رسالة لم يحملها البريد إلى الشيخ أحمد بن حسين السبيعي .. جفف دموعك وتب إلى الله خير لك من التمادي في عداوتك لإخوانك
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقبل سنوات فاجأني أحد الإخوة واسمه (عبد الواحد) لما قال لي: سألني أحد جلساء الشيخ أحمد السبيعي فقال: ما رأيك بالشيخ الألباني؟
فقلت له: وهل مثلي يُسأل عن الشيخ الألباني؟! فهذا عالم كبير متفق عليه.
قال: الشيخ الألباني قال عن الشيخ ربيع المدخلي بأنه حامل لواء الجرح والتعديل بحق في هذا العصر، والشيخ ربيع زكى في الكويت الشيخ أحمد السبيعي!!!) انتهى كلامه.
أقول: هذه معادلة غريبة عجيبة.
لقد ذكرتني هذه المعادلة اللامنطقية بكلام متعصبة المذاهب الفقهية ومتحزبة الجماعات الدعوية الذين يقولون : إذا قال الإمام أو الزعيم قولاً يخالف الحديث النبوي فخذ بكلام الإمام أو الزعيم فهو أعلم بالحديث منك!!
وهكذا يفعل بعض الناس، قد يظلم أخاه ويشوه سمعته ويحذر منه ويطارده من مكان إلى آخر ويغتابه ويسبه ويشتمه ويبدعه، ولا حجة له في ذلك سوى لأن الشيخ الفلاني أمره بذلك!!
وليس لأحد أن يعترض فينطرد أو يلحق بذلك المبعد المبتدع!!
وبهذا المنطق العصبي الحزبي المقيت - للأسف - ربى الشيخ أحمد السبيعي الإخوة الذين حوله، فمن لا يأخذ بكلامه وتجريحاته فقد طعن بالشيخ ربيع، ومن طعن بالشيخ ربيع فقد طعن بالشيخ الألباني!!
فالشيخ أحمد السبيعي حامل (ختم) الجرح والتعديل في الكويت، ولسان حالهم يقول: الشيخ أحمد السبيعي معصوم في الجرح والتعديل!!!
رويداً رويداً أخي القارئ الكريم! قد تظن أنني مبالغ فيما أقول، ولكني سأثبت لك مصداق كلامي، لا تستعجل فالعجلة من الشيطان!!
حاول أن تسأل على سبيل المثال الأخ محمد بن عثمان العنجري أو الأخ زيد بن حليس الدوسري أو الأخ الدكتور فوازاً العوضي - منفردين أو مجتمعين - اسألهم عن شخصين أو ثلاثة في الكويت جرحهم الشيخ أحمد السبيعي وأخطأ في جرحه إياهم!!
أكاد أجزم بأنك لن تجد اثنين أو ثلاثة بل ستعجز عن معرفة واحد يقولون لك أخطأ الشيخ أحمد السبيعي في جرحه فضلاً عن أن تعرف اثنين أو ثلاثة!!
والعجيب أن الشيخ أحمد السبيعي دائماً يكرر أسماء ثلاثة مشايخ، فلا يكاد يتكلم بكلمة مسجلة إلا وذكرهم، وهم: الشيخ ربيع المدخلي والشيخ عبيد الجابري والشيخ محمد بن هادي!! ولا يزال الشيخ أحمد السبيعي يعظم هؤلاء المشايخ الثلاثة، ويعتبرهم أئمة الجرح والتعديل في هذا العصر - بلا منازع -، وإليهم انتهى هذا العلم، وأن أحدهم إذا جرح رجلاً فقد سقط ولن تقوم له قائمة إلا أن يشاء الله، وما زال يستعين بهم في جرح من يشتهي جرحه، وربما نمم بينهم وبين أقرب الناس إليهم في الكويت، حتى جاء اليوم الذي دارت عليه وعلى أعوانه الدائرة، فجاءت كلمة الشيخ عبيد الجابري في زميله أحمد بازمول التي قال فيها:
(باسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أحمد بن عمر بن سالم بازمول وأسامة بن عطايا كلاهما فتّان، لا يوثقُ منهما.
إلا أنّ أسامة كذاب، مغرور، لا عهد له ولا وعد.
ويشترك الاثنان في مهيجة الفتن، وأنهما من شيوخ الفجأة، الذين مرّت عدة سنين ولم يُعْرَفُوا نعم.
هذا ما تلخص عندي من حال الرجلين فلا تغترّوا بهما، ولا تغترّوا بمن زكّاهما؛ فلا يزكيهما إلا رجلٌ لا يعرف حالَهُما، أو أنّه يعجبهُ حالهما، نعم.
وصلّى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه) انتهى كلامه.
سبحان الله العظيم!
كنتم يا شيخ أحمد تسقطون إخوانكم وتخرجونهم من السلفية لأدنى كلمة تقال فيهم، فهذا مميع وذاك مخذل، وهذا مذبذب وذاك غير واضح، ولا تحضروا لفلان ولا تسمعوا لفلان، فلما تكلم الشيخ عبيد بزميلك أحمد بازمول سافرتم وتحملتم مشقة السفر إلى الشيخ ربيع لتجديد التزكية!! سبحان الله الذي قال: ﴿ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ﴾ [فاطر: ٤٣]، وقال: ﴿ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم ۖ ﴾ [يونس: ٢٣]، اليوم بعد ما قال الشيخ عبيد كلمته لم يعد عندكم "الشيخ" عبيد "علامة"، ولا "إمام" ولا جرحه معتمداً بل أصبحت كلمته غير مؤثرة، ولا معتبرة، ولم يعد أحد الثلاثة الذين انتهت إليهم الإمامة في الجرح والتعديل، ولا لجرحه أثر في إسقاط أحمد بازمول، وإذا رددتم عليه لا تذكرونه باسمه، بل قد تكتفون بكلمة " قال بعض أهل العلم" كذا وكذا!!
ولقد استمعت مؤخراً إلى كلمة مسجلة لك يا شيخ أحمد علتها نبرة الحزن والأسى، وكأن دموعك تتساقط من عينك، قلت فيها: (الشيخ أحمد بازمول - حفظه الله تعالى - مُزَكَّى صراحة من الشيخ ربيع، والشيخ ربيع على علم مفصل به وبحاله.
يعني على علم مفصل به وبحاله وزكَّاه مراراً وتكراراً، وما زال يُجاهِدُ بين يديه؛ فينبغي الانتفاع به طالب علم شيخ فاضل، صاحب سُنَّة ينبغي أن يُنْتفَعَ به، وما المانع من ذلك؟! وكَوْنُ بعض أهل العلم جَرَحَهُ، لم يحصل في ذلك أي نوع من البيان والتوضيح عن وجه هذا الجرح وأدلته حتى يوجب شرعًا قبوله. وأما التكلف في شرح هذا الجرح بأنه مُبيَّن، فهذا من التكلف الذي ينبغي أن لا يكون بين أهل السنة مثل هذا التكلف.
بل ينبغي أن تظهر الأدلة على الشيخ، فإذا ظهر وبُيِّن بالأدلة والحجج أنه غير مَرْضِي أو عنده ما يَخْدِشُ في سُنيته؛ فهنا لكل مقام مقال.
أما أن يعكس الموضوع فيصبح من ينشر له يحذف من المجموعات، هذا فيه نوع من عدم تحكيم الأدلة الشرعية، وهذا ليس في مصلحة دعوة السنة.
فنسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين، وأن يجمع أهل السنة في كُل مكان على كلمة سواء، وأن يجمع القلوب وأن يهدي إلى الحق وأن يأخذ بنواصي وقلوب من يريد نصر السنة بالعدل والعلم، وأن إذا وُجِدَ من لا يريد هذا الأمر بسبب أو لآخر أن يكفي دعوة السنة شَرَّهُ...
هذا الذي يستطيع الإنسان أن يقوله، والله يصلح الأحوال) انتهى كلامك.
أقول يا شيخ أحمد الأمر يسير فبإمكانك الاتصال بالشيخ عبيد الجابري وسؤاله عن جرحه لبازمول إن كان مفصلاً أو مجملاً، واسأله كيف التوفيق بين جرحه لأحمد بازمول وتعديل الشيخ ربيع له؟ فلا يعقل أن كلمة الشيخ عبيد الجابري مضى عليها أكثر من سنة وما زلت غير قادر على الاتصال به ليقنعك أو تقنعه؟!
للأسف ما زال بعض من حولك يصدقونك بما تقول!! فاتق الله واترك الروغان، واتصل بالشيخ عبيد، ولعلك بعد مناقشتك معه تختم على أحمد بازمول بختمك "مجروح" بدلاً من ختمك "معدل".
وأخيراً وليس آخراً أنصحك يا شيخ أحمد أن تجفف دموعك، وتتوب إلى الله خير لك من التمادي في عداوة إخوانك، والتسلط عليهم، أنصحك أن تكسر الأختام وتحفظ لسانك لتسلم لك حسناتك، فاليوم عمل بلا حساب وغداً حساب بلا عمل، وأذكرك بقول الله تعالى: ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [القصص: ٨٣].
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.