الله أكبر يا أخ ناصر! حرقتم بلاد الشام وجئت تستنكر خطأً نحوياً !!
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد :-
فلقد قرأت كلمة قصيرة كتبها الأخ (ناصر) وهو أحد ممولي الفصائل القتالية في سوريا، وهو تلميذ الشيخ عبدالخالق في الكويت، تهجم في كلمته على الشيخ حمد بن عبدالعزيز العتيق حفظه الله تعالى.
تذكرت وأنا أقرأ كلمات الأخ (ناصر) جواب ابن عمر رضي الله عنهما حينما جاءه أهل العراق في موسم الحج يسألونه عن حكم قتل البعوض للمحرم!! فقال : الله أكبر يا أهل العراق! قتلتم الحسين ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجئتم تسألون عن دم البعوض؟!!
وما فعله الأخ (ناصر) قريب من فعل أهل العراق، فهو وزملاؤه طلاب الشيخ عبدالخالق ممن ساهموا في إشعال الفتن في سوريا ودعموا بعض الفصائل بالمال والسلاح، وبعضهم تورط في إرسال بعض أبناء المسلمين إلى ساحة القتال والفتن، كما أنهم جمعوا التبرعات بصورة غير نظامية، وأيدوا بعض الفصائل التكفيرية كجبهة النصرة وغيرها، بل وما زالوا يؤيدون تلك الفصائل، ومع أفعالهم هذه الشنيعة المشينة لم يروها شيئاً.
فلما وقف الأخ (ناصر) على كلمة للشيخ حمد العتيق نَصَبَ فيها كلمة حقها الرفع، فبدلاً من أن يقول البنيانُ بالرفع قال البنيانَ بالنصب!! استنكر هذا اللحن وتشنج في رده!! سبحان الله! التشنيع والتشنج في غير محله، والذي يعرف منهج الأخ (ناصر) وأسلوبه ويتابع كلماته ويعرف شيخه وزملاءه يدرك تماماً سبب تشنجه في رده على الشيخ حمد العتيق.
لقد تعمد الأخ (ناصر) إغفال كلمات فيها من الحق ما فيها تضمنتها كلمة الشيخ حمد، فقد بين بأن الذين وقعوا على بيان الذي أصدروه لم يستأذنوا ولاة أمرهم في أمر كبير يخص الجهاد والدولة، والذين وقعوا على البيان لم يستنكروا تدخل حلف النايتو وتدميرهم بالطائرات والصواريخ بلاد المسلمين في ليبيا.
وقد أشار الشيخ حمد العتيق بأن إصدار ذلك البيان وإن لم يتضمن الدعوة الصريحة للشباب للالتحاق بالفصائل القتالية في سوريا، غير أنه يدل على ذلك بالإشارة الصريحة الواضحة التي يفهم منه تلك الدعوة الصريحة للالتحاق، ولكن كالعادة لا يريدون الظهور بالصورة ولا يريدون توريط أنفسهم لكي لا يتعرضوا للمسائلة، والضحية دائماً الصغار دون الكبار.
وأما بالنسبة للبيان الذي انتقده الشيخ حمد بن عبدالعزيز العتيق وهو بيان وقع عليه مجموعة من المشايخ والدكاترة فقد وقفت على كلام نفيس نافع للدكتور الشيخ عبدالعزيز بن ندى العتيبي حفظه الله تعالى وبارك فيه، أيد الشيخ حمداً العتيق في نقده للبيان فقال: (الأمر في استنهاض الأمة مناط بولاة الأمر من الأمراء والعلماء لا بغيرهم، وإن مثل هذا العمل المشروع لم نقف على صدوره بعدُ من جهة شرعية، كـهيئة كبار العلماء برئاسة المفتي العام للمملكة العربية السعودية، وهي الجهة العلمية الرسمية المخولة بذلك ..
وأما ذلكم البيان فيُعد افتئاتاً على ولاة الأمر من علماء الأمة، وسلباً لصلاحياتهم، ولباس ثوب العلماء الموثوق بعلمهم، و في ذلك تلبيس وغش للعامة وإثارة للدهماء، وفيه ما فيه؛ كـاتهام الولاة والعلماء بالتقصير، وخيانة المسلمين، والتثبيط عن جهاد الكفار والمنحرفين، وفي ذلك إيغار لصدور الناس على العلماء المصلحين.
وإن الدعوة لمثل هذه الأعمال ومباشرتها لها أخوات سابقات من قبل "من حزب الإخوان المسلمين خاصة" فإنها شبيهة للبيان الذي خرج معترضاً؛ ينادي بحرمة دخول القوات الأجنبية لتحرير الكويت، يعلنون المخالفة لفتاوى كبار العلماء، وقد ثبت للعقلاء بطلان ما ذهبوا إليه، ونصر الله مذهب العلماء الأجلاء…
وكذلك البيانات التي خرجت دعوة للجهاد في سوريا… وبسببها أزهقت الأرواح، وانتهكت الأعراض وشرد شعب بأكمله في الداخل والخارج…
فإن التريث مطلب شرعي؛ حتى تُسمع كلمة العلماء الربانيين، فهم قادة الأمة؛ الأعلم والأحكم، ينصحون للشعوب، ويتناصحون مع الولاة وأمراء الحرب بما فيه النجاة في الدنيا والآخرة ) انتهى كلامه.
وأقول: أيضاً لقد تضمنت كلمة الأخ (ناصر) رغم قصرها على ألفاظ سيئة في حق الشيخ حمد خرجت عن منهج الرد والتعقيب إلى منهج السب والاحتقار الذي عرف به وللأسف الشديد .
أسأل الله أن يهديه ويغفر له ويتوب عليه، وجزى الله الشيخ حمداً خير الجزاء على ما يقوم به من جهد طيب مبارك في نصرة الحق وأهله.
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.