موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

هل الشيخ عبد الله السبت رحمه الله تعالى أخرج الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق من الدين وطالب برأسه وسعى بما يبيح دمه كما يزعم؟!

20 رجب 1437 |

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، أما بعد:

فلقد وعدتك أخي القارئ الكريم في مقال سابق ببيان ما زعمه الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في رسالته المختصرة «نقض الفرية - الرد على ما ادعاه الشيخ عبد الله بن خلف السبت»، وما زعمه من دعاوى جُرِّدت من البينات نسبها للشيخ عبد الله السبت رحمه الله تعالى.

وإليك إتمام ما قد بدأت به.

زعم الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق كما في رسالة صغيرة بعنوان - «نقض الفرية» - أن الشيخ عبد الله السبت رحمه الله تعالى أخرجه من الدين، فقال: «ولو اقتصر الأمر في تنبيه الشيخ عبد الله السبت على رأيه العلمي في قضية تقسيم التوحيد...» إلى أن قال: «وإنما الخطورة وارتكاب الآثام إنما هي في اتهام النيات والإخراج من الدين والسلفية».

وزعم الشيخ عبد الرحمن بأن الشيخ عبد الله السبت رحمه الله سعى بما يبيح دمه، فقال بالحرف الواحد: «وسعى الشيخ عبد الله السبت جاهداً في التأنيب عليّ واستعداء القريب والبعيد والتقرب إلى أهل النفوذ والسعي بما يبيح الدم».

وزعم الشيخ عبد الرحمن بأن الشيخ عبد الله السبت يطالب برأسه، فقال بالحرف الواحد: «وقد أفصح فيه الشيخ عبد الله عن حقيقة مراده، وأعلن على الملأ ما كان يقوله في المجالس الخاصة وهو إخراجه من السلفية وإلحاقه بالخوارج والمطالبة برأسه» انتهى كلامه.

ويُفْهَمُ من زعمه أن الشيخ السبت "كفره" فهذا معنى كونه أخرجه من الدين، وسعى بما يبيح الدم، وطالب برأسه!!

ولعله عمد إلى قول «أخرجني من الدين، وسعي بما يبيح الدم وطالب برأسي» بدلاً من (كفّرني) لقصدٍ أراده في نفسه والله أعلم ما في النفوس، لكن قطعاً الحكم على مسلم بعينه بالخروج من الدين - هكذا على الإطلاق -، وإباحة دمه، والمطالبة برأسه معناه «تكفيره»، فكان الواجب عليه أن يقيم البينة على دعواه، إذ البنية على من ادعى كما هو معلوم ومقرر، فقد روى الترمذي في «جامعه» - وغيره - بسند صحيح، عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ: «البَيِّنَةُ عَلَى الـمُدَّعِي».

وكل من عرف الشيخ عبد الله السبت رحمه الله تعالى يعرف أنه من أبعد الناس عن تكفير المسلمين، ويمكن لكل من أراد أن يعرف الحقيقة - هل افترى الشيخ السبت على الشيخ عبد الخالق أو العكس؟ - أن يسأل المهندس طارق العيسى، وليطلب شهادته، لأن الشيخ السبت قد توفي رحمه الله، والشيخ عبد الرحمن عبد الخالق قد ادعى دعوة بلا بينة، وأرجو أن لا يكتم الأخ طارق الشهادة، وكيف يكتمها والله تعالى يقول: ﴿ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ ﴾ [البقرة: ٢٨٣]؟

والذي حملني على إثارة هذا الموضوع أن الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق لم يقتصر على اتهام الشيخ عبد الله السبت بتكفيره، بل تجاوزه إلى غيره بكل جرأة، فزعم أن الذين يردون عليه قد كفروه وكفروا كثيراً غيره!! ﴿ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ﴾ [الزخرف: ١٩]. والله الستعان

وفي موضع آخر من رسالة الشيخ عبد الرحمن «نقض الفرية» ذكر أن الشيخ السبت اتهمه بالسرورية والإخوانية.

وأقول: وهل السرورية والإخوانية عند الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق تهمة؟ وهل يعدّهم من الفرق المنحرفة الضالة؟

الجواب: لا، بل الشيخ عبد الرحمن يمدح هذه الجماعات ويزكيها ويدافع عنها ويتعاون معهم، فما وجه كون من نسبه لهم يعتبر مفترياً عليه؟

ثم إن كان قصده أن الشيخ السبت نسبه إلى الإخوان تنظيماً فهذا بعيد، فالشيخ السبت كان رحمه الله تعالى يعرف جيداً بأن الشيخ عبد الرحمن ليس في تنظيم السرورية ولا في تنظيم الإخوان، وإنما قصد أن الشيخ عبد الرحمن من السرورية والإخوان فكراً ومنهجاً، وهذا ليس فيه أدنى شك، بل لم ينفرد الشيخ السبت بذكر هذه الحقيقة، فقد سبقه إليها الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، فقال كلمته المشهورة: «عبد الرحمن عبد الخالق انحرف بالسلفيين في الكويت إلى منهج الإخوان المسلمين، فحزَّبهم وأقحمهم في السياسة» انتهى كلامه.

وحتى الصحفي من جريدة الوطن لما أجرى مع الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق مقابلة إِبان ما سمي زوراً الربيع العربي ، قال بالحرف الواحد: «كأنك تدعو إلى أخونة السلفيين»، فرد الشيخ عبد الرحمن فقال: «لا فرق بين السلفيين والإخوان المسلمين»!!!

بل أصبح طلاب الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق يدافعون عن الإخوان أكثر من مدافعة الإخوان عن أنفسهم، بل ويحملون مهمة الدفاع عن الإخوان في بعض الأحيان.

ولا شك أنه عند الله تجتمع الخصوم، ويومئذ تظهر الحقائق ويتبين من افترى على من.

أسأل الله تعالى أن يمن على الشيخ عبد الرحمن بتوبة نصوح من كل ذنب قبل الممات.

والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقالات