أيها الإخوان المسلمون لعل د. محمد العيسى على منهجكم وأنتم لا تعلمون
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فقد أرسل لي عدة أشخاص من الإخوان المسلمين يسألونني لماذا لا أرد على "د.محمد العيسى" أمين عامة رابطة العالم الإسلامي. فأجبتهم بأني حاضر ... وهذا ردي: فأقول وبالله أستعين وعليه أتوكل وإليه أنيب : قول "د.العيسى" بأن اليهود والنصارى إخواننا إلى آخر كلامه، الذي انتشر مؤخراً قول باطل ساقط مخالف للقرآن والسنة، ولا يحتاج بطلانه إلى كثير من الأدلة، فاليهود والنصارى كفار ضالون مغضوب عليهم ملعونون ،ومن لم يُسْلِم منهم فهو مستحق للخلود في جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا . ليسوا إخوانًا لنا بل هم إخوان الشياطين والأدلة أشهر من أن تُذكر . فيا أيها الإخوان المسلمون هل يكفي هذا أو تريدون زيادة ؟؟!! وأما الحكم عليه فليس لي وما حكمتُ على غيره من قبل حتى أحكمَ عليه، ومن كان حريصاً على الحكم عليه فليراجع القضاء الشرعي والقاضي يصدر فيه حكمه. أما تكفيره فلستُ تكفيريًّا حتى أكفره، فمن عيوب أهل البدع تكفير بعضهم بعضًا، ومن ممادح أهل العلم أنهم يخطئون ولا يكفرون كما قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (5/251). وكلام "د.العيسى" من جنس كلام من يحارب كل أنواع الكراهية، سواء الكراهية الصادرة من المسلمين ضد غيرهم أو من غير المسلمين ضد المسلمين. وهذا المبدأ لا يمكن تطبيقه ، لكن قد يكون هذا تأويله، فأمره إلى الله تعالى . لكن هلمَّوا إليَّ وأخبروني من أين أتت هذه العقيدة ؟ ومن سبق "د.العيسى" إلى مثل هذا التقرير ؟ لا أستبعد أبداً أن "د.العيسى" تربى في أحضان الإخوان المسلمين ، والإخوان المسلمون يتغلغلون في المؤسسات والرابطات والجامعات والمعاهد والوزارات والهيئات وغير ذلك ، وقد يكون "د.العيسى" على منهج الإخوان وإن لم ينخرط في تنظيمهم . فإمامهم ومرشدهم حسن البنا ، يقرر هذه العقيدة ومصطفى السباعي مرشد الإخوان في سوريا كذلك والدكتور يوسف القرضاوي ، وكبيرهم في لبنان فتحي يكن والدكتور طارق السويدان ، ورئيسهم السابق محمد مرسي وغيرهم كثير جدًّا ، لا يفرقون بين المسلم واليهودي والنصراني ، كما لا يفرقون بين سني ورافضي ونصيري وإباضي ومعتزلي وجهمي وأشعري وخارجي وصوفي ولا غيرهم. وأيضًا لا يفرقون بين نظام ملكي أو جمهوري أو شيوعي أو رأسمالي أو علماني أوبعثي أو ديمقراطي ولا غير ذلك فهم يتعاملون مع كل الأصناف والأنواع والألوان ، بل ولا يسمون الكافر كافرًا كما في وسطيتهم في الكويت يقولون: (نحن والآخر) ويقصدون بالآخر غير المسلم !! ويعقدون مؤتمرات وحدة الأديان، والتقارب بين المذاهب. فالإخوان المسلمون سياسيون، وفي دعوتهم ينتهجون سياسة (عدم وضع البيض في سلة واحدة). فينقسمون إلى قسمين بل إلى أقسام، كما يقول بعض منظريهم ، فئة تفجر، وفئة تستنكر . ومنهم من يدخل في الحكومات ويصل إلى أعلى المناصب وهم : (البنائيون) وقسم ضد الحكومات وهم : (القطبيون) حتى في الكويت يمارسون هذه السياسة فمثلاً نائب برلماني مع الحكومة وآخر مع المعارضة. وكذلك فعل الدكتور القرضاوي فهو رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين وكان نائبه الدكتور ابن بيه الموريتاني فلما نشب خلاف سياسي بين دولتين خليجيتين قدَّم د. ابن بيه استقالته وانتقل إلى الدولة المختلفة مع الدولة المقيم فيها الدكتور القرضاوي فهم لا يضعون ثقلهم بالكامل مع دولة دون دولة. مثال آخر: طارق السويدان والحبيب الجفري كانا كتلة واحدة وما يزور الجفري الكويت إلا بدعوة من السويدان وعندما حصل الخلاف الخليجي صار لكل واحد ولاء لإحدى الدولتين. وكذلك وضع حماس مع إيران وقاسم سليماني بينما تجد آخرين من الإخوان يتظاهرون أنهم ضد إيران، ومنهم مع نظام بشار الأسد ومنهم من يحارب النظام السوري. ومنهم من يقول بحرية الاعتقاد، ومنهم من يقول بإلغاء حد الردة. ومنهم من يقدم الحرية على تطبيق الشريعة ومنهم من يطالب بحقوق الشواذ (المثليين) ومنهم من يبيح الربا والاختلاط ، ولا عناية لهم بالتوحيد ، ولا ينكرون عبادة الأولياء ولا عناية لهم بالسنة ولا يميزون بين السنة والبدعة ، ولا يحاربون الضلالات كالموالد وغيرها فهم بعيدون جدًّا عن الشرع الصحيح وعقيدتهم في الولاء والبراء ضعيفة جدًّا وإنما تُحركهم السياسة. تماماً مثل ما يفعل اليهود في أمريكا فيقسمون أنفسهم إلى قسمين : قسم مع الجمهوريين وقسم مع الديمقراطيين فمهما كانت نتيجة الانتخابات الأمريكية تكون لهم أياد بيضاء على الحزبين وينالون مصالحهم. ولا أستبعد أبدًا أن منهم من يتولى منصباً في حكومة ثم يصرح تصريحات مشينة وسيئة وباطلة ليسيء إلى حكومته من أجل مصلحة حزبه. فهم ليسوا أهلاً لحسن الظن ، فعقيدتهم مبنية على الغش والخيانة والانقلابات فاليوم يمدحون فلانًا ويُشيدون بأفعاله، ويزورونه ويلتقطون معه الصور التذكارية ويقبلون منه الهدايا والعطايا، وغدًا يسبونه ويكفرونه والشواهد كثيرة وهي اشهر من أن تذكر. والله المستعان ، والحمد لله أولاً وآخرًا وظاهرًا وباطنًا وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.