يا شيخ طلعت زهران اتق الله في إخوانك! كيف تصف من قال بقول الشيخ ربيع المدخلي بأنه: خارجي لعاب منافق كذاب لئيم خبيث وأعمى القلب مخادع؟!!
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلقد شكى لي بعض الإخوة السلفيين من روسيا من شدة يجدونه من الدكتور طلعت زهران المصري غفر الله له ولوالديه، فبينما الإخوة يعانون أشد المعاناة من اجتماع أهل الباطل عليهم من كل جانب، فهم عرضة للسجن والقتل لأنهم مسلمون سنة سلفيون، وينتظرون النصرة في الدين من إخوانهم السلفيين، يتسلط عليهم - وللأسف - بعض أهل السنة من بلاد بعيدة عنهم وفي قارة أخرى، فيهاجمونهم هجوماً شرساً عشوائياً، ويتفنون بعبارات السب والشتم والقذف التي لا تبقي ولا تذر!!
أحد الإخوة السلفيين اسمه أبو محمد الشركسي الملقب بالأعمش روسي مقيم في دولة عربية، له ولإخوانه نشاط طيب في الدعوة ونشر السنة ونصرة التوحيد ونشر العقيدة السلفية، وقد ذكر لي بعض الإخوة الفضلاء أن لهم موقعاً سلفياً إلكترونياً ضمنوه كثيراً من الفوائد النافعة السلفية النقية، وكل ما ينشرونه لعلماء السنة، ويترجمون لهم بعض الكتب والرسائل والمقالات وكثيراً من الفتاوى، من ذلك:
- "عقيدة السلف" للإمام الصابوني
- "أصول السنة" للإمام أحمد بن حنبل
- رسالة: "هل المسلم ملزم باتباع مذهب معين من المذاهب الأربعة؟" للشيخ محمد سلطان حوجندي
- "التصفية والتربية" للشيخ الألباني
- "الولاء والبراء" للشيخ صالح الفوزان
- مقال: "ﺑﺄﻱ ﻋﻘﻞ ﻭﺩﻳﻦ ﻳﻜﻮﻥ التفجير والتدمير ﺟﻬﺎﺩﺍ؟" للشيخ عبد المحسن العباد
- "آثار الفتن" للشيخ عبد الرزاق البدر
- "السنة التركية" للشيخ الالباني
- "تنبيه ذوي الأفهام" للشيخ السحيمي
ونشروا بحوثاً علمية:
- عن الخوارج
- وعن التكفير التسلسلي
- وعن مصطلح "السلفية"
- وعن أهمية الرجوع إلى السلف الصالح في فهم الدين
- والرد على القرضاوي
- وذم القصاصين في الدين
- ونبذ ما يسمى بالأناشيد الإسلامية
- والتحذير من البدع وأنها كلها ضلالة وليس فيها بدعة حسنة
- وعن تحريم المعازف
- ورسالة عن صلاة العيدين
- وعن صلاة التراويح
- وعن أحكام الأضحية
- وعن أحكام المقاطعة في الإسلام
وغيرها كثير جداً من مقالات وفتاوى لعلماء السنة كالشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين والشيخ مقبل الوادعي رحمهم الله تعالى، وغيرهم من العلماء المعتبرين سواء من المتقدمين أو المتأخرين أو المعاصرين، وقد نفع الله بدعوتهم من شاء من عباده.
فأقول: إذا كانت هذا حال الإخوة، فوالله الأولى بالمسلم السني السلفي أن يفرح بهم ويناصرهم ويؤازرهم، ولا أقل من أن يكف لسانه عنهم، فإذا وجد عليهم ملاحظة فلا يبخل عليهم بالنصيحة بالتي هي أحسن للتي هي أقوم، ولا ينبغي له - بل ولا يجوز - أن يكون حرباً عليهم شديداً غليظاً، فحسبهم ما يلاقونه من الشيوعيين والعلمانيين والليبراليين والصوفية والخوارج والرافضة وغيرهم كثير لا كثرهم الله تبارك وتعالى.
لقد استمعت إلى كلمة للأخ الدكتور طلعت زهران المصري ذكر فيها الأخ أبا محمد الملقب بالأعمش، انتقده في مسألة لا تستحق كل هذا التشنج الذي سمعته منه، حتى إنه أخرجه من أهل السنة، ووصفه بأنه على عقيدة الخوارج، وخالف إجماع أهل السنة، وقال: إنه خارجي، لعاب منافق، كذاب خبيث لئيم، وحذر منه تحذيراً شديداً!!!
والله المستعان!!
كل هذه الأحكام القاسية والألقاب المتتالية صبها عليه صباً لأنه قال ليس لحكام الجمهوريات الإسلامية المتحررة من ررسيا بيعة في عنق أهل السنة لأنهم يتبنون الحكم العلماني ولا يدعون المسلمين إلى مبايعتهم على الكتاب والسنة!!
وعلى الرغم من أن الأخ أبا محمد الملقب بالأعمش لا يكفرهم، ولا يحرض الناس عليهم، ولا يدعو إلى الخروج ولا المظاهرات، ولا أي شيء من أفعال الخوارج أو الثوريين، بل غاية ما قال لقناعته بكلام بعض المشايخ والعلماء الفضلاء إن البيعة إنما تكون لمن دعى الناس إلى بيعته على الكتاب والسنة.
ومن أشهر من قال بهذا القول الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي، فهل يقول الدكتور طلعت زهران في الشيخ ربيع معشار ما قاله في الأخ أبي محمد الملقب بالأعمش؟!
والله لا أدري ما سبب هذا التسلط وبهذا الأسلوب على إخوانه السلفيين بالذات؟!
وما علاقته الدكتور بهم وبما قالوا وما اختاروا من الأقوال والآراء؟!
بل ما سمعنا عن كبار العلماء أنه فعلوا فعلته، والشيخ ابن باز رحمه الله تعالى الذي بلغ في الإمامة والعلم مبلغاً كبيراً، وهو من هو لم يؤثر عنه أنه قال معشار ما قاله الدكتور طلعت في أخيه أبي محمد!!
وأرجو أن تبلغ رسالتي الأخ الدكتور طلعت، وأذكره بتقوى الله وأن يكون رحيماً بالمسلمين - لا سيما أهل السنة - في بلاد أكثر أهلها على غير الإسلام، بل يكون ذليلاً على المؤمنين، كما قال تعالى: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة : ٥٤]، وإذا علمت أو سمعت لأحدهم قولاً في نظرك أنه مخالف للسنة فانصحه وبين له المأخذ الشرعي، واشرح له وجه مخالفته للكتاب والسنة، وادع له بأن يوفقه الله تعالى للحق ويشرح له صدره، ولا داعي لهذا التشنج والسب والقذف.
وفي هذا المقال أدعوك يا دكتور طلعت أن تراجع الشيخ ربيعاً وتسمع منه وتناقشه وتبين له وجهة نظرك وتثبت له مخالفته لإجماع أهل السنة - الذي زعمته - وتسجل لنا نتائج زيارتك ومناقشتك بدلاً من التسلط على إخوانك واستضعافهم بأسلوبك الهجومي من غير مبرر.
ولقد وقفت على بعض كلام لك مما لم توفق فيه للصواب، ولعل في مقال آخر أبين ما لاحظته عليك، وأرجو أن تقبل النقد والنصح، ولا تكن مثل جماعة التبليغ الذين ينصحون ولا يقبلون النصيحة، فهذا مناف لمبدأ التناصح، وقد قال الله تعالى: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} [العصر : ٣]، أي وصى بعضهم بعضاً.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.