موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

زيارتي إلى إخواني السلفيين في اليمن

4 جمادى الأولى 1428 |



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:



فلقد يسَّر الله لي زيارة موفقة إلى اليمن لمدة أسبوع من يوم الثلاثاء 21 ربيع الآخر سنة 1428هـ الموافق 8/5/2007م إلى يوم الاثنين 27 ربيع الآخر سنة 1428هـ الموافق 14/5/2007م وكانت زيارة في الله تعالى إلى إخواني السلفيين خاصة.

ما قبل السفر

وكنت قبل سفري إلى اليمن بأسبوع قد تشرفت بزيارة خاصة للشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى وبارك في عمره وعلمه وعمله في مكة المكرمة واستفدت كثيرا من توجيهاته ونصائحه فجزاه الله عني خيراً.

 واستشرته بشأن زيارتي إلى اليمن فأوصاني ببعض الأخوة السلفيين ومنهم الأخ الفاضل الشيخ محمد باموسى صاحب مركز السلام في مدينة الحديدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر. 

ومما زاد في اشتياقي للقاء إخواني السلفيين في اليمن ما وصفهم به الشيخ ربيع حفظه الله تعالى بقوله: ((إن سلفية اليمن هي أقوى سلفية في العالم لما عندهم من التميز وعدم الخوض في الانتخابات والسياسة)).

رفيقي في السفر

سافرت صباح يوم الثلاثاء وبصحبتي الأخ الفاضل وائل بن محمد بن عبدالرب الحمادي العدني وهو يمني مقيم في الكويت ويعمل إماماً لأحد مساجد الأوقاف وهو متخرج من كلية الشريعة من الجامعة الإسلامية.

 نزلت في بيته في صنعاء وتعرفت على والده الكابتن البحري «محمد عبدالرب» وقد احسنوا ضيافتي وأكرموني كثيراً فجزاهم الله خيراً وبارك فيهم.

السفر إلى مدينة الحديدة

وفي صباح يوم الأربعاء سافرنا في النقل الجماعي من صنعاء إلى الحديدة ولمدة خمس إلى ست ساعات لزيارة مركز السلام القائم عليه الشيخ محمد باموسى حفظه الله تعالى وهناك وجدتُ عندهم نشاطاً سلفياً طيباً للكبار والصغار والنساء والرجال ومئات من طلبة العلم والطالبات ومن حفظة القرآن والحافظات ولهم جهد طيب واضح حتى تجولنا معهم في بعض القرى التابعة لمدينة الحديدة ووقفت على بعض أنشطتهم والتي من جملتها نشاط سلفي وبادرة خير في قرية «بيت الفقيه» تلك القرية التي يوجد فيها قبة قد بنيت على قبر رجل يشدون له الرحال ويقيمون عنده بعض الطقوس!!

 في هذه القرية وعلى هذه الحال اخواننا أهل التوحيد والسنة قد أقاموا دعوة طيبة فيها تحفيظ قرآن ودروس علمية في مسجد بحاجة إلى توسعة، واتمام يسَّر الله لهم ما يساندهم في تلك الدعوة السلفية المباركة.

الشيخ محمد بن عبدالوهاب حفظه الله تعالى

في مدينة الحديدة هناك الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي حفظه الله تعالى وكنت قد تمنيت اللقاء به ولقد سمعت عنه كل خير بل هو من أكبر علماء السلفيين في اليمن أو أكبرهم والأخوة هناك أكثرهم من طلابه المستفيدين منه لكن قدر الله تعالى أن لا نلتقي به لأنه كان مسافراً للدعوة إلى الله تعالى بين مناطق اليمن.(1)

 فجزاه الله خيراً وبارك فيه ونفع به المسلمين. 

أقمنا في الحديدة يوم الجمعة وقد أكرمنا الأخوة هناك ومنهم الأخ عبدالكريم الحضرمي الذي قام بحق الضيافة مشكوراً وكذا سائر الأخوة الكرام.

محاضرة في مسجد الفتح

يوم الخميس طلب مني الشيخ محمد باموسى والأخوة معه إلقاء محاضرة في مسجد الفتح بعد صلاة المغرب وكانت في التوحيد وكان لقاء سعيداً بالأخوة الكرام في ذلك المسجد.

خطبة الجمعة في جامع السلام

ويوم الجمعة رغب الأخوة أن أكون خطيبهم لصلاة الجمعة فاستجبتُ لهم وخطبتُ عن آثار رحمة الله الواسعة. وبعدها ودعنا الأخوة في الحديدة وأهدى لنا الشيخ محمد باموسى بعض مؤلفاته ووعدناهم بزيارة ثانية والتواصل المستمر بإذن الله تعالى. (2)

السفر إلى مدينة تعـز

وبعد صلاة الجمعة سافرنا مع الأخوة من مركز السلام إلى مدينة «تعـز» واستغرق السفر ست ساعات تقريباً استجابة لدعوة الأخ حامد ابي الليث السلفي لإلقاء محاضرة في جامع السقاء في وسط المدينة التقينا ببعض طلبة العلم منهم الأخ صادق السقاف والأخ فايز المعداني أو قريب من هذا الاسم والأخ المجيدي وآخرين من اخواننا السلفيين. ألقيت محاضرة في الجامع المذكور عن التوحيد والتحذير من الشرك ولم يكن للأخوة السلفيين في "تعـز" مركز ولا نشاط كبير سوى بعض الأخوة في بداية نشاطهم أسأل الله تعالى لهم التوفيق والسداد.

 في اليوم الثاني يوم السبت اجتمعنا على وليمة غداء في بيت الأخ أبي الليث السلفي حيث تزوج أخته أحد الأخوة السلفيين مقيم في الإمارات زارهم في الله ومن كرمهم زوجوه!! ولقد نسيت اسمه لكن أسأل الله له التوفيق في زواجه وأن يرزقه الذرية الصالحة، وهناك التقينا بأحد المشايخ الفضلاء وفي الحقيقة فرحنا بلقائه وسعدنا بمعرفته وهو الشيخ عبدالوهاب الشميري من أهل "تعز" نزيل «دماج» ومقيم فيها منذ خمس عشرة سنة تقريباً وسمعنا منه كلمة طيبة نفعنا الله تعالى بها وأخبرنا بما يسّرنا عن "دماج" والدعوة السلفية هناك والآثار الحميدة التي خلفها الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى. وأخبرنا عن بعض المشاكل في منطقتهم حتى شبكات الاتصالات مقطوعة بسبب " الحوثي " وأتباعه.

سفرنا إلى صنعاء

بعد العصر من يوم السبت سافرنا من "تعز" إلى صنعاء ومررنا بمدينة "إب" وهي مدينة جبلية ذات طبيعة جميلة وجو لطيف، مررنا بها مروراً من غير توقف.(3)

الشيخ محمد بن عبدالله الإمام في مدينة (معبر)

مررنا بمدينة «معبر» وزرنا مركز الشيخ محمد بن عبدالله الإمام الرَّيمي حفظه الله تعالى وبارك فيه.

ثاني أكبر مركز للسلفيين في اليمن

المركز كبير جداً وفيه نشاط سلفي هائل والأخوة فيه كأنهم في خلية نحل نشاط وترتيب وحراسات مسلحة وتحفظ بسبب قرب الرافضة من مركزهم، سلمنا على الشيخ محمد ورحب بنا وكان مزدحماً جدا وجئناه بعد الدرس وفي وقت العلاج بالرقية الشرعية أهدانا بعض مؤلفاته ثم أكملنا طريقنا إلى صنعاء. (4)

الأخ اللطيف ((حسين الكحلاني))

اتصلت في اليوم الثاني بعد وصولي صنعاء يوم الأحد بالأخ الفاضل حسين الكحلاني حفظه الله تعالى ولقد تفضل علينا وانتقل بنا إلى «جامع الخير» مركز السلفيين في صنعاء والذي يقوم عليه الشيخ محمد الصوملي حفظه الله تعالى وبارك فيه، وله نشاط طيب ودعوة مباركة وصلينا معهم العصر وسلمت على الشيخ فأحسن بي الظن وسمح لي بكلمة تذكيرية للأخوة بعد الصلاة ثم جلسنا معه جلسة طيبة تبادلنا فيها الأخبار والمستجدات.

محاضرة في تفسير آية الكرسي

وبعد صلاة المغرب ألقيت محاضرة في أحد المساجد لأخواني السلفيين وبصحبة الأخ الكحلاني. وقد وجدت منهم حفاوةً كبيرةً و استقبالاً رائعاً ومحبة في الله تعالى جمعتنا وإياهم السنة. أسأل الله تعالى أن يوفقني وكل مسلم إلى التمسك بالسنة والدفاع عنها والموت في سبيلها.

 وفي اليوم الثاني يوم الاثنين سافرت إلى الكويت وأحمل الملاحظات الآتية:

  1. الشعب اليمني عموماً والأخوة السلفيون خصوصاً في قمة التواضع والبساطة الجميلة.

  2. لم أجد أي مضايقة في أي مرحلة من مراحل السفر.

  3. الفقر الشديد صنع من أهل اليمن شعباً صبوراً بعيداً عن التكلف، الترف الذي ربما يعاني منه أهله معاناة الله أعلم بها.

  4. الدعوة السلفية في اليمن قوية وبخير وعافية تصلح لأن تكون نموذجاً للاقتداء بها.

  5. الدعوة السلفية في اليمن دعوة قائمة على السنة بعيدة كل البعد عن الحزبية والسياسة وسائر الأمراض التي تلطخت بها كثير من الدعوات الأخرى.

  6. أثر الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى ظاهر وبين في كل مراكز الدعوة في المدن التي زرتها.

  7. السلفيون في اليمن يحبون علماء السنة من أمثال الشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى والشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى.

  8. السلفيون في اليمن بَصيًرون جداً بحال الجمعيات الحزبية وحذرون منها غاية الحذر.

  9. لاحظت أن نار الحزبي الاخواني الكبير أبي الحسن المآربي المصري قد خمدت وفي طريقها إلى الانتهاء بإذن الله تعالى.

  10. نساء اليمن في غاية الستر فالتبرج والسفور شبه معدوم حتى صغيرات السن يلتزمن الستر الشرعي الجميل.

  11. السلفيون في اليمن بحاجة إلى دعم مادي ومعنوي غير مشروط بتبعية لأي حزب من الأحزاب إذ أنهم بعافية من التحزب المقيت. وهم لا يسألون الناس أموالهم.

  12. نشاط السلفيين في اليمن يغني كل الطبقات عن الانخراط في الأحزاب والجمعيات.

  13. لاحظت التوافق والتآلف بين مراكز السلفيين والمحبة المتبادلة بينهم وبين مشايخهم.

  14. أتمنى أن تقوم مراكز علمية مشابهة لمراكز السلفيين اليمنية المشتملة على حفظ القرآن والسنة وعلومهما وأن لا تكون جهود السلفيين مبعثرة ضعيفة.



هذا وأسأل الله تبارك وتعالى لي ولأخواني أهل السنة في كل مكان التوفيق والسداد في القول والعمل.

(1) ثم في زيارات اخرى شرفنى الله بلقاء الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي في اكثر من زيارة.
(2) وبعد هذه الزيارة الأولى تكررت زيارتي لهم كثيراً والحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات.
(3) وفي زيارة أخرى مررت بمركز أهل السنة وشرفنى الله تعالى بمعرفة الشيخ عبدالعزيز البرعي حفظه الله تعالى وألقيت كلمة في مسجد المركز.
(4) وقد يسر الله لي زيارة اخرى إلى معبر وتعرفت على الشيخ محمد بن عبدالله الامام اكثر وشرفني بإلقاء كلمة في مسجد دار الحديث المقيم عليها وفقه الله تعالى.

المقالات