موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

[[ هل الخلاف بيني وبين الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق شخصي؟! ]] [5]

28 رجب 1441 |

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإن من أكبر المسائل التي همّشت الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، وجعلت كثيراً من السلفيين -سواءً من محبيه أو منتسبي جمعية إحياء التراث عموماً-: ما حدث قبل عشر سنوات بما سُمِّيَ زوراً وبهتاناً بـ(الربيع العربي)!! ذلك الدمار المادي والمعنوي الذي حلَّ في بلاد المسلمين.

وفي طبيعة الحال؛ كل من تربى على العلم الشرعي، وشرب المنهج السلفي، بل ورضعه منذ ولادته، وتواصل مع العلماء، واطلع على كلامهم، وعرف منهجهم= لم يقبل بتلك الفوضى العارمة التي دعا إليها كل من:

١.أعداء الإسلام الكفرة من يهود ونصارى ومنظمات كافرة.

٢.رؤوس الأحزاب من الإخوان والسرورية والتكفيريين وغيرهم.

٣.رعاع الناس من العوام النفعيين ومن يحمل فكراً علمانياً أو ليبرالياً.

وفي هذه الفترة أراد الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق إقحام الكويتيين في الثورات لا سيما ثورة مصر، التي نصرها بكل ما أوتي، حتى زار مصر وبصحبة بعض كبار الإخوان المسلمين، منهم الدكتور خالد المذكور والدكتور عجيل النشمي، والتقوا بمحمد مرسي -رحمه الله- ومنهم من التقط معه الصور التذكارية.

وتدخل في أمور كثيرة حتى ظهرت إخوانيته بكل وضوح للقاصي والداني، فصار نسخة من الدكتور يوسف القرضاوي، ويصعب التفريق بينهما.

حتى بعض المقربين منه قد شارك في الفوضى التي حدثت في شوارع الكويت وساحة الإرادة، وشارك في حادثة إقتحام مجلس الأمة، وحينئذ حصلت مفارقة بينه وبين كثير من رفقاء دربه، فقالوا بلسان حالهم -وما اصدروا بياناً رسمياً-: هذا فراق بيننا وبينك!

لقد انهارت الثورات وانهار الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق معها، وكل يوم بعد يوم يزداد منهجه سوءاً، ويبتعد عن السلفية أكثر وأكثر، فتارة تراه يمدح فرقة الإخوان المسلمين ويمدحونه، وتارة يمدح فرقة التبليغ ويمدحونه، حتى بلغ فيه الأمر أن شبّه محمد مرسي بالخليفة الراشد المبشر بالجنة الصحابي الجليل عثمان بن عفان -رضي الله عنه-!!

كما أخذ يقرر علناً بأن لا فرق بين السلفيين والإخوان المسلمين، ولا بين السلفيين والتبليغيين!!

كما أنه سكت تماماً عن نصرة مسائل الإعتقاد عند أهل السنة، وتوقف تماماً عن محاربة التصوف والصوفية، بل أخذ يدافع عن الصوفية -فرقة التبليغ-، وهكذا انتهت فتنته التي عصفت في الكويت عقوداً.

وكان من آثار فتنته ظهور مجموعة (السلفية العلمية) وهي سرورية غير رسمية، ومنها حزب الأمة الضال المضل، ومنها جماعة (الحكمة)، ومنها بعض المبرّات المنحرفة كمبرة (الإساءة والتضليل)، كما أنتج أفراداً شاركوا في جمع التبرعات غير الرسمية، وتورطوا في تجنيد الشباب إلى سوريا والعراق، والثلاثة أو الأربعة الذين درجت أسماؤهم في قائمة الإرهابيين من أبرز طلابه.

ومفاسد الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق كثيرة وأشهر من أن تذكر.

وفي المقال القادم -إن شاء الله تعالى- سأبيّن أكبر الأسباب في نظري التي أدت بالشيخ عبد الرحمن عبد الخالق إلى ما وصل إليه من الضياع.

فتابعوني من غير زعل!!

والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقالات