هل للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق علاقة بالقاعدة وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات الإرهابية؟
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجلين من الأنصار: «إِنَّهَا صَفِيَّةُ»، وذلك لما خرج ليلاً مع زوجته صفية رضي الله عنها فلقيه رجلان من الأنصار، فأسرعا حتى يتجاوزاه، فقال عليه الصلاة والسلام: «عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّهَا صَفِيَّةُ» [رواه البخاري (٣٢٨١)، ومسلم (٢١٧٥) - عن صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رضي الله عنها]، فصار هذا الحديث مثلاً يذكره الإنسان عندما يخشى أن يظن به الناس سوءاً ويعتقدوا فيه ما ليس فيه، ومن باب الرحمة بالناس حتى لا يظنوا فيه ما ليس فيه، فينبغي عليه أن يبين حاله، كما لو رآه أحد يأكل في نهار رمضان فيقول: " إني مسافر"، أو يراه أحد يتعدى المسجد ولا يصلي فيقول: " لقد جمعت الصلاة" أو "قد صليت" أو يقول: "سأذهب إلى مسجد آخر"، فإذا قيل له في ذلك، قال: «إِنَّهَا صَفِيَّةُ»، وهكذا في الحقيقة ينبغي على الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق الذي كثر حوله الكلام، فكثير من التكفيريين ومن منتسبي جبهة النصرة الإرهابية وأتباع القاعدة هم من طلابه، فتجدهم يصرحون أنه شيخهم، وأنهم من طلابه، بل وتراهم يلتقطون معه الصور التذكارية، ويستضيفونه في مخيماتهم التدريبية الجهادية كمخيم الربانيين الذي كان يديره أحد الدكاترة المشبوهين والذي اشتهر أمره مؤخراً بأنه من الإرهابيين البارزين، ومع ذلك لا نسمع من الشيخ كلمة «إِنَّهَا صَفِيَّةُ»، لم نسمع من الشيخ عبد الرحمن استنكاراً ولا تعليقاً على بعض طلابه لما فتحوا مصنعاً للأسلحة في بلاد الحرب والفتنة من تبرعات أهل الكويت ليقتل الناس بها بعضهم بعضاً، ولم نسمع رأيه في أحد أشهر طلابه لما أيد أسامة بن لادن، وأثنى عليه وعلى شيخ الفتنة القرضاوي على فتواه بالعمليات الانتحارية التي سموها زوراً استشهادية، ولم نسمع له تعليقاً على تصريح أحد أشهر طلابه توعد بقطع الرؤوس، وما سمعنا عنه قط أنكر عليه بكلمة، وكذلك لم نسمع له تعليقاً ولا استنكاراً على بعض طلابه الذين يتجمعون عند السفارات ويتحدثون بلغة التهديد والتنديد، ولم نسمع له كلمة واحدة أنكر بها على بعض طلابه ممن يؤيد الربيع الخليجي ويقسم بالله بأنه قادم قادم، ولم يحرك ساكنا فيما يظهر لنا، ومن أشهر طلابه من يحث الشباب على الخروج على حكام الإمارات والسعودية، حتى قال بالحرف الواحد في مقال له منشور في موقعه الرسمي: (لتجتمع شواهين جبال تهامة وأسود الحجاز ونمور الشمال وعرانين نجد وأبطال الصحراء وأمجاد الشرق...) انتهى كلامه من مقال بعنوان «العيون ترمق الإمارات والآذان تسمع أنينا في السعودية»!!!
سبحان الله! حتى العنوان يدل على فساد منهجه وانحراف عقيدته، لم يقل: لتجتمع شواهين طهران وأسود شيراز ونمور أصفهان وعرانيين الأحواز وأبطال قم، كلا والذي نفسي بيده، بل قال تهامة والحجاز ونجد والشمال والصحراء، ومع هذا التحريض الصريح القبيح من هذا المنحرف الضال، إلا أننا ما سمعنا كلمة واحدة من الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ينكر عليه!!!
أين الشيخ عبد الرحمن من قول الله تعالى : ﴿ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [سورة المائدة: ٧٩] ؟
ومن قوله تعالى ﴿ لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ ﴾ [سورة المائدة: ٦٣] ؟
أو أنه لا يرى أقوال طلابه منكراً ولا إثماً؟
كم تألمنا من قول أحد طلاب الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق لما تكلم على العلماء الفضلاء الأجلاء، الذين ينهون عن المظاهرات والثورات، بعبارات غاية في السوء، فقال بالحرف الواحد في مقاله «حصاد الأنام في الخروج على الحكام»: "إندحـار فكر الإنبطاح، وثقافـة الخنـوع، وسقوط رموز هذه الفرقة المرجئـة الضالـّة التي انتشرت ديدانهُـا - التي تقتات من مستنقع فكر الهزيمة - في العقد الماضي مع إنتشـار مكاتب ألـ (سي آي إيه) في بلادنـا!
فقـد خَـرِأت عليها الشعـوب العربية، وهي في طريقها إلى التغييـر، ولما رجعـت الشعوب من إنتصارها على الطغـاة، وجدتـها ولمـَّا تـزلْ في حفـرة خرائها فأكمـلت عليهـا تارة أخـرى، حتى لا يخرج هذا الفكر من هذا المستنقع أبـد الدهـر، فهذا هو مكانه الطبيعي أصـلا، ما كان ليغادره.
وإنما كـان قـد تصدَّر هذا الفكـر المريض بقوة السلطة الطاغية، وبأمـر إستخباراتها الباغيـة، فهنـاك كانت تُبلَّل وتُزيـَّن لحاهـُم النتنة في مراكز البوليس، وتعيـَّن مناصبهم الدينية بالتنسيق بين المكاتب الأمنيّة وإبليس!" انتهى كلامه، بل هذه بعض طعوناته السافرة الجريئة، وللأسف الشديد الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق لا يحرك ساكناً!!!
وعن نفسي والله الذي لا إله إلا هو ما سمعت في حياتي قط أن الشيخ عبدالرحمن نهى الشباب عن الذهاب إلى سوريا والعراق للقتال هناك!!
«إِنَّهَا صَفِيَّةُ»، فلينكر على طلابه ومحبيه إن كان غير موافق لهم، ويتجدد السؤال هل الشيخ يوافق طلابه الإرهابيين والمشبوهين أو يخالفهم؟، وهل يحثهم على ما هم عليه أو ينكر عليهم؟ ما زلنا ننتظر جوابه. والله المستعان أسأل الله تعالى أن يهديهم ويكفينا ويكفيهم ويكفي المسلمين شر اعتقادهم ومنهجهم.
ملاحظة: قبل نشر هذا المقال أرسلت رسالة لأقرب الناس من الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، فلعل أحدهما يزودني بكلمة مسموعة أو مقروءة، لم أعلم عنها أنكر فيها الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق على دعاة الإرهاب والإرهابيين والقاعدة وجبهة النصرة؛ أحدهما الأخ المهندس طارق العيسى رئيس جمعية إحياء التراث، والآخر الشيخ ناصر شمس الدين إمام وخطيب مسجد ضاحية القادسية، وللأسف أما الأول فما رد عليّ وأما الثاني رد عليّ سباً وشتماً بكلمات أستحي والله أن أذكرها غفر الله له ولوالديه.
نص الرسالة:
«من سالم بن سعد الطويل إلى الأخوين الكريمين طارق العيسى وناصر شمس الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو إفادتي هل وقفت أو سمعت كلمة للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ينهى الشباب عن الذهاب إلى العراق أو سوريا للقتال هناك؟
أرجو إفادتي للأهمية، وتزويدي بما قال أو كتب إن وجدت.
وجزاكم الله خيراً».
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.