المقبالي الإباضي حاطب ليل لا يعرف الغث من السمين
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فلقد استمعت لمقطع مسجل ومصور بعنوان تفصيل التنكيل بسالم الطويل لما أتى به من الجهالات والأباطيل الحلقة الأولى (العلو) للمدعو مسعود المقبالي العماني المتحول من صوفي إلى إباضي . ولقد استعنت بالله وحده وكتبت هذا التعقيب وقلت فيه : أولاً : الكلام المكرر مضيعة للوقت وعنوان الإفلاس . ثانياً : السب والتحقير في حقيقته هروب عن الطرح العلمي والتقرير الشرعي . ثالثاً : عدم اقتنائي لكتب الإباضية والرافضة والملحدين والمبطلين وغيرهم لا يمنعني من الرد على باطلهم الذي يصرحون به . فالإباضية مثلاً يقولون بخلق القرآن وينفون علو الله تعالى على خلقه ، وينفون استواء الرحمن على العرش ، ويقولون بكفر مرتكب الكبيرة وبخلوده في نار جهنم ، وينكرون أنواعاً من الشفاعات ، وينكرون حجية الخبر الآحاد في العقيدة وغير ذلك من الأباطيل ، فما الفائدة في اقتناء كتبهم والقراءة فيها ؟!! رابعاً : السني بحمد الله تعالى يمكنه أن يستغني بكتب أهل السنة ويتم بذلك دينه ، ولا يحتاج إلى كتب الإباضية ولا غيرهم ، بينما الإباضي لا يمكن أن يكمل دينه إلا بالرجوع إلى كتب أهل السنة ومدوناتهم ومصنفاتهم . فلا يضر السني أن لا يقتني كتاب مسند الربيع بن حبيب مثلاً، ذلك الكتاب المكذوب الموضوع ، لمؤلفه المجهول ، فلا يحتاجه في قليل ولا كثير ، بينما الإباضي لا يمكن أن يكمل دينه من غير كتب أهل السنة . خامساً : كثرة النقل من الكتب والاستعراض في ذلك ليست دليلاً على أن الحق معه ، بل هذا كلٌّ يحسنه ، لكن المقبالي يفعل ذلك لإيهام المتشككين والأتباع الضعفاء بأنه قد جمع وحوى ما يعجز عنه غيره . سادساً : المقبالي حاطب الليل يوهم أتباعه بأنه قرأ الكتب وحده وبذل في ذلك جهده وأوصل ليله بنهاره ، فقرأ وسبر وفتش ونقب والحقيقة ليست كذلك ، فعامة ما ينقله هو عن السقاف أو الحيدري !! فتنبهوا لهذا التدليس . سابعاً : كرر النقل عن المتأخرين ليوهم أتباعه أن هؤلاء علماء أهل السنة وهم سلف الأمة حتى راسلني أحد أتباعه يظن أن الكوثري الهالك الجهمي هو أحد أئمة أهل السنة . والظاهر أن المقبالي لا يعلم أن الكوثري توفي سنة ١٣٧١ هجرية الموافق ١٩٥٢ ثامناً : أعرض المقبالي عن النقل عن علماء السلف من القرن الأول والثاني والثالث ، وفِي هذا التصرف تدليس وتضليل وذلك لعلمه أن سلف الأمة على خلاف عقيدة الإباضية . تاسعاً : عجز المقبالي ومازال عاجزاً أن يثبت أن استوى معناه استولى !! فلم يجد آية من القرآن ولا حديثاً واحداً صحيحاً ولا حسناً ، بل ولَم يجد حديثاً ضعيفاً ولا وقف على قول صحابي ولا تابعي ولا تابع تابع (يفسر استوى) بـ (استولى) فمتى يفيق الذين استضعفوا من تضليل الذين استكبروا ؟! عاشراً : الاعتماد على السياق إنما نلجأ إليه عند وجود قرينة تدل على المعنى ، فما أطلت فيه الكلام يا مقبالي لا يدل على تفسير الاستواء بالاستيلاء فقد أتعبت نفسك وأضعت وقتنا ووقتك والنتيجة ما وجدت ولن تجد دليلاً ولا نقلاً صحيحاً بل ولا غير صحيح على أن الاستواء معناه الاستيلاء . الحادي عشر : أما معية الله تعالى لخلقه ، فقد دل السياق على أنها معية علم وإحاطة أو معية حفظ وتأييد ، فأولى بك يا مقبالي أن تتعلم قبل أن تتكلم . أو دع مجال العلم لأهله واشتغل بما تحسن وكما قيل: إذا لم تستطع شيئاً فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع . الثاني عشر : عجز المقبالي كما عجز قبله المفتي أحمد خليلي عن الجواب على سؤالي!! وأكرره للفائدة ، ولبيان عجز الإباضية فأقول : أيها الإباضي أين أنت من الله تعالى ؟ هل أنت (تحت الله أو فوقه أو تحته وفوقه أو مساوٍ له ؟) وللتذكير نحن المسلمون أهل السنة نؤمن بأن الله تعالى فوقنا وفوق جميع خلقه . وأما الإباضية فمازلنا ننتظر جوابهم . الثالث عشر : أنكر المقبالي قول السلف بأن الله تعالى "بائن" من خلقه !! وإنكاره هذا يحتاج إلى إنكار لأن قوله منكر وزور . وبيان ذلك أن يقال إما أن يكون الله تعالى بائناً من خلقه وهذا هو الحق ، أو مختلطاً في خلقه وهذا باطل بل كفر وضلال ، والتباين والاختلاط وصفان متقابلان تقابل النقيضين ، والمتقابلان تقابل النقيضين لا يرتفعان ولا يجتمعان ، وإنما إذا ثبت أحدهما ارتفع الآخر . فالله تعالى إما أن يكون بائناً وليس مختلطاً أو مختلطاً وليس بائناً ولا يمكن عقلاً أن يكون الله تعالى لا بائناً ولا مختلطاً ، كما لا يمكن أن يكون تعالى بائناً ومختلطاً فتعين شرعاً وعقلاً أن يكون الله تعالى بائناً من خلقه وهذا واضحٌ بينٌ جليٌ والحمد لله رب العالمين . وبعد هذا البيان يا مقبالي هل فهمت لماذا قال السلف إن الله تعالى بائن من خلقه ؟ أو عندك غير هذا الاعتقاد ؟ الرابع عشر : نسبت يا مقبالي زوراً وبهتاناً لشيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى أنه قال "الله تعالى محدود" !! والحق أن كلام الشيخ كان حول كلمة "الله في حد" ، ولَم يقل محدود . وقد جرت عادة العلماء المحققين إذا وردت كلمة في حق الله تعالى مهملة شرعاً لم يرد إثباتها ولا نفيها فإنهم لا يبادرون بإثباتها ولا بنفيها ، وإنما يستفصلون عن معناها أو مراد المتكلم بها فإن أراد معنى صحيحاً قالوا له : هذا المعنى صحيح لكن اللفظ غير وارد فلا تستعمله ، أما إذا أراد معنى باطلاً قالوا له المعنى باطل واللفظ غير وارد فلا تقل كذا وكذا في حق الله تعالى . والأمثلة على ذلك مثل كلمة جوهر أو عَرض أو جسم أو حد أو جهة وغير ذلك والتعامل مع هذه الألفاظ يكون كما تقدم ذكره . الخامس عشر : ظاهر جداً أن المقبالي حاطب ليل لا يميز بين الصحيح والسقيم ولا بين الشحم والورَم . فحاطب الليل يلتقط ما وجده أمامه من حطب فلربما التقط ثعباناً أو حية ظاناً أنها من الحطب ، والعلماء إذا وجدوا أحداً كالمقبالي يذكر ما هب ودب من الروايات قالوا عنه فلان حاطب ليل . ومن تتبع حلقات المقبالي يجد مصداق ما وصفته به ، فهو يأتي بأحاديث وروايات ضعيفة وواهية ثم يستدل بها على أنها معتمدة عند أهل السنة ثم يقول : كتبكم ورد كذا وكذا !! هذا ما تيسر وللحديث بقية . والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .