترون أن الذي يسرف في تبديع وتضليل أهل السنة صلباً في السنة.
الوجه السابع عشر: التكفيريون يعتبرون من لا يكفر من كفروه متساهلاً، وربما كفروه إلحاقاً به.
وأنتم تعتبرون من لا يبدع من بدعتموه متساهلاً، وربما بدعتموه إلحاقاً به.
الوجه الثامن عشر: التكفيريون يعيشون في عزلة ودائماً يرون أنفسهم غرباء وأنهم كالشعرة البيضاء في ظهر الثور الأسود، وأن الأحاديث الواردة في ذلك هم المعنيون بها دون غيرهم، وأنتم كذلك.
الوجه التاسع عشر: التكفيريون شدتهم وعداوتهم للدعاة المخالفين لهم أكبر من شدتهم وعداوتهم لعوام المسلمين، وأنتم كذلك.
الوجه العشرون: العوام أرحم وألطف على الدعاة وطلبة العلم من التكفيريين، وأنتم كذلك العوام أرحم وألطف على الدعاة وطلبة العلم منكم.
وهناك أوجه شبه غير التي ذكرتها سأذكرها لاحقاً إن شاء الله تعالى.
(مكافأة)
قبل سنتين تقريباً عرضت مكافأة مقدارها ثلاثة آلاف (٣,٠٠٠) دولار أمريكي لمن يذكر اسم شخص واحد ينتسب للسنة عيّنه شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى باسم، وقال: فلان "مبتدع"، وخمسة آلاف (٥,٠٠٠) دولار أمريكي لمن يذكر لي عن شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى - مرة واحدة - أنه قال لأحد: أريدك أن تبدع "فلاناً"، وأمهلتهم سنة كاملة، وقد مضت ولم يتقدم أحد ليستفيد من المكافأة!!
واليوم أعرضُ عرضاً جديداً مغرياً (مكافأة) لطلاب الدكتور خالد بن ضحوي ولغيرهم، وهي كالآتي:
من ينقل لي كلاماً مكتوباً أو مسجلاً بالصوت عن واحد من هؤلاء الأربعة: الدكتور خالد بن ضحوي أو محمد بن عثمان العنجري أو أحمد بن حسين السبيعي أو الدكتور فواز العوضي أنه قال: (طارق العيسى) - رئيس مجلس إدارة جمعية إحياء التراث - "مبتدع"، فله مكافأة مقدارها (١,٠٠١) ألف دينار ودينار كويتياً، أو ما يعادلها بالريال السعودي، أو بالدولار الأمريكي، أو بأي عملة يريدها الفائز، والعرض مستمر بإذن الله تعالى لمدة سنة من تاريخ نشر هذا المقال، فإن عجزتم فارجعوا إلى مقالي واقرؤوه جيداً، وستتبين لكم أمورٌ قد تكون خافية عليكم من قبل.
أخي القارئ الكريم، انتظرني في مقال قادم بإذن الله تعالى.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.