أخي أبا معاذ ( مبارك الدويلة ) التوبة النصوح أحق وأولى من التمادي بالباطل
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فبعد تسريبات خيمة القذافي؛ شاء الله تعالى أن يكتشف العالم بأن الأخ أبا معاذ مبارك الدويلة قد تورط في زيارته للقذافي، وما كان يعلم بالتسجيل قطعاً، وتفلتت منه بعض الكلمات أساء بها إلى من أساء، بل أساء بها حتى إلى نفسه، وهذه التسريبات سمعها الناس، وما زالت في متناول أيديهم.
والذي يظهر أن الأخ أبا معاذ ارتبك فحاول أن يبرر لنفسه بتبريرات، غير أنه لم يستفد منها شيئاً، بل جاءت عكسية عليه، (وزاد الطين بلة)!
في الحقيقة أن كل ابن آدم خطاء، ولكن خير الخطائين التوابون، ولا يجوز للمسلم أن يكابر وينكر أنه أخطأ، فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.
ولما كان الدين النصيحة كما قال ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فإني أنصح بالتالي:
أولاً: أن يتوب الأخ مبارك الدويلة توبة نصوحاً صادقة، يبتغي بها وجه الله تعالى، لا سمعةً ولا رياءً ولا خداعاً.
ثانياً: على كل مسلم أن يتقي الله تعالى، ولا يظهر الشماتة بأخيه المسلم.
ثالثاً: لا يجوز لأي مسلم محب أو متعاطف أو قريب أن يبرر الباطل أو يتعذر للمخطئ بأعذار واهية، فالذين يقولون: (محشوم أبا معاذ)؛ في الحقيقة ما نصحوا له، ولا أخذوا على يديه، بل هم يشجعونه على المكابرة والتمادي في الباطل.
رابعاً: الواجب على من أخطأ أن يعتذر لمن أخطأ في حقه على سبيل الخصوص وعلى سبيل العموم.
خامساً: أنصح الأخ مبارك الدويلة وكل مسلم من أبناء الخليج أن يتبرؤا من حزب الإخوان المسلمين براءة حقيقية لا صورية، فحزب الإخوان المسلمين لم يبقَ أدنى شك عند كل منصف أنه حزب إرهابي منحرف، لا يحب الخير للعباد ولا للبلاد، ولا أمانة له ولا صدق ولا ولاء لولاة الأمور، وما خلف وراءه إلا الدمار والفساد والقطيعة بين المسلمين.
سادساً: وأنصح كل كويتي وكل سعودي وكل خليجي وكل مسلم أن يتقوا الله تعالى، ويمسكوا عن التراشق وتبادل السب والشتائم والإتهامات عبر وسائل التواصل، فما نراه ونسمع عنه ما هو إلا تحريش من الشيطان الرجيم بين أبناء المسلمين.
سابعاً: وأنصح كل مسرف يتكلم بألفاظ جارحة مسيئة تؤذي أهل مبارك الدويلة وأولاده وأقرباءه أن يتقي الله، فهذا لا يجوز شرعاً حتى لو أخطأ الأخ مبارك الدويلة.
ثامناً: أنصح كل مسلم أن يعتبر بهذه الحادثة، وليجتهد ما استطاع ليكون باطنه كظاهره، وأن يكون له وجه واحد، فإن الحقيقة وإن طال خفاؤها؛ لابد أن تظهر ولو بعد حين، فإن لم تظهر في الدنيا ظهرت في الآخرة، قال تعالى: {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (٩) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (١٠) إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ (١١)}.
فإذا كانت تسجيلات القذافي في خيمته صنعت هذه الضجة؛ فما حالنا بما يكتبه الكرام الكاتبون، قال تعالى: (كِرَامًا كَاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (١٢)}، وقال تعالى: {هَٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.
تاسعاً: اعلموا أن المدة إذا طالت على الذنب؛ فلا يعني ذلك أننا سنسلم من الفضيحة، فمن لم يتب فقد ينفضح عاجلاً أو آجلاً في الدنيا أو في الآخرة، حتى لو نسيت يا عبد الله فعلتك، فإن الله تعالى لا يضل ولا ينسى، قال تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ۚ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.
عاشراً: من عوفي فليحمد الله وليقل الدعاء المأثور: (الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً).
الحادي عشر: إياك أن تجادل بالباطل أو تتكلم بلا علم، فقد حذرنا الله تعالى من ذلك، فقال تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.
الثاني عشر: اذكر نفسي وكل من يبلغه كلامي بقول الله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}، وقوله: {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ}.
والله المستعان.
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.