موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

[[ هل الخلاف بيني وبين الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق شخصي؟! ]] [3]

26 رجب 1441 |

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فهذا المقال الثالث في كتابة تاريخ عاصرته، والآن أكتب فيه بعض الحوادث التي تتعلق بالدعوة فحسب، لعل الله أن ينفع بما أكتبه من شاء من عباده.

في عام ١٤١٠ هـ الموافق ١٩٩٠ م، وقبيل احتلال العراق للكويت بدأ الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق يبدي إعجابه بالرئيس العراقي الهالك صدام حسين، وأخذ يذكر محاسنه ومواقفه، حتى أصدر بياناً ورّط فيه جمعية إحياء التراث، إذ أصدره بإسم الجمعية ولم يصدره بإسمه الشخصي، هكذا اشتهر الخبر في ذلك الوقت والله أعلم.

ثم حتى لو لم يكتبه فقد كان راضياً عنه، بل دافع عن البيان دفاعاً كبيراً مشهوداً مشهوراً، ويصعب جداً إنكار ذلك، وقد حضرت ذلك المجلس بنفسي وكنت ممن اعترض عليه.

والبيان ما زال موجوداً ومحفوظاً، وخلاصته أنه يدعو إلى الوقوف بجانب البطل الصنديد العراقي صدام حسين، وأن في عنق الأمة ديناً للعراق، وأن صدامًا حامي البوابة الشرقية للخليج ووو... الخ.

طبعاً أتباع الشيخ عبد الرحمن عامتهم أصغر منه سناً وعلماً ودرايةً بالسياسة، فهو ذو النظرة الثاقبة! وله قراءة مستقبلية مبنية على الخبرة وبعد النظر! ووو... الخ.

حتى بلغ فيهم أن زاروا العراق والتقوا ببعض المسؤولين، وأعطاهم بعض المنح الدراسية لجامعة صدام حسين الإسلامية.

وسبحان الله.. انطمست أبصارهم وبصائرهم عن مبدئه البعثي العفلقي الإلحادي، وعن جرائمه الجماعية الإبادية في الأكراد بالكيماوي، حتى إذا ذُكِّروا لا يذكرون، وإذا نُبِّهوا لا ينتبهون، لا سيما الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، فلم يعد يرضى يسمع كلمة في صدام!!

وبعد هذا الإطراء وحسن الظن اللا محدود، خلال سنة واحدة تقريباً؛ اعتدى صدام بجيشه البربري على الكويت، وقتل من قتل، وشرد من شرد، وخاف من خاف، ومنهم من أخذ أسيراً إلى العراق ومنهم بعض المقربين من الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، فانصدم كثير من أتباع الشيخ عبد الرحمن، بل حتى هو كان من أشد المصدومين.

هذا الحدث الكبير جعل في نفوس كثير من أتباع الشيخ عبد الرحمن يعيد النظر بزعامة الشيخ وهيبته، فبدأت شعبيته تضعف، وبدأ الناس يعيدون النظر في موقفهم منه.

سؤلان:

١- هل كان لأحداث اقتحام الحرم (حادثة جهيمان) عام ١٤٠٠ هـ أثر على الدعوة في الكويت؟

٢- وهل بسبب هذا الحدث تزعم الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق؟

هذا ما ستعرفه في المقال القادم -إن شاء الله تعالى- فتابعني.

والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقالات