رسالة إلى محمد الحربي ؛ تلميذ صلاح أبو عرفة هداهما الله تعالى .
الحمد لله الذي أرسل رسوله ليتمم مكارم الأخلاق ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد ذي الخُلق العظيم القائل (سبابُ المسلم فسوقٌ) وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد ؛
فمنذ عدةِ أشهرٍ أتبادل الرسائل الهاتفية مع أحد الإخوة من السعودية عرّف نفسه بأنه محمدٌ الحربي العوفي الحسيني ، وقال إنه ولد منطقةَ حائل ، بهذا عرف نفسه لي والله أعلم .
ورقم هاتفه : 00996534155966
وذكر أنه تلميذٌ لصلاح الدين أبو عرفة منذ ست سنوات ، ولا أدري كيف تتلمذ عليه ، قد يكون اجتمع معه في بريطانيا لما كان يدرس هناك الدعاية والإعلام ؛ أو تتلمذ على تسجيلاته ، فالله أعلم .
وعلى كل حال ؛ فإن الأخ محمدًا قد ابتلي ببلاء عظيم ؛ ألا وهو كثرة السب والشتم والتحقير والطعن ، ومهما قابلتُ إساءته بالإحسان والدعاء له ولوالديه بالمغفرة والصلاح والهداية ؛ إلا أنه للأسف لا يزداد إلا سوءًا !!
ولقد تأثر بأخلاق شيخه صلاحٍ أبو عرفة غيرَ أنه يتحفظ عن سب الشيخين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى ؛ وربما لأنه في السعودية فلا يتجرأ على سبهما !! واللهُ يشهد أنني صبرت عليه كثيرًا وناصحته كثيرًا ؛ لكن إلى الآنَ لم ينفع معه صبرٌ ولا نصح ، والله المستعان .
وقد كتبت له رسالة رأيت أن أنشرها لكي تعمَّ بها الفائدةُ ، وهذا نصها :
من سالم بن سعد الطويل إلى أخي الكريمِ محمدٍ الحربيِّ - وفقه الله لكل خير - : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ؛ لقد وصلتني رسالتك - وصلك الله بعفوه ورحمته - التي كتبت إلي فيها :
( تعترف بلِسانك - يا رويبضةَ الكويتِ - : أن النبي عليه صلاةُ الله لم يقلْ كَنْكَنَتَكُمْ - يا كهنةُ - ، وأنت تتكلم عنِ الله تبارك اسمه ، فأنت - يا رويبضةُ - أعلمُ في الله من النبيِّ عليه صلاة الله ؟ قل ما قاله هو وأمسك - شلّ الله لِسانك - ، أأنت وشياطينُك أعلم أم اللهُ ؟ لا ولا تستحيْ ؛ وكاتبٌ " جديد " ؛ أيُّ خبثٍ وجهالة ولؤم وعدوان على الله وعلى نبيه عليه وعلى آله صلواتُ الله وسلامُه ؟ تعلَّم كيف تصلي عليه بعدها تحدث في دين الله تعلَّم تعلَّم .
إي وربِّ الكعبة لا تتكلمْ عن الخوارج فتُحْرِجْ نفسَك ، والله الذي لا إله إلا هو إنك رأسٌ فيهم ؛ لكنك رويبضةٌ جاهل لا ترى هذا ، فماذا نفعل لك لينقشع عن عينِك ما عليها ؟؟؟؟ ولكن - يا سالمُ - أنت ما زلت في الصدمة ، ما زلت تتخبطُ من أثرها ، كيف وقد هدم الإمامُ دينَك وكلَّ ما شِبْتَ عليه من الضلال ، - حقيقةً - لا ألومُك وأعذِرُك بجهلك ) .
《 انتهى كلامه 》
فأقول : غفر الله لك ولوالديك وهداك إلى صراطه المستقيم ، لعلك تقصد بقولك: ( بكنكنتكم ) هو قولُ من قال : " الله ﷻ : ( يعلم ما كان ، ويعلم ما يكون ، ويعلم ما سيكون ، ويعلم ما لا يكون ، ولو كان كيف يكون ) " ، والحق أنك - يا أخي الكريمُ - لو ركزت قليلًا لوجدتَ نفسك تقول بهذا القول ولا تخرجُ عنه بحرف واحد !!
فلو سألتك ؛
السؤال الأول :
قال تعالى : ﴿نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ بِما أَوحَينا إِلَيكَ هذَا القُرآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبلِهِ لَمِنَ الغافِلينَ﴾ [يوسف: ٣].
فهل اللهُ تعالى يعلم ما كان من خبر قَصص الأنبياء عليهم السلامُ ؟
فإن قلت : لا يعلم فقد كفرت ، وإن قلت : نعم ؛ الله ( يعلم ما كان ) فقد أصبت ، ولا أظن إلا أنك ستقول : نعم ، الله تعالى ( يعلم ما كان ) .
إذن ؛ استمِرَّ معي في الجواب عن السؤال الثاني :
قال تعالى : ﴿أَلَم تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعلَمُ مـا فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ ما يَكونُ مِن نَجوى ثَلاثَةٍ إِلّا هُوَ رابِعُهُم وَلا خَمسَةٍ إِلّا هُوَ سادِسُهُم وَلا أَدنى مِن ذلِكَ وَلا أَكثَرَ إِلّا هُوَ مَعَهُم أَينَ ما كانوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِما عَمِلوا يَومَ القِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ﴾ [المجادلة: ٧].
فهل الله تعالى يعلم ما يكون حاليًا على وجه الأرض ؟
فإن قلت : لا يعلم فقد كفرت ، وإن قلت : نعم ، الله ( يعلم ما يكون ) فقد أصبت ، ولا أظن إلا أنك ستقولُ : نعم ، الله ( يعلم ما يكون ) .
إذن ؛ استمر معيْ في الجواب عن السؤال الثالث:
قـال تعالى : ﴿تَبَّت يَدا أَبي لَهَبٍ وَتَبَّ ما أَغنى عَنهُ مالُهُ وَما كَسَبَ سَيَصلى نارًا ذاتَ لَهَبٍ وَامرَأَتُهُ حَمّالَةَ الحَطَبِ في جيدِها حَبلٌ مِن مَسَدٍ﴾ [المسد: ١-٥].
فهل الله يعلم ما سيكون يومَ القيامة من أن أبا لهب سيصلى نارًا ذات لهب ؟
إن قلت : لا يعلم فقد كفرت ، وإن قلت : نعم ، الله ( يعلم ما سيكون ) فقد أصبت ، ولا أظن إلا أنك ستقول : نعم ، الله ( يعلم ما سيكون ) .
إذن ؛ استمر معي في الجواب عن السؤال الرابع :
قال تعالى : ﴿حَتّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ المَوتُ قالَ رَبِّ ارجِعونِ لَعَلّي أَعمَلُ صالِحًا فيما تَرَكتُ كَلّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِن وَرائِهِم بَرزَخٌ إِلى يَومِ يُبعَثونَ﴾ [المؤمنون: ٩٩-١٠٠].
فهل الله تعالى يعلم أن الكافر لا تكون له رجعةٌ إلى الدنيا بعد موتِه ولقاءِ الله تعالى يوم الحساب ؟
فإن قلتَ : لا يعلم فقد كفرتَ ، وإن قلتَ : نعم ، الله ( يعلم ما لا يكون ) فقد أصبتَ ، ولا أظن إلا أنك ستقول : نعم ، الله ( يعلم ما لا يكون ) .
إذن استمر معي في الجواب عن السؤال الخامس :
قال تعالى : ﴿بَل بَدا لَهُم ما كانوا يُخفونَ مِن قَبلُ وَلَو رُدّوا لَعادوا لِما نُهوا عَنهُ وَإِنَّهُم لَكاذِبونَ﴾ [الأنعام: ٢٨]
فهل الله تعالى يعلم أن الكفارَ لو ردوا إلى الدنيا بعد قيام الساعة لعادوا لما نُهُوا عنه ؟ فإن قلت : لا يعلم فقد كفرت ، وإن قلت : نعم ، الله ( يعلم ما لا يكون لو كان كيف سيكون ) فقد أصبتَ ، ولا أظن إلا أنك ستقول : نعم ، اللهُ ( يعلم ما لا يكون لو كان كيف سيكون ) .
والآنَ - يا أخي محمدُ الحربي - لو جمعنا إجاباتِك التي بين الأقواس ؛ ستجدُها هكذا :
١- الله يعلم ما كان .
٢- ويعلم ما يكون .
٣- ويعلم ما سيكون .
٤- ويعلم ما لا يكون .
٥- ويعلم ما لا يكون لو كان كيف سيكون .
أخي الكريمُ محمد الحربي ، وفقك الله لكل خير ، إن جوابك هذا هو جوابُ كلِّ مسلمٍ فما الذي تنقِمه عليَّ ؟
هل من قال بهذه الأسطرِ فهو رويبضةٌ ، وكلامُه كَنْكَنَةٌ ، وهو كاهنٌ ، وقد تكلم عنِ الله تبارك اسمه ، وادعى أنه أعلم في الله من النبي ﷺ ، ويستحق أن يُدعى عليه أن يشُلَّ الله لسانه ، وأنه شيطانٌ ، ولا يستحي في كلامه ، وفيه خُبْثٌ وجهالة ولؤم وعدوان على الله وعلى نبيه ﷺ ؟
أنتظر منك الجوابَ مع مراعاةِ الأدبِ وحسنِ الخلق .
وكن كما قيل : " دع من يراك يترحم على من رباك " .
واعلم أنَّ في بعض ألفاظك تكفيرًا لي ؛ كقولك : ( يا كهنةُ ) ، ( وشياطينُك ) ، ( وعدوانٌ على الله تعالى ونبيه ﷺ ) ، ( قد هدم الإمامُ دينَك ) .
أخي محمدُ الحربي ، - أصلح الله سريرتك وعلانيتك - أدعوك إلى أن تعيدَ النظر في كلامي ، واستعنْ بشيخك ومعلِّمِك وإمامِك صلاحِ الدين أبو عرفة ، ثم بينْ لي ما الباطلُ الذي في رسالتي ، وسأكون شاكرًا لك ، وجزاك الله خيرًا .
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .