[[ هل الخلاف بيني وبين الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق شخصي؟! ]] [12]
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
ففي هذا المقال سأذكر لك كلاماً لسيِّد قطب وآخر من كلام الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، وسأترك كل قارئ يلاحظ بفطنته التشابه الكبير بين كلامهما.
أولاً: كلام سيِّد قطب:
قال في كتابه في ظلال القرآن (٤/ ٢١٢٢): (إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي).
وقال في الكتاب نفسه (٣/ ١٦٣٤): (إن المسلمين الآن لا يجاهدون، ذلك أن المسلمين اليوم لا يوجدون، إن قضية وجود الإسلام ووجود المسلمين هي التي تحتاج اليوم إلى علاج).
وقال أيضاً (٢/ ١٠٥٧): (لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله، فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وعلى جور الأديان و نكصت عن لا إله إلا الله، وإنْ ظل فريق منها يردد على المآذن لا إله إلا الله).
وقال أيضاً (٤/ ٢٠٠٩): (إن هذا المجتمع الجاهلي الذي نعيش فيه ليس هو المجتمع المسلم).
انتهى كلامه.
ثانياً: كلام الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق:
قال في كتابه (أضواء على أوضاعنا السياسية) (ص ٧٦): (إن تطبيق حكم المرتد سابق لأوانه جداً، فالمجتمع بكل طوائفه يعيش في ردة حقيقية إلا من عصم الله، وهؤلاء المعصومون قلة ولا نكابر) .
وقال في كتابه (الأصول العلمية للدعوة السلفية) (ص ٢٦): (ومن هذه العقبات على طريق المثال لا الحصر: تلك الردة الجماعية الهائلة في الشعوب الإسلامية).
وقال في كتابه نفسه (ص ١١): (وأعداء سلاطين الأرض وملوكها ورؤسائها على شرعة الله، بتحليل ما حرم، وتحريم ما أحل عدوان على التوحيد وشرك بالله ومنازعة له في حقه وسلطانه جل وعلا، وأكثر سلاطين الأرض اليوم وزعماؤها قد تجرأوا على هذا الحق وتجرأوا على الخالق الملك سبحانه وتعالى فأحلوا ما حرم وحرموا ما أحل، وشرعوا للناس بغير شرعه زاعمين تارة أن تشريعه لا يوافق العصر والزمن وتارة أنه لا يحقق العدل والمساواة والحرية وأخرى بأنه لا يحقق العزة والسيادة والشهادة لهؤلاء الظالمين بالايمان عدوان على الايمان بالله سبحانه وتعالى، ونأسف إن قلنا: أن سواداً كبيراً من الناس قد أطاعوا كبراءهم فيما شرعوا لهم من شرع مخالفة لشرعه سبحانه وتعالى وكثير من هذا السواد يصلي ويصوم- مع ذلك- ويزعم أنه من المسلمين).
وقال في كلام له مسجل بصوته ومنشور بالحرف الواحد وهو يصف حال الكويت لما قدم إليها: (الكويت في الحقيقة طبعاً الأمر المعلوم الذي كانت عليه أنها بعيدة كل البعد عن الإسلام، وأنها قد انقطعت الصلة بينه وبين الدين وبين الإسلام).
انتهى كلامه.
أقول: قبل ٥٠ سنة لما ابتعد أهل الكويت كل البعد عن الإسلام وانقطعت الصلة بينهم وبين الدين والإسلام -كما يقول الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق:
إذن كانوا على أي دين؟! هل اعتنقوا ديناً آخر غير الإسلام؟! أو كفروا بالأديان كلها؟!
سبحانك هذا بهتان عظيم!
لو قال: كان التدين ليس منتشراً، أو كان العلم قليلاً أو كانت الدعوة ضعيفة، أو أي جملة أخرى ألطف مما عبر به عن الكويت وأهلها، والله المستعان.
أخي القارئ الكريم؛ تابعني في المقال القادم إن شاء الله تعالى .
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.