التعقيب على الشيخ عبدالرحمن دمشقية
من سالم بن سعد الطويل إلى الشيخ عبد الرحمن دمشقية -وفقك الله لهداه-:
السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
لقد دعوتني إلى المباهلة !!والأمر لا يستحق كل هذا التشنج، فغاية ما في الأمر أنه بلغني عنك أنك تكفر بعض حكام الخليج، فلم أعتمد على مجرد السماع والقيل والقال كما ذكرت - غفر الله لك- ، فهذا لا يجوز شرعاً وقبيح عرفاً وعقلاً، فالحمد لله طلبتُ التثبت منك مباشرة بغير واسطة، عملاً بقول الله تعالى {فتبينوا}.
فسألتك وبكل أدب واحترام، لكنك -وللأسف الشديد- انفجرت في وجهي وامتنعت عن الجواب، وقلت عني كلمة لا تليق بك ولا بي، قلت: أنت فضيلة الشيخ أو فضيلة المحقق كونان؟!
وسألتك ماذا تقصد بالمحقق كونان ؟ وحقاً أنا لا أعرف كونان الشخصية الكرتونية إلا منك . وعندئذ زاد عجبي من أسلوبك!
ثم إنك اعتذرت مني على وصفك لي بذلك، وفي الحقيقة ما قبلت اعتذارك، فلما عاتبتك غضبت علي غضباً شديداً!! فآثرت السكوت.
ثم -وللأسف- رجعت إلى ما اعتذرتَ لي منه، وأنا لا أريد إظهار المراسلة الخاصة بيني وبينك، إذ أن هذا ليس من المروءة فأترفع عنه .
وكان الواجب عليك أن ترتقي بالأسلوب وتختار من الكلمات أفضلها ومن العبارات أحسنها.
يا شيخ لقد راسلتك لأني أردت التثبت منك شخصياً، حتى لا أرميك بجهالة فأصبح على فعلي من النادمين!
تأمل الحال التي بلغتها يا أخي الكريم، فأنت تقول: لا تعتمد على ما يقال وتثبت. وحقاً هذا الذي فعلتُه معك، فلما أردتُ التثبت منك انفجرتَ علي وخاصمتني وفجرت في الخصومة ووصفتني بشتى الصفات السيئة التي جاءت في خطابك لي!!
على كل حال؛ بحمد الله تعالى كلٌّ منا يعرف نفسه.
ثم إني -بحمد الله- ما تكلمتُ على أردوغان كما ذكرت وليس هذا من منهجي، وأتحداك تثبتَ علي ذلك، وغاية ما حصل أنني أرسلتُ لك على الخاص أبيُّنُ لك ما يلزمك:
إن كنتَ تتكلم في حكام الخليج؛ فيلزمك الكلام في أردوغان الذي عنده مثل ما عند حكام الخليج أو أكثر أو أقل.
فلما قلتَ لي: لماذا تتكلم على أردوغان؟ ووجدتك فهمتني خطأً، فقصرتُ الكلام ولا أردتُ مجادلتك، فقلتُ لك: طيب طيب، جزاك الله ﺧﻴﺮاً ورحم الله والديك ووالديهم وأولادهم.
هذا كل ما جرى بيني وبينك.
لكن السؤال مازال قائماً ولم تجب عليه بعدُ:
هل حاكم الكويت وولي عهد رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد مسلمان أو كافران؟
فإن كنتَ تقول إنهما غير مسلمين وتكفرهما أو أحدهما؛ فالحمد لله ما كذبتُ عليك.
وإن كنتَ تقول هما مسلمان ولا أكفرهما لا كلاهما ولا أحدهما؛ فما قولك فيمن يكفرهما؟
والأمر -بعد الله تعالى- لك، إن شئتَ أجب على السؤال، وإن شئتَ أمسك، وخير الكلام ما قلَّ ودلَّ، وكان الله غفوراً رحيماً.
أما ما ادعيتَه بأني أبدع الشيخ ربيع ويبدعني، أو أن الذين سميتهم جامية ومداخلة يبدعوني وأبدعهم؛فهذا غلط منك، ولا أساس له من الصحة وهذه دعوى بلا بينة ولا برهان فلم أبدعهم ولم يبدعوني وإن اختلفتُ معهم، فهذه زلة كبيرة منك -عفى الله عنك-.
وأما عبادة الأصنام وجلبها والبناء عليها؛ فهذا منكر عظيم، ومستحيل أن تكون صادقاً بينك وبين نفسك بأني أقر ذلك أو أرضى به أو أبرر لمن يفعله، وليس بالضرورة أنكره بالطريقة التي تطالبني بها.
والعجيب أنك لا تنكر على مَن يبني ويأذن ويجدد الكنائس التي هي أيضاً اتُّخذت لعبادة الأصنام والأوثان والصلبان!!
وأما اتهامك لي بأني وافقتُ الشيخ عبد العزيز الريس؛ فهذا ليس صحيحاً؛ وإنما وافقتُه على أصل المسألة، وهي كون الحاكم يعصي الله فلا يجوز أن نُشَهِّرَ به فضلاً على أن نخرج عليه، وأما المثال الذي ذكره وهو ظهور الحاكم على التلفاز يفعل الفاحشة فقد قلتُ بأنه غير موفق وقد يسبب فتنة، ومقالي موجود وحتماً تكون قد قرأته.
هذا أبرز ما يمكن التعليق عليه من كلامك الطويل، وأما غير ذلك؛ فلا أرى ما يستحق التعليق عليه.
وأعتذر لك على ما سببتُه لك من إزعاج، فأنت منزعج جداً جداً، لكنني -والله- كنت مضطراً أن أبيِّن حقيقتك التي توصلت إليها بعد مراجعتك بكل أدب واحترام.
فأنت لا تصلح تمثل أهل السنة، لا في المناظرات ولا في الردود، وأعترف أنني ما كنت أعرفك جيداً، وزيادة حسن الظن بك جعلتني أظن أنك من أهل العلم وخاصته، وظننتُ أنني من الممكن أن أستفيد منك وأنشر لك، ولكن -للأسف- تبيَّن لي غير ذلك.
أسأل الله تعالى أن يهدينا وإياك إلى سواء السبيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.